لِمَنِ الدارُ مِثلُ خَطِّ الكِتابِ
الأبيات 43
لِمَـنِ الـدارُ مِثـلُ خَـطِّ الكِتابِ بِالمَراقيـدِ أَو بِـذِكرِ العُقـابِ
جَــرَتِ الريـحُ فَوقَهـا مُـذلَعِبّاً مِــن إِهـابِيَّ تَرتَمـي بِـالتُرابِ
لَيــتَ لــي جيـرَةً كَـآلِ خُلَيـدٍ حَســبي الَّـذي مـاتِعي الأَحسـابِ
بَـذَلوا الماءَ يَومَ جِئنا وَحَيّوا وَسـَقَونا عَلـى مَنـاقي الرِكـابِ
ظــاهِرو الأُنــسِ وَالعَفـافِ إِذا مـا لُّـزَّ بَيـنَ البُيوتِ بِالأَطنابِ
وَرَأَيــتُ الـدُخانَ يَنسـِلُ قُـدماً نَسـَلَ الـذيبِ مِـن وَراءِ الحِجابِ
عــادَ لِلقَلــبِ مِـن رُوَيمَـةَ رَدُّ بَعــدَ صــَرمٍ مُبَيَّــنٍ وَاِجتِنـابِ
وَســَبَتهُ بِناصــِعِ اللَــونِ حُـرٍّ وَثَنايــا مُفَلَّجــاتٍ وَاِجتِنــابِ
دُميَــةٌ شــافَها رِجـالٌ نَصـارى يَــومَ فَقـحٍ بِمـاءِ كَنـزٍ مُـذابِ
أَو مَهـاةٌ تَبَلَّـجَ اللَيـلُ عَنهـا بِـاللَوى بِيـنَ عالِـجٍ فَالجَنـابِ
وَإِذا الناشــِئُ الرِفَــلُّ رَآهـا لَـجَّ مِـن ذاتِ نَفسِهِ في التَصابي
بَيَّتَتنــا تَــزورُ صـَرعى نُعـاسٍ عَرَّســوا مَوهِنــاً بِـأَرضِ يَبـابِ
فَتَـرى الغِـرَّ بِالمَنـاكِبِ يَكبـو شـَهوَةَ النَـومِ كَـالأَميمِ المُصابِ
هُجَّـداً فـاتِري العُيـونِ تَراهُـم كَالثَمالى وَما اِنتَشَوا مِن شَرابِ
راعَهُــم بَعــدَ رَقـدَةٍ رَقَـدوها دَعــوَةٌ مِـن صـَمَحمَحٍ غَيـرِ كـابِ
قَـد فَشـا فـي مُضمَرِ الغِسلِ مِنهُ وَضـَحُ الشـيبِ بَعـدَ غَـضِّ الشَبابِ
قَــد دَعـاهُم حَتّـى تَغَلَّـلَ لَأيـاً صـَوتُهُ مِـن رُؤوسـِهِم في النِقابِ
مــائِلاً رَأســُهُ نُعاسـاً يُنـادي ثُــمَّ يَعيــا لِسـانُهُ بِـالجَوابِ
عَشـِقَ الكَرَمَـةَ الَّـتي اَستَنكَحَتهُ فَهــوَ يُنصــى بِرَأسـِهِ وَهـوَ آبِ
فَـاِتَقوا ظـاهِرَ الحَصـا بِرِحـالٍ مُثبَتــاتٍ عَلـى ظُهـورِ الرِكـابِ
فَتَحَزحَــزنَ إِذ ســَمِعنَ وَغانــا جَزَعـــاً أَو تَيَســُّراً لِلهِبــابِ
ضــامِراتٍ عَلــى ذَخـائِرَ كَـانَت جَـــرَّةً يَأنَــدِمنَها بِاللُعــابِ
يَبتَـدِرنَ القِيـامَ يَجمُـزنَ قُدماً ثانِيــاتٍ وَهُــنَّ غَيــرُ صــِعابِ
قَـد شـَهِدتُ الجِيادَ يَخرُجنَ فَوتاً مِـــن غُبــارٍ مُجَلَّــلٍ مُنجــابِ
ســاطِعٍ يَصــطَنِعنَ مِنـهُ ذُيـولاً كَمُلاءِ العِـــراقِ ذي الهَـــدّابِ
