بانَت سُعادُ وَلَيسَ الوُدُّ يَنصَرِمُ
الأبيات 33
بــانَت ســُعادُ وَلَيـسَ الـوُدُّ يَنصـَرِمُ وَداخِــلَ الهَـمِّ مـا لَـم تَمضـَهِ سـَقَمُ
وَصــَلتُ مَنزَلَــةً قَفــراً وَقَفـتُ بِهـا كَمِثلِهـا إِذا بِهـا الأَحيـاءُ وَالنَعَـمُ
عامِيَــةً جَـرَّتِ الريـحُ الـذُيولَ بِهـا فَقَــد تَخَــذَّمَها الهِجــرانُ وَالقَـدَمُ
وَأَمحَلَــت بعــدَ إِخصــابٍ يَـدُرُّ بِهـا مُنَـــوِّرٌ رَشـــَحَت أَطفــالَهُ الــدِيَمُ
فَلَــن يَعــودَ إِلَيهـا أَهلُهـا أَبَـداً حَتّــى يَعـودَ لَهـا أَزمانهـا القُـدُمُ
عُجنـا إِلَيهـا وَمـا عُجنـا لِتُخبِرَنـا إِلّا اللُجاجَــةُ وَالــوَهمُ الَّـذي تَهِـمُ
وَلَيــسَ يَمنَعُهــا أَن تَســتَجيبَ لَنـا مَـعَ العَمـى اليَـومَ إِلّا العِيّ وَالصَمَمُ
بِهــا أَخايــدُ مِــن آثـارِ سـاكِنِها كَمــا تَــرَدَّدَ فــي قَرطاسـِهِ القَلَـمُ
أَو حالِــكٌ فــي ذِراعَـيْ حـرةٍ بَـذَلَت لَـهُ النَـؤورُ وَلَـم تَـأَل الَّـتي تَشـِمُ
تَـرى الَّـذي جَمَـعَ المُسـتَوقِدونَ بِهـا مُطَرَّحــاً حَيــثُ كـانَت توضـَعُ الحُـزَمُ
رُبــداً هَوامِـدَ حيطَـت بِـالنُؤِيِّ فَقَـد كـادَ التُـرابُ عَلَيهـا الجَـونُ يَلتَئِمُ
أَو جاذِبــاً وَتَــدتُهُ الفِهـرَ صـاحِبُهُ مِــنَ الَّـذي كـانَ مَعقـوداً بِـهِ جِـذَمُ
لَمّـا غَـدا الحَـيُّ مِـن صـُرخٍ وَغَيَّبَهُـم مِـنَ الرَوابـي الَّـتي غَربِيُّهـا الكُمَمُ
ضــَلَّت تَطَلَّــعُ نَفســي إِثرَهُـم طَرَبـاً كَــأَنَّني مِــن هَــوهُم شــارِبٌ ســَدِمُ
مُسـطارَةٌ بَكَـرَت فـي الـرَأسِ نَشـوَتُها كَـــأَنَّ شــارِبَها قَــد مَســَّهُ لَمَــمُ
حَتّــى تعَــرَّضَ أَعلـى السـيحِ دونَهُـم وَالجُـبُّ جُـبُّ بَنـي العَسـراءِ وَالهِـدَمُ
فَنَكَبّـوا الصـَوَّةَ اليُسـرى فَمـالَ بِهِم عَلـــى الفَــراضِ الجامِــل الثَلِــمُ
لَــولا اِختِبـاري أَبـا حَفـصٍ وَطـاعَتَهُ كـادَ الهَـوى فـي غَداةِ البَينِ يَغتَرِمُ
لَــهُ عَلَــيَّ أَيــادٍ لَســتُ أَكفُرُهــا وَإِنَّمــا الكُفــرُ أَلا تُشــكَرَ النِعَـمُ
إِذا هَبطــــتُ بِلاداً لا أَراكَ بِهــــا تَجَهَّمَتنـــي وَحــالَت دونَهــا ظُلَــمُ
أَغَـــرُّ أَروَعُ بهلـــولٌ أَخــو ثِقَــةٍ حُلاحِــلٌ مِــن ثَـراهُ اللَيـنُ وَالكَـرَمُ
فـي شـِدَّةِ العَقدِ وَالحِلمِ الرَزينِ وَفي القَـولِ الثَبيتِ إِذا ما اِستُنَّتِ الكَلِمُ
لا يَتعَــبُ الحَكَـمُ حـتى تَسـتَبينَ لَـهُ مَواقِــعُ الحَــقِّ إِنَّ القاضـِيَ الفَهِـمُ
نَما إِلى السورَةِ العُليا اليَفاعِ فَما زلــت بــه نعلـه يومـا ولا القـدم
حَتّــى اِحتَــبى بِمَكـانٍ تَسـتَقيدُ لَـهُ عَمــاعِمُ العَــرَبِ المَـذكورَةِ العُظُـمُ
كــانَت لِآبــائِهِم مَــذكورَةً زَحَمــوا عَنهـا قُـرومَ قُرَيـشٍ سـاعَةً اِزدَحَمـوا
أَمــراً وَلّــوهُ فَلَـم يَعيَـوا بِسـُنَّتِهِ وَحَمَّلــوهُ فَمــا مَلّــوا وَلا ســَئِموا
إِن يَـدهَموا يَطِـدوا بِالصـَبرِ أَنفُسِهِم وَلَـن يَقـومَ لَهُم في الحَربِ مَن دَهِموا
لَو ناضَلوا الناسَ عَن أَحسابِهِم نَضَلوا وَإِن قَضَوا لَم يَجوروا في الَّذي حَكَموا
فـــي أَنَّ عِنــدَهُمُ وَاللَــهُ فَضــَّلَهُم لِلحَمــدِ ســوقٌ وَلِلمَظلــومِ مُنتَقِــمُ
يَزيـدُ ذا الشـَيبِ مِنهُـم شـَيبُهُ كَرَماً وَيَســـتَنيرُ فَتــاهُم حيــنَ يَحتَلِــمُ
وَلا يَشــُدُّ عَلــى مــا فـي خَزائِنِهِـم قَبـــضُ الأَنامِــلِ إِلّا رَيــثَ يُقتَســَمُ
فَزادَهُـــم رَبُّهُــم خَيــراً وَفَضــَّلَهُم بِخَيــرِ مــا فُضـِّلَ السـُلطانُ وَالأُمَـمُ
عدي بن الرقاع العاملي
76 قصيدة
1 ديوان

عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع من عاملة.

شاعر كبير، من أهل دمشق، يكنى أبا داود.

كان معاصراً لجرير، مهاجياً له، مقدماً عند بني أمية، مدّاحاً لهم، خاصة بالوليد بن عبد الملك.

لقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، مات في دمشق وهو صاحب البيت المشهور:

تزجي أغنّ كَأن إبرة روقه قلم أصاب من الدواة مدادها

714م-
95هـ-