القرن 18 م وصفه معاصره المؤرخ الفقيه الشهير محمد أبو راس الناصر المعسكري الجزائري (1165-1238 ه) في مخطوط فتح الإله ومنته بقوله: عالم الجزائر، وقطب رحاها، فقيها علامة، حافظا بارعا، ناظرا، مفتيا، مدرسا محققا. ونعته الحفناوي في كتابه "تعريف الخلف برجال السلف" بأديب العصر وريحانة المصر
عاش في النصف الثاني من القرن الثاني عشر للهجرة (18م) والنصف الأول من القرن الثالث عشر، ولا نعرف بالرغم من شهرته بين معاصريه تاريخ مولده ولا وفاته، غير أن بعض قصائده المؤرخة تجعلنا نضع تاريخا تقريبيا لمولده وهو 1150 ه ولوفاته أيضا حوالي سنة 1260م.
تولى عدة وظائف دينية وعلمية في مدينة الجزائر، فبدأ حياته العلمية مدرسا في جامع حسين ميزمورط باشا وفي الجامع الكبير وجامع علي باشا، كما شغل وظيفة الفتوى على مذهب الإمام مالك، لا ندري إن كان تقلد وظائف أخرى. عاشت الجزائر في عصره اضطرابات عدة أهمها الغارات الأجنبية الأوروبية والاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830م الذي وصفه في أحد قصائده، وقد كان من الشعراء القلة المجيدين في العصر العثماني، غير أن ديوانه ضائع، كما لم يتناوله أحد حياته بالدرس حتى الآن، وهناك إشارات عنه في الأرشيف الجزائري العثماني. وتشير الوثائق إلى أنه عرف في نهاية حياته فقرا مدقعا، وقد تدهورت صحته كما أصيب بالعمى، وعاش على الصدقات التي يحصل عليها من أوقاف الجامع الكبير، وقد عمر كما يبدو زهاء مائة سنة.
بالتصرف عن كتاب "تجارب في الأدب والرحلة"، أبو القاسم سعد الله، المؤسسة الوطنية للكتاب، الطبعة الأولى 1983.