ضــَرَبَتهُ الرِيــاحُ فَاِغتَصــَبَتهُ جِلــدَ الأَرضِ وَقــعُ صــُمَّ صــَلابِ
جنِحــــاتٍ كَــــأَنَّهُنَّ رِجـــالٌ مُســـتَغيرونَ طــارِحو الأَســلابِ
فَــوقَهُنَّ المُســتَلئِمونَ قُعـوداً يَســـــتَحِثّونَهُنَّ بِالأَحقـــــابِ
بَيــنَ أَيــدي عَرَمـرَمٍ ذي دُروءٍ جَحفَــلٍ فيــهِ رايَـةٌ كَالعُقـابِ
تَحتَهـا وَاحِـدٌ وَعِشـرونَ كَعابـاً رُدَنِيّـــاً وَمُـــذلَقٌ كَالشــِهابِ
وَكُمــاةٌ كَسـَتهُمُ الحَـربُ بَيضـاً وَســـَرابيلُ كُســـِّرَت لِلضــِرابِ
مِـن بَنـي قاسـِطٍ وَأَبنـاءِ زُهـدٍ ذانَـكَ المَخلَبـانِ ظُفـري وَنابي
طَــوَت طَلَّــتي إِلـى أَرضِ قَـومي وَشــَجاها تَقَلُّــبي وَاِغتِرابــي
بَعــدَما حَـرَّتِ المِيـاهُ وَقِظنـا وَالمُنـى لَيـسَ مِن أُمورِ الصَوابِ
لَـو تَقَـدَّمتِ أَمـسِ كَنـتِ شـَفيعاً وَتَــأَخَّرتِ أَشـهُراً فـي العِتـابِ
سـَوفَ يَكفيـكَ بَعـدَهُم إِذ نَأَونا ســـَنِماتٌ قَنـــاعِسٌ كَالهِضــابِ
طَرَفــاتٌ إِذا اِســتَبَحنَ مَكانـاً صــاحَ فيهِــنَّ يـافِعٌ كَـالغُرابِ
حَبَشــِيٌّ يُلاعِــبُ الســَقبَ مِنهـا فَرَحـــاً أَن يَعَضــَّهُ بِالثِيــابِ
يَمتَطــي كُــلِّ صــَعبَةٍ وَذَلــولٍ ســـَمِنٌ خالِــدٌ عَلــى الأَصــلابِ
فَتَراهُــــــنَّ بُـــــدَّناً رَهِلاتٍ وارِمـاتِ الشـُطوطِ غُلـبَ الرِقابِ
فَرَعَــت شــابِكاً فَبَطــنَ شـُهَيبٍ حَيـثُ مَـجَّ الرَبيـعُ ماءَ السَحابِ
وَإِذا بَرَكَـــت تَلَجلَــجَ مِنهــا ســُرَرٌ يَقتَحِمــنَ حُــرَّ التُـرابِ
فـي دِيـارِ العَزيزِ مِن أَرضِ كَلبٍ بَيــنَ أَحيــاءِ عــامِرٍ وَجَنـابِ
عدي بن الرقاع العاملي
76 قصيدة
1 ديوان

عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع من عاملة.

شاعر كبير، من أهل دمشق، يكنى أبا داود.

كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك.

لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، مات في دمشق وهو صاحب البيت المشهور:

تزجي أغنّ كَأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها

714م-
95هـ-

قصائد أخرى لعدي بن الرقاع العاملي

عدي بن الرقاع العاملي
عدي بن الرقاع العاملي

القصيدة أشهر ما وصلنا من شعر عدي، وهي في مدح الوليد بن يزيد بن عبد الملك (88- 126هـ) الخليفة المفترى عليه والمنسوب له زورا وبهتانا أنه قال بعدما مزق القرآن: