صلاح الدين الكوراني الحلبي قاض من كبار شعراء عصره ، مولده ونشاته في حلب ترجم له المحبي في "خلاصة الأثر" قال:
شيخ الأدب ومركز دائرته بقطر الشهباء وكان رئيس الكتاب بمحكمة قاضي قضاتها وله أخ اسمه تاج الدين كان يتولى النيابة بها والقاضي صلاح الدين هذا من مشاهير الأدباء له شعر مطبوع ونظم مصنوع مع مشاركة في فنون عديدة وخبرة بمفاهيم عجيبة وهو من المكثرين في الشعر فليس لأحد من أبناء عصره عشر ما له من الشعر وناهيك بمن لم يخل بياض يوم ولا سواد ليلة من تبييض وتسويد ولم يبق أحد يتوسم فيه النجابة إلا مدحه أو راسله أو طارحه إلى أن صعد درج الثمانين ورقى التسعين
قال: وذكره البديعي فقال في وصفه شاعر إن ذكر المجيدون فهو الواحد الكامل وناثر إن وصف المنتمون إلى الآداب فهو القاضي الفاضل (ثم أورد منخبا من نثره وشعره) ثم قال: وكانت وفاته بحلب في سنة تسع وأربعين وألف
وترجم له الخفاجي في الريحانة قال:
فاضل، شاعر، ناظم، ناثر، مكثر، مسهب، مطرب، معجب.
رايته بحلب يعاني حرفة الوراقة، ويكتب للقضاة الوثائق التي شدت وثاقه، وقد قيده الكبر، وعاقه الدهر أبو العبر، فحجل بين الغرائب والرغائب، وفتل بيد فكره في الذروة والغارب، وهو في مهد الخمول راقد، فمرت به النوائب وهو على طريقها قاعد. وقد كان امتدحني بعدة قصائد، منها قوله: (ثم أورد القصيدة وأتبعها ببيتيه المشهورين في شرب الدخان)