جَزِعتَ أَن شَتَّ صَرفُ الحَيَّ فَاِنفَرَقوا
الأبيات 28
جَزِعـتَ أَن شـَتَّ صـَرفُ الحَيَّ فَاِنفَرَقوا وَأَجمَعوا البَينَ بِالرَهنِ الَّذي عَلَقوا
فَقُمــتُ أَتبَعُهُــم عَينـاً إِذا طَمَعَـت أَن يَرعَـووا أَو يَعوجوا ساعَةً وَسَقوا
لَمّاحَـةً يَرفَـعُ الشـَخصُ البَعيـدُ لَها قَبـلَ العُيونِ إِذا ما اِغرورقَ الحَدَقُ
وَاِســتَنفَروا بِنَـوىً حَـذّاءَ تَقـذِفُهُم إِلـى أَقاصـي هَـواهُم ساعَةَ اِنطَلَقوا
إِذا عَلَــوا ظَهـرَ حَربـاءٍ يُحـامِلُهُم آلُ الضـُحى وَإِذا مـا أَسهَلوا غَرِقوا
فـي آلِ دَوِيَّـةٍ تَجـري السـَرابُ بِهـا إِذا تَرَقــرَقَ ضـَحلُ القاعَـةِ القَـرِقُ
وَصــاحِبٌ غَيـرِ نِكـسٍ قَـد نَشـَأتُ بِـهِ عَـن نَومِـةٍ وَهـوَ فيهـا مُهمَـدٌ أَنِـقُ
مُســـافِرٌ فَرَشـــَتهُ الأَرضُ مَنزِلَـــةً أَدّى كَــراهُ إِلَيهـا النَـصُّ وَالعَنَـقُ
فَمــالَ مَيلاً وَلَــم يَســلَخ بَـواطِنَهُ ســِرباً عَــن ذُنـوبِ المَتـنِ مُنخَـرِقُ
كَـــأَنَّهُ شـــارِبٌ يَشــفي لَــذاذَتَهُ بِــالخَمرِ أَو وارِمُ الأَوداجِ مُختَنِــقُ
فَقُمــتُ أُخبِــرُهُ بِــالغَيثِ لَـم أَرَهُ وَالبَــرقُ إِذ أَنـا مَحـزونٌ لَـهُ أَرِقُ
مُــزنٌ تُســَبِّحُ فــي ريــحٍ شــَآمِيَةٍ مُكَلَّـــلٌ بِعَمــاءِ المــاءِ مُنطَلِــقُ
لَمّــا اِكفَهَـرَّ شـُرَيقِيِّ اللَـوى وَأَوى إِلــى تَــواليهِ مِــن سـُفّارِهِ رَفَـقُ
تَرَبَّــصَ الَيــلُ حَتّــى قـالَ شـائِمُهُ عَلــى الرُوَيشــِدِ أَو خَرجـائِهِ يَـدِقُ
حَتّـى إِذا المَنظـرُ الغَربِيُّ جادَ دَماً مِـن حُمَرةِ الشَمسِ لَمّا اِغتالَها الأُفُقُ
القــى عَلــى ذاتِ أَحفــارٍ كَلاكِلَـهُ وَشــَبَّ نيرانُــهُ وَاِنجــابَ يَــأتلِقُ
نـاراً يُراجِـعُ مِنهـا العـودُ جَـدَّتَهُ وَالنــارُ تَســفَعُ عيـداناً فَتَحتَـرِقُ
وَبــاتَ يَحتِلِــبُ الجَــوزاءَ دِرَّتَهـا بِنَوئِهــا حيــنَ هـاجَت مَربَـعٌ لَثِـقُ
يَبكــي لِيُــدرِكَ فَحلاً كــانَ ضــَيَّعَهُ بِرَيِّـــقٍ ســـَبَطٍ مِنـــهُ وَيَنزَهِـــقُ
فَمــا بِــهِ بَطــنُ وادٍ غِـبَّ نَضـحَتِهِ وَإِن تَراغَـــــبَ إِلّا مُســـــفَهٌ تَئِقُ
جَــونُ المَســارِبِ رَقـراقٌ تَظَـلُّ بِـهِ شــُمُّ المَخــارِمِ وَالأَثنــاءُ تَصـطَفِقُ
يَكــادُ يَطلُــعُ صــَعداً ثُـمَّ يغلِبُـهُ غِــرُّ الظَـواهِرِ فَـالوادي بِـهِ شـَرِقُ
إِذا تَحَــرَّفَ مِــن بَــرواءَ مُعرِضــَةٍ دَعــاهُ أَبطَــحُ ذو حَرفَيــنِ مُنفَهِـقُ
عــودٌ لَــهُ شــُعبٌ يُــدعَينَ أَودِيَـةً بِمُلتَقــاهُنَّ مِنــهُ الصـَفوَ وَالرَتَـقُ
فَمِــن حَصــاهُ نَقِــيٌّ فــي جَـوانِبِهِ مَـعَ الغَثـاءِ وَمِنـهُ الراسـِبُ الغَرِقُ
مُستَمســِكٌ بِعِــزازِ الأَرضِ ضــَنَّ بِــهِ كــادَ يَــرُدُّ غُــرابَ الفـاسِ مُطَّـرِقُ
يَومــاً يُظِـلّ بِـهِ الحَربـاءُ مُعتَقِلاً جِــذعَ الهَشـيمَةِ يَعلـو ثُـمَّ يَرتَفِـقُ
كَــأَنَّهُ شــَيخُ ســَوءٍ بَــزَّ خِلعَتَــهُ عــاري الأَشــاجِعِ مَكلـومٌ بِـهِ رَمَـقُ
عدي بن الرقاع العاملي
76 قصيدة
1 ديوان

عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع من عاملة.

شاعر كبير، من أهل دمشق، يكنى أبا داود.

كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك.

لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، مات في دمشق وهو صاحب البيت المشهور:

تزجي أغنّ كَأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها

714م-
95هـ-