عسى أن يلم الشمل بعد تبدد
كتب الشاعر هذه القصيدة في مدح أحمد الغزال، متأثرا بقصيدة الغزال في مدح شيخهما ابن عمار التي يقول في مطلعها 

(روينا أحاديث الألَى ورثوا العلا=قديما ففازوا بالثناء المؤبد) 

(فقيل أناس قد تقضى زمانهم=فهل مثلهم يوما شهدت بمشهد) 

وجاء نص القصيدتين كاملا في كتاب تعريف الخلف برجال السلف للحفناوي.

وأحمد الغزال هو أحمد بن المهدي الغزال الحميري الفاسي (المتوفىَ عام 1191ه)، فقيه شاعر ورجل سياسة مغربي، جاء في سفارة إلى الجزائر موفدا من قبل السلطان عبد الله للتوسط بين الجزائر وإسبانيا، وذلك سنة 1182، وهو صاحب الرحلة المعروفة (نتيجة الاجتهاد في المهادنة والجهاد)، وقد اتصل الغزال بعلماء الجزائر، وعلى رأسهم أحمد بن عمار، فمدحه بالقصيدة السابقة.

أما ابن عمار فهو الشيخ الفقيه الشاعر الجزائري، عاش في أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر للهجرة، وقد ترجم له أبو القاسم سعد الله في كتابه (تاريخ الجزائر الثقافي) ج2 ص224 من خلال جمع ما ذكر عنه معاصروه من العلماء في المصادر المختلفة.

وقوله في البيت 28 فانت إذا جليت يعني كنت المجلي في السباق، والمجلي الحصان الذي يفوز بقصب السبق في اسماء خيول السبق عند العرب ويليه المصلي وهو المراد بقوله وإني إذا صليت.

 

الأبيات 30
عســى أن يلــم الشــمل بعــد تبـدد عشــية هـذا اليـوم أو ضـحوة الغـد
ويطـوى بسـاط الهجـر مـن بعـد نشـره ويلبـــس مطــوي الوصــال المجــدد
وتــأتي مــن الأحبــاب صــولة منصـف فتخمـــد للواشـــين فتنــة معتــد
وتقــرأ آيــات مــن العتــب بيننـا فينســخ منهــا الــود كــل توعــد
ســقى عهــدهم صــوب الحيـا وسـقاهم وإن هــم ســقوني كــأس هجـر مـزرد
ليـــالي نســـقى بالمســرة أكؤســا دهاقــا ولا نخشــى الرقيــب بمرصـد
ونخلــو ومــا غيـر العفـاف نـديمنا حليفــي ومــا مــن نــائم ومســهد
أنــزه فــي خــد الحــبيب نــواظري وأكحلهـــا مـــن عارضــيه بإثمــد
ليـالي لا تغضـى العيـون علـى القـذا وليسـت تـرى فيمـا تـرى غيـر مسـعد
فللـــه ذاك العهــد حســنا كأنمــا أعيــد لــه طبــع المهــذب أحمــد
فــتى قــد تنـاهى فـي محاسـنه غـدا رســول أميــر المــؤمنين المؤيــد
فغـــرب وشــرق لســت تبصــر مثلــه وأتهــم إذا مــا شــئت ذاك وأنجـد
رقــاق المعــاني واليــراع لطيفــة فهــل ملكــت للفكــر منــه ولليـد
يفتــــح مـــن آرائه كـــل مغلـــق يضـــيق بــه رب الحســام المهنــد
يجـــود لرقيـــاه البخيــل بمــاله فقــد مـد مـن فصـل الخطـاب بمنجـد
فكــم مشــعر قـد غيـر الظلـم رسـمه وعــاد لــه حســن البنـاء المشـيد
وأنجــد أســرى المســلمين وكتبهــم وأيـــد ديـــن اللــه كــل مؤيــد
وشــــيد للإســــلام عـــزا ممنعـــا وكـــل بتوفيـــق الإمـــام محمـــد
ومــا أنــا إلا مــن غزيــة إن غـوت غـــويت وإن ترشـــد غزيـــة أرشــد
وهــل تصــلح الأعضـاء والقلـب فاسـد وأنــى تــرى عقــدا بــدون مقلــد
أغــزال هــذا العصــر مـن رق غزلـه لـه العـذر إن لـم يكفـه غيـر عسجد
كمـــدحك مولانـــا وقطـــب بلادنـــا وبــدر علاهــا بيــن نســر وفرقــد
فلســـت وقـــد أبصـــرته وســـمعته وخـــاطبته فـــي مـــدحه بمقلـــد
تناســبتما اســما وارتقـاء وسـؤددا وفضــلا وفــي خلــق كريــم ومحتــد
فيــا فخــر آفــاق الكمـال وأنتمـا معـــا قمراهـــا لائحيـــن لمهتــد
فللمجــد دومــا يــا رضـيعي لبانـة عزيزيــن محفــوظين مــن كيـد حسـد
أجاريــك فــي مـدح وإن كنـت سـابقا ومـن ذا الـذي جـارى الريـاح بأجرد
فـــأنت إذا جليـــت غيـــر منــازع وإنـــي إذا صـــليت غيـــر مفنــد
فصـل فـي الأعـادي صـارما وابـن صارم ودم للمعالي مفردا مفردا وابن مفرد
ولا زال ذاك المجـــد واللــه حــافظ لــه مــوردا يحلــو علـى كـل مـورد
محمد بن الشاهد
4 قصيدة
1 ديوان
محمد ابن الشاهد: مفتي وشاعر جزائري،  من أعلام النصف الأخير من القرن 12ه والأول من القرن 13ه

