نَزَعَ الفُؤادُ عَنِ البَطالَةِ وَالصِبا
الأبيات 17
نَزَعَ الفُؤادُ عَنِ البَطالَةِ وَالصِبا وَقَضـى لُبـانَتَهُ فَأَقصـَرَ وَاِنتَهـى
وَأَرَحـتُ حِلمـاً كـانَ عَنّـي عازِباً وَلَقَـد يَـؤولُ إِلى ضَريبَتِهِ الفَتى
وَعَلِمــتُ أَنَّ المَـرءَ غَيـرُ مُخَلَّـدٍ وَالعِلمُ يَشفي قَد عَلِمتُ مِنَ العَمى
وَالشـَيبُ يَختَلِـسُ الشـَبابَ تَخَوُّنا حَتّـى يَعـودَ المَرءُ مُنتَقِصَ القُوى
تُنمـي إِلى أَقصى الخُطوبِ نُفوسُنا وَتَعيـشُ بِالأَمَـلِ المُؤَمَّـلِ وَالمُنى
يـا مَـن يَـرى بَرقاً أَرِقتُ لِضَوئِهِ أَمسـى بَلَألَأَ فـي حَـوارِكِهِ العُلـى
لَمّــا تَلَحلَـحَ بِالبَيـاضِ عَمـاؤُهُ حَـولَ الغَريفَةِ كادَ يَثوي أَو ثَوى
فَأَصـابَ أَيمَنُـهُ المَزاهِـرَ كُلَّهـا وَاِقتَـمَّ أَيسـَرُهُ أُثَيـدَةَ فَالحَشـى
يَـدنوا فَيَرتَحِـلُ الأَكـامَ رَبـابُهُ حَتّـى إِذا مـا قيلَ يَنعَفِرُ اِنغَلى
فَكَـــأَنَّهُ لَمّــا تَكَشــَّفَ وَدقُــهُ ظَهرَ السَماوَةِ وَاِستَقَلَّ عَلى اللَوى
رُكــنٌ مِـنَ الأَحبـالِ فيـهِ تَعِلَّـةٌ يَرمـونَ بِالنيرانِ في خَشَبِ الغَضا
لَجِـبُ السـَحابِ إِذا أَلَـمَّ بِبَلـدَةٍ لَـم تَسـقِها الأَمطارُ مُذ زَمَنٍ بَكى
وَيَمُــجُّ ريقَتَــهُ بِكُــلِّ تَنوفَــةٍ سـَحَّ المَـزادُ إِذا تَبَعَّـجَ وَاِنفَرى
جَـرَتِ الجَنـوبُ بِـهِ فَمالَ مُياسِراً حَتّـى إِذا بَلَـغَ الفَوارِعَ مِن سَوى
وَأَصــابَ قُلَّــةَ غـرَّب بَعَجَـت بِـهِ ريــحٌ شــَآمِيَةٌ فَيـامَنَ وَاِنتَحـى
فَاِنصـَبَ فـي الأَوداهِ يَلمَـعُ بَرقُهُ طَــوراً تَبَيَّنَــهُ وَطَـوراً لا يَـرى
يَــذَرُ المَكــانَ المُطمَئِنَّ كَـأَنَّهُ بَحـرٌ تَجـاوَبَ فـي جَوانِبِهِ الصدى
عدي بن الرقاع العاملي
76 قصيدة
1 ديوان

عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع من عاملة.

شاعر كبير، من أهل دمشق، يكنى أبا داود.

كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك.

لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، مات في دمشق وهو صاحب البيت المشهور:

تزجي أغنّ كَأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها

714م-
95هـ-