قَلقتُ فَهَل في الثّريا قَلَق
الأبيات 30
قَلقـتُ فَهَـل فـي الثّريـا قَلَـق أَم البَدر من ذا الدُّجى في أَرَق
أَم اِضــطَرَب البَحـر فـي مَـوجِهِ فَثــارَ لِصـَخر وَإِذ مـا اِنفَلَـق
تَرامــى وَفــي نَفســِهِ حَســرة وَأَنَّ اِنكِســـاراً كَصـــَبّ شــَهَق
وَمـــاجَ عَلَيـــهِ ظَلام الليــا ل وَمِنــهُ دَوِيّ الرِّيـاح اِنطَلَـق
فَهَـــــذا يَـــــرنُّ وَذاكَ يَئِنُّ بِــوَزن وَأَلحــانِهِ فــي نَســَق
وَهَـــذا يَميـــل وَذاكَ يَســيل بِمَــدّ وَجَــزر إِذا مـا اِنـدَفَق
فَتَحســَب فـي الجَـوّ بَحـراً عَلا فَعــمَّ جَميــعَ الوُجـودِ الغَـرَق
يَنـام الـدُّجى وَتَنـام العُيـون وَذاكَ الفُــؤاد يُعـاني القَلَـق
أَبيـتُ وَفـي الـرُّوح يَـأس سـرى وَهـا أَمَلـي فـي الحَياة اِنسَحَق
أَبيــتُ وَفِكــري يَخـوض البِحـا رَ وَيَمشـي القفـار وَلا مِـن رفق
يَحـــول فَفــي وَهــدة تــارة أَراهُ وَفـــي ذروة قَــد ســمق
أَراهُ يقلـــب صـــُحف الرّجــا ء بِهَــذا الفَضـاء وَلا مِـن ورق
فَيشــــهد أَســـطُرها ســـوِّدت بِأَيــدي الظَّلام وَفيهــا نَمَــق
صـــَحائف آمـــالي مَجهولَـــة كَهَــذا الفَضـاء وَهَـذا الغَسـَق
فَلا أَدري إِمّــــا بِمُســـتَقبلي ضــياء يَكــون بِــهِ فـي أَلَـق
يَكـــون بِــهِ أَمَلــي زاهِــرا وُمُبتَســِما مِنــهُ إِمّـا اِنبَثَـق
وَإِمـــا يَســود عَلَيــهِ الظَّلا م فَيُطفـئ تِلـكَ المُنـى إِذ بَرَق
يُؤمـــل كُـــلٌّ بِمــا يَشــتَهي وَإِمّــا يَنــالُ غَـدا فـي حنـق
فَمِـــن بـــاذل جهــدِهِ كُلــه وَيَغــدو وَفـي بُؤسـِهِ قَـد زَلَـق
وَمـــن كَاســـل عُمــرَه كُلــه وَيُصــبح مِــن أَمَــل فـي أَنَـق
وَيُصـــبح فـــي عــزّهِ ســُلطة وَفيهــا نُفـوس المَعـالي رشـق
فَــذاكَ عَلــى سـعيه فـي ضـَنى وَضــَنك وَبـاب الأَمـاني اِنغَلَـق
وَأَضـــحى وَفــي ذلــه ســكنة بِهـــا روحــه وَحَيــاةً زَهــق
فللــه مــا سـرٌّ هَـذي الحَيـا ة وَمـا القَصد مِن خَلقِ خَلقٍ خَرَق
يَقُولــون هَــذا ســُبات عَمــي ق وَأَفعــالهُم تِلـكَ حلـم طَـرَق
وَمـــا هُــوَ إِلّا معمــىً دَقــي ق تَوارى وَفي ذا الوُجود اِعتلق
وَكُــــلٌ يُبَرهــــن تَعليلـــه فَيـا لَيـتَ شـِعريَ مـن ذا صـدَق
لَقَـد حـارَ فـي كنههـا خـاطِري فلـم سـرُّ هَـذي الحَيـاة اِنغَلَق
أَوغــدٌ يَســود وَفَــردٌ يَعــود وَفـي نَفسـِهِ اليَـأس إِمـا غَسـَق
إِذا كــانَ ذَلِــكَ مِــن حكمــة فَهلا إِذن كـــانَ عَقـــلٌ وَحَــق
صلاح الدين القاسمي
5 قصيدة
1 ديوان

صلاح الدين بن محمد سعيد القاسمي.

طبيب أديب وشاعر، من طلائع الوعي القوي العربي في سورية، ولد وتعلم بدمشق. وتخرج عام (1332هـ 1914م) بمدرستها الطبية وأحسن التركية والفارسية والفرنسية.

وتأدب بالعربية على يد أخيه علامة الشام الشيخ جمال القاسمي، وشارك في تأليف جمعية النهضة العربية (1324هـ، 1906م) بدمشق.

وهي أقدم ما عرفناه من نوعها في بدء اليقظة أيام الترك، وأختير كاتماً لسرها ولم يجاوز التاسعة عشرة من عمره.

وكتب وخطب وحاضر، ونظم شعراً لا بأس به، فكان من الدعاة الأوائل لإثارة المسألة العربية كما سماها، ومبدأ القوميات.

وزار الأستانة مع وفد من أعيان دمشق (سنة 1909) للتهنئة بالحكم الدستوري، فنشر 12 مقالاً عن رحلته وست مقالات عن المنفلوطي وكتابه النظرات)، وحذر سنة 1911 من الخطر الصهيوني وعمل طبيباً في بعض مدن الحجاز إلى أن توفي ودفن بالطائف.

1916م-
1334هـ-