القرن 18 م   وصفه معاصره المؤرخ الفقيه الشهير محمد أبو راس الناصر المعسكري الجزائري (1165-1238 ه) في مخطوط فتح الإله ومنته بقوله: عالم الجزائر، وقطب رحاها، فقيها علامة، حافظا بارعا، ناظرا، مفتيا، مدرسا محققا. ونعته الحفناوي في كتابه "تعريف الخلف برجال السلف" بأديب العصر وريحانة المصر

عاش في النصف الثاني من القرن الثاني عشر للهجرة (18م) والنصف الأول من القرن الثالث عشر، ولا نعرف بالرغم من شهرته بين معاصريه تاريخ مولده ولا وفاته، غير أن بعض قصائده المؤرخة تجعلنا نضع تاريخا تقريبيا لمولده وهو 1150 ه ولوفاته أيضا حوالي سنة 1260م.

تولى عدة وظائف دينية وعلمية في مدينة الجزائر، فبدأ حياته العلمية مدرسا في جامع حسين ميزمورط باشا وفي الجامع الكبير وجامع علي باشا، كما شغل وظيفة الفتوى على مذهب الإمام مالك، لا ندري إن كان تقلد وظائف أخرى. عاشت الجزائر في عصره اضطرابات عدة أهمها الغارات الأجنبية الأوروبية والاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830م الذي وصفه في أحد قصائده، وقد كان من الشعراء القلة المجيدين في العصر العثماني، غير أن ديوانه ضائع، كما لم يتناوله أحد حياته بالدرس حتى الآن، وهناك إشارات عنه في الأرشيف الجزائري العثماني. وتشير الوثائق إلى أنه عرف في نهاية حياته فقرا مدقعا، وقد تدهورت صحته كما أصيب بالعمى، وعاش على الصدقات التي يحصل عليها من أوقاف الجامع الكبير، وقد عمر كما يبدو زهاء مائة سنة.

بالتصرف عن كتاب "تجارب في الأدب والرحلة"، أبو القاسم سعد الله، المؤسسة الوطنية للكتاب،  الطبعة الأولى 1983.

1844م-
1260هـ-

قصائد أخرى لمحمد بن الشاهد

محمد بن الشاهد
محمد بن الشاهد

أورد هذه القصيدة أبو القاسم سعد الله في كتابه (تجارب في الأدب والرحلة) وأشار إلى أنه نقلها من نص نشره السيد فانسان في المجلة الأسيوية سنة 1839 م يقول فيه إن ابن الشاهد نظم مجموعة كبيرة من شعر الرثاء وغيره من الأغراض الاجتماعية الخفيفة التي يحب مسلمو

محمد بن الشاهد
محمد بن الشاهد

جاءت هذه القصيدة في كتاب تعريف الخلف برجال السلف للحفناوي ج2 ص 318  وقد قدم لها بقوله: (ولابن الشاهد المذكور المدعو بأديب العصر وريحانة المصر مادحا الإمام الهمام خاتمة المحققين سيدي محمد البناني الفاسي لما وصلته حاشيته على الزرقاني وانتفع

محمد بن الشاهد
محمد بن الشاهد

هذه الأبيات من قصيدة في التوسل لله، جاء مطلعها في كتاب تجارب في الأدب والرحلة لأبي القاسم سعد الله ، ونقلت نصها الكامل عن أحد مواقع الزاوية التجانية بالجزائر وهي من القصائد المشهورة التي لا تزال تنشد في أوساطهم إلى يومنا هذا كانون الثاني (2017)