شِهابُ المعالي قد أضاءَتْ به الشَّهْباَ

القصيدة أول ما أورده الشهاب الخفاجي من شعر الكوراني في كتابه ريحانة الألبا قال:

صلاح الدين الكوراني الحلبي

فاضل، شاعر، ناظم، ناثر، مكثر، مسهب، مطرب، معجب.

الأبيات 29
شـِهابُ المعالي قد أضاءَتْ به الشَّهْباَ وقـد أطْلَعـتْ من غُرَّ أفكارِه الشُّهْباَ
ومــن قبـلُ أخْبـارُ الثَّنـاءِ تـواتَرتْ وقـد ملأتْ أسـماعَنا لُؤلُـؤاً رَطْبـا
وكــان التَّمَنَّـي أن يُطـابِقَ سـْمعُناَ نواظرَنــا واســْتغرقَتْ قلْبَنـا حُبَّـا
وقـد أعْرَبـتْ ألفـاظُه مَـعْ تـأخُّرٍ عـن السـَّبْقِ حـتى فـاقَتِ العَرَبَ العَرْبا
فمــن منطــقٍ عــذبٍ وفضــلٍ مُــوجَّهٍ إلى المدح إيجاباً وللحاسدِ السَّلْبا
بنَــي غُــرَّ أبْحـاثٍ لـه قـد تأسَّسـَتْ فلـم يستطِعْ باغِي الجوابِ لها نِقْبَا
إذا كان منه الفهمُ في البحْثِ سابقاً وذلـــك منــه لا يفــارِقُه دَأْبــا
فـأهلاً بَمـن يحْيـا بـه مَشْرِقُ العُلا وقـد كـان كالعَنْقـاء جـاوَزتِ الغَرْبَا
ومـن حلَـبٍ كـان الفِطـامُ مـن الُمنَـى فقـد يبِسَتْ منها ضُروعُ الُمنَى حَلْبا
إلـى أن أتـاحَ اللـهُ بعـضَ بقيَّـةٍ من الحَزم حتى زَاحَمُوا المنْهَلَ العَذْبَا
فتَبَّـاً لمـن قـد زاغَ عـن وُدَّه وقـدْ تبَدَّى ثَبُوتَ القولِ إذ أظْهَروا اَلحرْباَ
ومُـذ قـد أتَـي هـذا الزَّمـانُ بمْثِلهِ لبيبـاً عِلمْنـا أنـه قـد حَـوى لُبَّا
قـدِ اغْـدَوْدَقتْ يُمْنـاه مـن بَرْقِ بِشْرِه وقـد سـحَبتْ غُـرُّ المعـالي له سُحْبا
وأسـْقَت أيـادِي فضـْلهِ سـُحُبَ النَّـدى وقـد غرَسـتْ مـن حُبَّـه في الحشاَ حَبَّا
لـه قلـمٌ إن ينْفُـثِ السَّحْرَ نافعاً فمـــا ضـــَرَّهُ أن لا يغــادِرَه عَضــْباً
فيـا مَـن لـه فـي مصرَ والشام هِمَّةٌ وبـاَعٌ طويـلٌ يَبْهَـر الـرُّوم والعُرْبا
علــى حلَــبٍ لَّمــا قـدِمْتُم تبسـَّمَتْ ثغـورُ مبانِيهـا وتـاهَتْ بكـم عُجْبـاَ
وأبناؤُهــا القـومُ الـذين مُرادُهـمْ وِدادٌ ولا يبْغُــون مــالاً ولا كَســْبَا
علــى ذا مَضـى عهـدُ الأخِلاَّءِ والـذي يــرُومُ خِلافَ الــوُدَّ يسـتَوْجِبُ السـَّبَّا
وأشــكُو إليـكَ الـدهرَ عَبْـدَك إنَّنـا نُســائِلُه ســِلْماً يجاوبُنــا حَرْبـا
وكــم قَعَـدتْ عـن سـبْقِها كـلُّ صـافِنٍ تُسـاَبِقُها العَرْجـاَ وتَلْحَقُها اَلحدْبا
وإنَّـي علـى فِعْـلِ الزمـانِ لواجدٌ بُكـاءً علـى الخنْسـاءِ فـي صَخْرِها أرْبَى
وقــد زَعَمُــوا أن الــدُّخانَ مُجَفَّـفٌ فــداوَيْتُ دَمْعـي فـي تَنـاوُلِه شـُرْبا
وفـي كـلَّ معْنَـى فيـه قـد رَقَّ رِقَّةٌ أُعلَّلُــه مَــن كــان ســارَقَه غَصــْبا
وعبـــدُك ذيَّـــاك الصـــَّلاحُ مُقصــَّرٌ بمــدْحِك لكــن لا يقـولُ بـه كِـذْبا
ولـو لـم يكـن قَيْـدُ الكتابةِ عائقي وثقلـةُ تـوقيعي الوثـائقَ والكُتْبا
لحــاولْتُ مــن عَجَّـاج فِكـرِك قَطْـرةٌ كمـا يشـْرَبُ العُصـفورُ مـن مائِه عَبَّا
فكيـفَ وقـد أصـْبَحتُ عبـداً مُكاتَبـاً ولا عِتْـقَ لي حتى أرَى الَّلحْدَ والتَّرْبا
فلا زلـتَ فـي أعْلَـى مقـامٍ إذا حدَتْ حُـداةُ حِجـازٍ في السُّرَى تُطْرِبُ الرَّكْبا

