الأبيات 42
بصــحتك الــدهر والعــافيهْ تجـــد لـــدولتك الراجيــهْ
تلقيـــت فـــي مـــرض زائل حنــواً هـو الحجـة البـاقيه
ومــا تشــتكي بعــدها علـة فقـد كـانت العلـة الشـافيه
ولـو لـم يـداوِك طـب الأسـاة لنجتـــك نيتـــك الصــافيه
ســـلمت لنفســـك والأمــتين ومملكـــة رحبـــة نـــاميه
وأصــبح رأيــك ملــء البلاد ورأي المكــابر فــي نـاحيه
تنـــاولت طائفـــة ســـهلة لتمتلــك الصــعبة العاصـيه
وإن لأســــبابك المحكمـــات نتائجهــا النضــرة الآتيــه
ومــن ملـك الأنفـس الطيبـات فقــد أمـن الأنفـس البـاغيه
ومـن شك في الحق بعد العيان فقـد شـك فـي عينـه الرائيه
جزعـت مـن الخلـف بين الرجا ل فـي مصـر والمحنة الفاشيه
أفـي حقلهـم يـتركون السباع ويقتتلــون علــى الســاقيه
يعيـــب وزارتــك النــاقمو ن وهـي علـى مـا قضوا قاضيه
ومـا هـم عليهـا بمسـتنكرين ســوى أنهــا منهــمُ خـاليه
لســـلطانهم أم لدســـتورها يـــثيرون أمتــك الراضــيه
وما طلبوا الحكم باسم الجها د إلا لـــدنياهم الفـــانيه
رعيـــت نصـــيبهمُ بينمـــا يضــيعون دعــواهم الـواهيه
تولـــوا لأنفســهم هــادمين غضــاباً علـى يـدك البـانيه
إذا نــاوءوك وأنـت المعيـن فمـــاذا أعــدوه للطــاغيه
يقاضـــونك الآن مــا صــنته رتـــاء غريمهــم الــداهيه
وعـاد الرسـول فكيـف انتهـت إلـى القـوم رحلتـه الشاكيه
إبـاء علـى الخصـم أم رجعـة إلـى أنـه الدولـة الحـاميه
ســعِ المرجفيـن ومـا أولـوا وصـــابرهمُ مـــرة ثـــانيه
فـــإنهمُ صـــحبك الأولـــون وإن جــاوزوك إلـى الهـاويه
وإنــك منهــم لهــم راحــم وإن أصـبحوا الفئة الجـافيه
وأنــت علــى حالــة مكــره هـي العظـة المُـرَّة القاسـيه
وأولـى بعزمـك فـي الـواديي نِ حمــل جبالهمــا الراسـيه
عســـاه دلال عليـــك الــذي تـــرى أو مســاومة خــافيه
أؤيــد حزبــك فيمــا أفـاد وأنصـــر شــيعتك الهــاديه
ومــا كنـت أحسـب أن السـلا م حـرب علـى الصـحف الهاجيه
فلا وجــد العيــش فـي قـومه فـــتى بجراحهــمُ الــداميه
جمعـت مـن الـدهر فـي قريتي حيــاة الحضــارة والبـاديه
أطـل مـن الكـون فـي موضـعي علــى كــل رائحــة غــاديه
وأشـهد فـي الأرض حكم السماء وألقــى مقاديرهـا الجـاريه
ومـا مبـدئي فـي مهـب الريا ح ســـوق ولا أدبــي عــاريه
ومــا أنـا مسـتقبل فـي غـد جـــوائز أيــاميَ الماضــيه
ولــو أننــي أسـتغل الهـوى لكـــان وســيلتيَ الــوافيه
ولـو أننـي أتقاضـى الجـزاء لكنــت أميــراً ولـي حاشـيه
وإن لـم أكـن علماً في الحمى فـــإني ضـــحيته الفــاديه
فمـن لـي بعـون على ما أريد مـن الـدعوة الحـرة الداويه
لعلــي أرى ألفــة تجمـع ال قلـوب علـى الغايـة القاصيه
وحســــبيَ حريـــة الأمـــتي نِ وهــي المقدســة الغـاليه
أحمد الكاشف
407 قصيدة
1 ديوان

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.

شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل.

قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى.

كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه.

واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون.

وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً.

( له ديوان شعر - ط).

1948م-
1367هـ-