عِما يا اِبنَتي قَيسَ صَباحاً وَمَظلَما
الأبيات 44
عِمـا يا اِبنَتي قَيسَ صَباحاً وَمَظلَما وَإِن كُنتُما أَجمَعتُما البَينَ فَاِسلَما
وَإِن قــالَ حُسـناً أو أقَـرَّ بِنَعمَـةٍ ثِنـىً شَكَما الغَادي لَقَد كانَ مُكرَما
تَحِيَّـــةَ مَـــن جِئتُمــا تَســأَلانِهِ رَأى الحَـقَّ فـي مَملـوكِهِ إِن تَحَكَّما
فَقَضـى بِإِحـدى حـاجَتَيهِ وَلَـم يَجِـد لِحــاجَتِهِ الأُخــرى بِحَــقٍّ تَصــَرَّما
فَلَمّــا تَجـاوَزنَ الآدامـاءَ أَقصـَرَت بَطالَــةَ قَلـبٍ كـانَ رَهنـاً مُتَيَّمـا
فَـأَبرَزَ قِـرنُ الشـَمسِ حيـنَ طُلوعِها لَنـا مِـن عَرانيـن النَحيزَةِ مَحزِما
أُحَـرِّجُ مـالي يـا جُـوَينَ بـنَ مَعبَدٍ عَلَيـكَ بِـذاتِ اللَـهِ إِن كُنتَ مُسلِما
وَأَنشـُدُكَ الرَحـمَ الَّتي لَم تَكُن لَها وَصـــولاً إِذا نــابَت وَلا مُتَقَــدِّما
وَأَنهــي بِجـاداً أَن يَـرومَ ظُلامَـتي بِجـادِ بـنِ سـَعدٍ لَم أَكُن لَكَ مُحرَما
فَـإِن تَأَخُـذا مـالي بِغَيـرِ جِنايَـةٍ جَنَتهــا يَــدي تَسـتَرحِما وَتَنَـدَّما
نَسـيتُم مَسـاعينا الصـَوالِحَ فيكُـم وَمــا تَـذكُرونَ الفَضـلَ إِلّا تَوَهُّمـا
فَــإِن تَعــدَوَنّا الجاهِلَيَّـةُ أَنَّنـا لَنُحـدِثُ فـي الأَقـوامِ بُؤسى وَأَنعُما
بَلا ذاكَ مِنّــا اِبـنُ المُعَـذَّلِ مَـرَّةً وَعَمـرُو بـنُ هِنـدٍ عامَ أَصعَدَ موشِما
يَقـودُ إِلَينا اِبنَي نِزارٍ مِنَ المَلا وَأَهــلَ العِــراقِ سـامِياً مُتَعَظِّمـا
فَلَمّــا ظَنَنّــا أَنَّــهُ نـازِلٌ بِنـا ضــَرَبنا وَوَلَّينـاهُ جَمعـاً عَرَمرَمـا
وَإِنّــا إِذا زارَ العَـدُوُّ دِريارَنـا سـَقَيناهُ شـُرباً ذا سـَمامٍ وَعَلقَمـا
وَرَأسُ خَميــسٍ قَـد رَمانـا فَغـادَرَت ســـِلاحُ كَمــاتي لَحمُــهُ مُتَقَســَّما
وَكَـم مِـن كَمِـيٍّ قَـد رَمانـا بِجَمعِهِ فَكـانَ لَنـا ذِكـراً طَـويلاً وَمَغنَمـا
وَنَحـنُ جَنَينـا الخَيـلَ سـِتينَ لَيلَةً يُنـازِعَن في السَيرِ المَطِيَّ المُخَزَّما
شـَوازِبَ كَالعُقبـانِ تَـدمى نُحورُهـا نَـرُدُّ بِهـا عَنّـا الخَميسَ العَرَمرَما
وَكُـــلُّ رُدَينِـــيٍّ تَخــالُ ســِنانَهُ شـِهاباً بَدا في ظُلمَةِ اللَيلِ مُعلَما
وَنَحـنُ فَكَكنـا لِاِمـرِئِ القَيـسِ خالَهُ فَلَـم نَسـتَثِبهُ مُـذ فَكَكنـاهُ دِرهَما
وَنَحــنُ دَفَعنـا عَـن أُنيـفٍ وَرَهطِـهِ بِأَرماحِنـا يَومـاً مِنَ الدَهرِ مُعظَما
فَكَكنـا بَنـي بَكـرٍ وَقَـد شَدَّ دونَهُم أَبــو كَــربٍ غُلّاً وَأَزهُــمَ مُحكَمــا