صلاح الدين الكوراني الحلبي قاض من كبار شعراء عصره ، مولده ونشاته في حلب ترجم له المحبي في "خلاصة الأثر" قال:

شيخ الأدب ومركز دائرته بقطر الشهباء وكان رئيس الكتاب بمحكمة قاضي قضاتها وله أخ اسمه تاج الدين كان يتولى النيابة بها والقاضي صلاح الدين هذا من مشاهير الأدباء له شعر مطبوع ونظم مصنوع مع مشاركة في فنون عديدة وخبرة بمفاهيم عجيبة وهو من المكثرين في الشعر فليس لأحد من أبناء عصره عشر ما له من الشعر وناهيك بمن لم يخل بياض يوم ولا سواد ليلة من تبييض وتسويد ولم يبق أحد يتوسم فيه النجابة إلا مدحه أو راسله أو طارحه إلى أن صعد درج الثمانين ورقى التسعين 

قال: وذكره البديعي فقال في وصفه شاعر إن ذكر المجيدون فهو الواحد الكامل وناثر إن وصف المنتمون إلى الآداب فهو القاضي الفاضل (ثم أورد منخبا من نثره وشعره) ثم قال: وكانت وفاته بحلب في سنة تسع وأربعين وألف

وترجم له الخفاجي في الريحانة قال:

فاضل، شاعر، ناظم، ناثر، مكثر، مسهب، مطرب، معجب.

رايته بحلب يعاني حرفة الوراقة، ويكتب للقضاة الوثائق التي شدت وثاقه، وقد قيده الكبر، وعاقه الدهر أبو العبر، فحجل بين الغرائب والرغائب، وفتل بيد فكره في الذروة والغارب، وهو في مهد الخمول راقد، فمرت به النوائب وهو على طريقها قاعد. وقد كان امتدحني بعدة قصائد، منها قوله: (ثم أورد القصيدة وأتبعها ببيتيه المشهورين في شرب الدخان)

1639م-
1049هـ-

قصائد أخرى لصلاح الدين الكوراني الحلبي

صلاح الدين الكوراني الحلبي
صلاح الدين الكوراني الحلبي

القطعة في تاريخ وفاة مفتي حلب الشيخ عمر بن عبد الوهاب العرضي الشافعي القادي صاحب كتاب فتح الغفار وهو من اجل الكتب قال المحبي:

صلاح الدين الكوراني الحلبي
صلاح الدين الكوراني الحلبي

القطعة آخر ما اورده المحبي من شعر الكوراني قال: