عَلاني الشَيبُ وَاِشتَعَلَ اِشتِعالا
الأبيات 33
عَلانـي الشَيبُ وَاِشتَعَلَ اِشتِعالا وَقَـد غَشـِيَ المَفارِقَ وَالقَذالا
وَقَـد بُـدِّلتُ بَعـدَ الجَهلِ حِلماً وَبَعـدَ اللَهوِ فَاِستَرضِ البِدالا
وَما قَد كُنتَ تَلهو في اللَيالي بِمثـلِ البكـرِ تَتَّبِـعُ الغَزالا
كَــأَنَّ غَمامَــةً نَضـَحَت ذَراهـا عَلــى أَنيابِهــا عَـذباً زُلالا
وَمــاءٌ سـَحابِ مُقفَـرَةٍ زَهَتهـا جَنــوبٌ نَفَّضــَت عَنهـا الطِلالا
يَــرِفُّ الإِقحُــوانُ بحافَتَيهــا بِحَيـثُ يُقابِـلُ الجِلدُ الرِمالا
بِـأَطيَبَ مَوهِنـاً مِنهـا إِذا ما لَـوَت لِضَجيعِها القَصَبَ الخِدالا
فَأَصــبَحَ دَهرُهـا دَهـراً تَـوَلّى وَقَطَّعَــتِ الوِصــالَ قَلا وِصـالا
سـِوى أَنّـي سـَأَبكي فـي دِيـارٍ بِبُرقَــةِ ضـاحِكٍ حِجَجـاً طِـوالا
وَإِنَّ الحُــبَّ بَعـدَكَ غـابَ عَنّـي فَلَســـتُ أَرى لَغانِيَـــةٍ دَلالا
وَإِنّـي عِنـدَ بَأسـي لُمـتُ نَفسي وَلـومُ النَفـسِ لا يُغنـي قِبالا
وَداوِيَـةٍ يُحـارُ الرَكـبُ فيهـا كَــأَنَّ عَلــى مَخارِمِهــا جِلالا
قَطَعـــتُ بِفِتيَـــةٍ وَمُخَزَّمــاتٍ يُنــاطِحنَ المَــوارِكَ وَالجِلالا
يُجَهِّضـــنَ الأَجِنَّـــةَ مُحفَــداتٍ بِحَـيُ بُرَشـِّحُ الرَبُـدُ الـرِئالا
إِذا خَطَــرَت ســِياطُهُم عَلَيهـا بِخَـرقٍ وَاِنسـَحَلنَ بِـهِ اِنسِحالا
تَرَكــنَ بِــهِ مَواقِـفَ باقِيـاتٍ وَضــَعنَ بِــهِ مُجَلَّلَــةً عِجـالا
تَظَـلُّ إِذا الرِحـالُ وُضِعنَ عَنها حَراجيجــاً كَــأَنَّ بِهــا مُلالا
فَـإِن يَـكُ فـي مَناسـِمِها رِجاءٌ فَقَـد لَقِيَـت مِناسِمُها العِدالا
أَتَـت عَمـراً فَلاقَـت مِـن نَـداهُ سـِجالا الخَيـرِ إِنَّ لَـهُ سـِجالا
أَلَسـتَ إِذا نُسـِبتَ فَـتى قُرَيـشٍ وَأَكرَمَهــا وَأَفضــَلَها رِجـالا
أَبَــت لَكُــمُ مَــواطِنُ طَيِّبـاتٌ وَأَحلامٌ لَكُــم تَــزِنُ الجِبـالا
وَقَــد عَلِمَـت قُرَيـشٌ أَنَّ فيكُـم سـُيوفاً حيـنَ يَحتَضـِرُ القِتالا
إِذا المَــوتُ كــانَ لَــهُ ظِلالٌ بِمَعـرَكِ مَـأزِقٍ كَشـَفوا الظِلالا
فَنِعــمَ مُعَـرَّسُ الأَضـيافِ وَهنـاً إِذا ما الشَولُ عارَضَتِ الشَمالا
أَبـا حَفـصٍ جَـزاكَ اللَـهُ خَيراً إِذا ما المُعتَزى كَرِهَ السُؤالا
جَـوادٌ لَيـسَ قـالاً حيـنَ يُـؤتى لِطــالِبِ حاجَــةٍ أَبَـداً أَلا لا
تَفيـضُ يَمينُـهُ بِـالخَيرِ فَيضـاً وَلا يَلقــى بِنـائِلِهِ الشـَمالا
وَمـاذا المـوجُ يَطـرَحُ سـاجِلاهُ بغَوّاصــيهِ طَرحـاً حيـنَ سـالا
بِـأَجوَدَ مِـن أَبـي حَفصٍ إِذا ما أَتَتـهُ العيـسُ تَختَرِقُ النِقالا
وَجــارُهُم أَعَــزُّ مِـنَ الثُرَيّـا إِذا عَقَـدوا لِجـارِهِم الحِبالا
هُـوَ القَـرمُ الفَحيلُ إِذا قُرَيشٌ لِيَـومٍ حَفيظَـةٍ عَـدّوا الفِحالا
أَلَيتُـكَ ثُـمَّ عُـدتُ فَعُـد بِخَيـرٍ وَخَيـرُ الخَيـرِ مـا يُجرى عِلالا
فَصــَدِّق مَـدحَتي وَأَجِـز كَريمـاً إِذا مـا عَـفَّ عَـن بَلَـدٍ أَطالا
عدي بن الرقاع العاملي
76 قصيدة
1 ديوان

عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع من عاملة.

شاعر كبير، من أهل دمشق، يكنى أبا داود.

كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك.

لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، مات في دمشق وهو صاحب البيت المشهور:

تزجي أغنّ كَأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها

714م-
95هـ-