أَتَعرِفُ الدارَ أَم لا تَعرِفُ الطَلَلا
الأبيات 35
أَتَعـرِفُ الـدارَ أَم لا تَعـرِفُ الطَلَلا بَلــى فَهيجَــتِ الأَحــزانَ وَالـوَجَلا
وَقَـد أَرانـي بِهـا فـي عيشـَةٍ عَجَـبٍ وَالـدَهرُ بَينـا لَهُ حالٌ إِذا اِنفَتَلا
أَلَهــو بِواضــِحَةِ الخَــدَّينِ طَيَّبَــةٍ بَعـدَ المَنـامِ إِذا ما سَرَّها اِبتَذَلا
لَيسـَت تَـزالُ إِلَيهـا نَفـسُ صـاحِبَها ظَمـأى فُلُـوٍّ رَأى مِـن قَلبِـهِ الغَلَلا
كَشــارِبِ الخَمــرِ لا تُشـفى لِـذاذَتُهُ وَلَــو يُطــالِعُ حَتّـى يُكثِـرَ العَلَلا
حَتّــى تَصــرَّمَ لـذاتُ الشـَبابِ وَمـا مِـنَ الحَيـاةِ بِذا الدَهرِ الَّذي نَسَلا
وَراعَهُـــنَّ بِـــوَجهي بَعــدَ جِــدَّتِهِ شـَيبٌ تَفَشـَّغَ فـي الصـُدغَينِ فَاِشتَعَلا
وَســارَ غَــربُ شــَبابي بَعـدَ جِـدَّتِهِ كَأَنَّمــا كـانَ ضـَيفاً خَـفَّ فَـاِرتَحَلا
وَكَــم تَــرى مِــن قَـوِيٍّ فَـكَّ قُـوَّتَهُ طـولُ الزَمـانِ وَسـَيفاً صـارِماً نَجَلا
إِنَّ اِبــنَ آدَمَ يَرجـو مـا وَراءَ غَـدٍ وَدونَ ذَلِـــكَ غــولٌ تَعتَقــي الأَمَلا
لَــو كـانَ يُعتَـقُ حَيّـاً عَـن مَنِيَّتِـهِ تَحَـــرُّزٌ وَحِــذارٌ أَحــرَزَ الــوَعلا
الأَعصــَمَ الصـَدَعَ الوَحشـِيِّ فـي شـَعَفٍ دونَ الســَماءِ نِيـافٍ يَفـرُعُ الجَبَلا
أَو طـائِراً مِـن عِتـاقِ الطَيرِ مَسكَنُهُ مَصــاعِبُ الأَرضِ وَالأَشــراف مُـذ عَقَلا
يَكــادُ يَطلُــعُ صـُعداً غَيـرَ مُكتَـرِثٍ إِلــى السـَماءِ وَلَـولا بُعـدُها فَعَلا
وَلَيـــسَ يَنــزِلُ إِلّا فَــوقَ شــاهِقَةٍ جُنـحَ الظَلامِ وَلَـولا اللَيـلُ ما نَزَلا
فَـذاكَ مِـن أَجـدَرِ الأَشـياءِ لَو وَأَلَت نَفـسٌ مِـنَ المَـوتِ وَالآفـاتِ أَن يَئِلا
فَصــَرِّمِ الهَــمَّ إِذا وَلّــى بِناجِيَـةٍ عَيرانَــةٍ لا تَشــَكّى الأَصـرَ وَالعَمَلا
مِـنَ اللَـواتي إِذا اِسـتَقبَلنَ مَهمَهَةً نَجَّيـنَ مِـن هَولِها الرُكبانَ وَالثَقَلا
مَـن فَرَّهـا يَرَهـا مِـن جـانِبٍ سَدَسـاً وَجـانِبٍ نابُهـا لَـم يَعـدُ أَن بَـزَلا
حُــرفٌ تَشــَذَّرُ عَــن رَيّــانَ مُغتَمِـسٍ مُســتَحقِبٍ رَزَأَتــهُ رَحمُهــا الجَمَلا
أَو كَـت عَلَيـهِ مَضـيقاً مِـن عَواهِنِها كَمــا تَضــَمَّنَ كَشـحُ الحُـرَّةِ الحَبَلا
كَأَنَّهــا وَهــيَ تَحـتَ الرَحـلِ لاهِيَـةً إِذا المِطِــيُّ عَلــى أَنقــابِهِ ذَمَلا
جُوَنِيَّـةٌ مِـن قَطـا الصـَوانِ مَسـكَنُها جَفــاجِفٌ تُنبِــتُ القَفعـاءَ وَالبَقَلا
باضــَت بِحَــزمِ ســُبَيعٍ أَو بِمَرفَضـِهِ ذي الشَيحِ حَيثُ تَلاقى التَلعُ فَاِنسَجَلا
يَــأذى فَيَنفُـضُ نَفـضَ الغِـرِّ فَروَتَـهُ عَـن صـَفحَتَيهِ وَضـاحي مَتنِـهِ البَلَلا
يَبِبــتُ يَحفُــر وَجـهُ الأَرضِ مُجتَنِحـاً إِذا اِطمَــأَنَّ قَليلاً قــامَ فَـاِنتَقَلا
تَحَســـَّرَت عِقَّـــةٌ عَنــهُ فَأَنســَلَها وَاِجتـابَ أُخرى جَدِيّداً بَعدَما اِبتَقَلا
كَأَنَّهـــا بَيــنَ ظَهرانــي دُجَنَّتِــهِ حَــرٌّ تَبــذُلَ بَعـدَ الكِـيِّ فَـاِعتَمَلا
لَقَــد مَـدَحتُ رِجـالاً صـالِحينَ فَأَمّـا أَن يَنـالوا كَمـا نـالَ الوَليدُ فَلا
هُــوَ الفَــتى كُلُّـهُ مَجـداً وَمَكرَمَـةً وَكُــلُّ أَخلاقِــهِ الخَيـراتِ قَـد كَمَلا
فَـتى الرَبِيَّـةِ يَستَسـقي الغَمـامُ بِهِ كَالبَـدرِ وافَـقَ نِصـفَ الشَهرِ فَاِتَدَلا
يَـدعو إِلَيـهِ بُغـاةُ الخَيـرِ نـائِلُهُ إِذا تَجَهَّـــزَ مِنـــهُ نـــائِلٌ قَفَلا
فَجَئتُـهُ أَبتَغـي مـا يَطلُبونَ وَما ال مُسـتَورِدُ البَحـر كَالمُستَورَدِ الوَشَلا
غَيـــثٌ خَصـــيبٌ وَعِـــزٌّ يُســـتَغاثُ إِذا أَتـــاهُ طَريـــدٌ خــائِفٌ وَأَلا
لا يَجتَـــويهِ وَإِن طــالَت إِقــامَتُهُ أَهـلُ المَكـانِ وَلا الأَرضُ الَّـتي نَزَلا
عدي بن الرقاع العاملي
76 قصيدة
1 ديوان

عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع من عاملة.

شاعر كبير، من أهل دمشق، يكنى أبا داود.

كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك.

لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، مات في دمشق وهو صاحب البيت المشهور:

تزجي أغنّ كَأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها

714م-
95هـ-

قصائد أخرى لعدي بن الرقاع العاملي

عدي بن الرقاع العاملي
عدي بن الرقاع العاملي

القصيدة أشهر ما وصلنا من شعر عدي، وهي في مدح الوليد بن يزيد بن عبد الملك (88- 126هـ) الخليفة المفترى عليه والمنسوب له زورا وبهتانا أنه قال بعدما مزق القرآن: