أَلمِم عَلى طَلَلٍ عَفا مُتَقادِمِ
الأبيات 37
أَلمِــم عَلــى طَلَـلٍ عَفـا مُتَقـادِمِ بَيـنَ الـذُؤَيبِ وَبَيـنَ غَيـبِ الناعِمِ
بِمَجَــرِّ أَهبِــرَةِ الكِنــاسِ تَلَفَّعَـت بَعــدي بِمُنكَـرِ تُربِهـا المُتَراكِـمِ
لِتَــزورَ أَرمِــدَةً كَــأَنَّ مُتونَهــا فـي الأَرضِ عَـن حِجَـجٍ مُتـونُ حَمـائِمِ
فَظَلِلــتُ مُكتَئِبــاً كَــأَنَّ تَــذَكُّري مِمّــا عَرِفــتُ بهــا تَـوهُمُ حـالِمِ
ثُــمَّ اِنتَبَهـتُ وَقُلـتُ بعـد لُجاجَـةً مــاذا يَــرُدُّ سـُؤالُ أَخـرَسَ كـاظِمِ
وَتَجَلَّــتِ الكَأبــاءُ عَنّــى بَعـدَما شــَرِقَ الجُفـونُ بِمـاءِ شـَجوٍ سـاجِمِ
لَـولا الحَيـاءُ وَأَنَّ رَأسـِيَ قَـد عَثا فيــهِ المَشـيبُ لِـزُرتُ أُمَّ القاسـِمِ
وَكَأَنَّهــا وَســَطَ النِسـاءِ أَعارَهـا عَينَيــهِ أَحــوَرُ مِـن جَـآذِرِ جاسـِمِ
وَســنانُ أَقصــَدَهُ النُعـاسُ فَرَنَّقَـت فــي عَينِــهِ ســِنَةٌ وَلَيـسَ بِنـائِمِ
يَصــطادُ يَقظـانَ الرِجـالِ حَـديثُها وَتَطيــرُ لَــذَّتُها بِــروحِ النـائِمِ
وَإِذا هِــيَ اِبتَســَمَت بَـذا مُتَشـَتَّتٌ عَــذبٌ تَــروعُ بـهِ فُـؤادَ الحَـالِمِ
وَمِـنَ الضـَلالَةِ بِعـدَما ذَهَـبَ الصِبا نَظَـري إِلـى حـورِ العُيـونِ نَـواعِمِ
يَـذعَرنَ مِـن صـَلَعِ الرِجـالِ وَشَيبِهِم وِيَمِقــنَ شــيمَةَ كُـلِّ أَهيَـفَ عـارِمِ
أَعرَضـنَ حيـنَ فَقَـدنَ غَـربَ بَطـالَتي وَنَســينَ حُســنَ خَلائِقــي وَتَمـائِمي
فَــإِذا مُلامَســَةُ الشــَبابِ وَلَهـوُهُ مِنهُــنَّ لا قَصــَصَ الفَقيـدِ العـالِمِ
فَــاِقطَع بَقِيَّــةَ وَصــلِهِنَّ بِــأَينُقٍ خَـــوصٍ يَســِجنَ بِرَكبِهِــنَّ ســَواهِمِ
يَعــــدونَهُنَّ إِذا أَرادوا حاجَـــةً بِأَزمَــــةٍ مَجدولَــــةٍ وَخَـــزائِمِ
وَإِذا بَـــدا عَلَــمٌ لَهُــنَّ كَــأَنَّهُ فـي الآلِ حيـنَ بَـدا ذُؤابَـةُ عـائِمِ
ســَبَحَت إِلّيــهِ صــُدورُهُنَّ بِــأَذرُعٍ وَفُراســِنٍ ســُمرِ العَجــا وَمناسـِمِ
وَكَـأَنَّ رَنَّـةَ مـا يُصـبنَ مِـنَ الحَصى فــي كُــلِّ فَدفَــدَةٍ صـَليلُ دَراهِـمِ
يَتبَعـــنَ ناجِيَــةً كَــأَنَّ بِــدَفِّها مِــن غَـرضَ نَسـعَيها عُلـوبَ مَواسـِمِ
إِن شــاكَها حَجَــرٌ يَضــُرُّ حُســامُهُ بِـــالخُفِّ أَو أَذِيَــت بِــأَخنَسَ آزِمِ
خَبَطَــت بِفَرسـَنِها الجَنـوبُ كَأَنَّمـا صــالَت بِنَصــرَتِها يَميــنُ مُلاطِــمِ
وَالقَـومُ قَـد شَدّوا الأَخادِعَ وَاللَحى بِفُضــولِ أَردِيَــةٍ لَهُــم وَعمــائِمِ
جَشَموا السُرى بَعدَ الرواحِ فَأَصبَحوا سـودَ الوجـوهِ بِهِـم سـُهامَ سـَمائِمِ
وَلَقَـد لَجَـأتُ مِنَ الوَليدِ إِلى اِمرِئٍ أَغنـى وَلَيـسَ مَـن اِصـطِفاهُ بِنـادِمِ
لِلحَمــدِ فيـهِ مَـذاهِبٌ مـا تَنتَهـي وَمَكـــارِمٌ يَعلــونَ كُــلَّ مَكــارِمِ
وَمَهابَــةُ المَلَـكِ العَزيـزِ وَنـائِلٌ يُنضـي الجَـوادَ وَأَنـتَ نِكلُ الظالِمِ
وَإِذا نَظَــرتَ بِحَــرِّ وَجهِــكَ كُلِّــهِ نَحــوَ اِمـرِئٍ فَيَظَـلُّ مِثـلَ الغـائِمِ
وَإِذا قَضـى فَصـلُ القَضـاءِ فَلَم تَمِل قُربـــى عَلَيـــهِ وَلا مَلامَـــةُ لائِمِ
تُربـي عَلـى الفَيضِ الكَثيرِ فَواضِلاً نَفَحـــاتُ أَيـــامٍ لَــهُ وَمُقــاوَمِ
فَــرعٌ كَــأَنَّ النـاسَ حيـنَ يَرَونَـهُ يَتباشـــَرونَ بِقُبـــلِ غَيــثٍ دائِمِ
الجــامِعَ الحِلـمَ الأَصـيلَ وَسـُؤدَداً غَمــراً يُعــاشُ بِـهِ وَحِكمَـةَ حـازِمِ
وَإِذا وَدِدتَ فَــــإِنَّ وُدَّكَ نــــافِعٌ وَمَـنِ اِنتَطَحَـت فَلَيـسَ مِنـكَ بِسـالِمِ
الـواهِبُ القَينـاتِ أَمثـالَ الـدُمى مُتَســـَجِياتِ ظِلالِ أَســـوَدَ فـــاحِمِ
وَالخَيـلُ وَالنِعَـمُ المُـبينُ وطالَما أَعطـى الجَزيـلَ وَلَيـسَ ذاكَ بِعـاتِمِ
مِـن بَيـنِ خـوصٍ في مَناخِرِها البُرى وَحَوافِــــــلٍ ضـــــَرّاتُهُنَّ رَوائِمِ
عدي بن الرقاع العاملي
76 قصيدة
1 ديوان

عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع من عاملة.

شاعر كبير، من أهل دمشق، يكنى أبا داود.

كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك.

لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، مات في دمشق وهو صاحب البيت المشهور:

تزجي أغنّ كَأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها

714م-
95هـ-