وِســادَةُ عَتّــابِ بـنِ بَكـرٍ كَأَنَّمـا وَهَبنــا بِــهِ لِلتَغلِبِييـنَ أَسـهُما
تَنـاوَلَ نُعمـانَ بـنَ عَقفـانَ بَأسَنا فَـزارَ القُبـورَ إِنَّـهُ كـانَ مُحرَمـا
وَأَحيـا رُواتَ مِـن بَني القَينِ تِسعَةً وَكــانَ عَلـى تِلـكَ الأَلِيَّـةِ مُقسـِما
وَنَحـنُ فَكَكنـا عَـن عَـدِيِّ بـنِ حاتِمٍ أَخــي طَيِّــئِ الأَجيــالِ غُلّاً مُحَرَّمـا
وَبَيضـاءُ يَصـطادُ الغُـواةُ حَـديثُها تَــرى فاحِمـاً أَحـوى وَغَيلاً مُوَشـَّما
رَأَت فَزَعـاً فـي أَهلِهـا فَاِستَطارَها صــُراخُ يَقيــنٍ لَيـسَ ظَنّـاً مُرَجَّمـا
كَمِثـــلِ مَهــاةِ مــا تَحِــنُّ قِلادَةً وَلا مُعقِــداً فــي سـاقِها مُتَخَـذَّما
فَجـاءَت وَمـا تُـدلي بِرَحـمٍ قَريبَـةٍ وَلا وَجَــدَت جــاراً بِهــا مُتَـذَمَّما
فَلَمـا تَـوَلّى حـاجِبُ الشـَمسِ لازَمَـت عَلـى بَصـَرٍ مِـن باحَـةِ الأَرضِ مَجثَما
مَـبيتَ عَـمٍ لَـم يَدرِ ما حَسَبُ السُرى بِحَـقٍّ وَلَـم يَسـمَع لَـهُ قَبلَـهُ سـَما
يُســَهِّدُها الهَــمَّ الضـَعيفُ كَأَنَّمـا تُماطِــلُ دون الصـُبحِ جَـولاً مُجَرَّمـا
إِذا ســَئِمَت طـولَ الجُلـوسِ تَوَسـَّدَت بَنانــاً كَهُـدّابِ الـدِمَقسِ وَمِعصـَما
وَبــاتَت تَنـادي أُمُّ جَعـدَةَ زَوجَهـا إِلَيهـا وَمـا تَـدعو حَميماً وَلا حَما
فَلَمّـا اَنجَلى عَنها الصَريمُ وَأَبصَرَت هِجانـاً يُسـامي اللَيلَ أَبيَضَ مُعلَما
غَـدَت فـي قَميصـَيها فَضـاقَ نَصيفُها وَمــا أَلبَسـَتهُ الـرَأسَ إِلّا تَعَمَّمـا
فَـوافَت إِلَينـا مِثلَهـا مِـن وَلِيِّها فَقُلنــا إِلَينـا إِنَّ فينـا تَكَرُّمـا
فَلَمــا رَأَينــاهُنّ سـَبياً يَعُـدنَنا حُفــاةً حَــذَوناهُنَّ ظَهــراً مُزَمَّمـا
جَمَعنـا بِسـَبيٍ جاءَنـا مِـن نِسائِهِم بُــروداً وَقَبطِيّــاً وَريطـاً مُرَقَّمـا
فَـأُبنَ إِلَيهِـم مِـن نَـدانا بِنِعمَـةٍ وَلـم نَسـتَبِح سوءاً وَلَم نَغشَ مُجرِما
إِبـاؤُهُمُ أَن يَكُـروا الفَضـلَ إِنَّنـا صـَبَحنا الرِمـاحَ مِن أَبي جابِرٍ دَما
عدي بن الرقاع العاملي
76 قصيدة
1 ديوان

عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع من عاملة.

شاعر كبير، من أهل دمشق، يكنى أبا داود.

كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك.

لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، مات في دمشق وهو صاحب البيت المشهور:

تزجي أغنّ كَأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها

714م-
95هـ-