رَفْرِفْ وَعانِقْ مَجْدَكَ الْمَنْشُودَا

قصيدة : رفرف وعانق مجدك المنشودا

الأبيات 37
رَفْــرِفْ وَعــانِقْ مَجْــدَكَ الْمَنْشـُودَا وَاصـْعَدْ علـى هـامِ الشـُّموسِ صـُعودَا
رَفْــرِفْ بِآفــاقِ الســَّفارَةِ شـامِخاً فِــي يَـوْمِ مَجْـدٍ قَـدْ غَـدا مَشـْهُودَا
فِــي مَـوْكِبٍ فِيـهِ الْإِمـاراتُ ازْدَهَـتْ وَأَتــى بَنُوهــا مُســْرِعينَ حُشــُودَا
وَتَلَفَّــتَ التَّارِيــخُ يُبْصــِرُ زايِـداً وَالــدَّهْرُ قَــدْ مَلَأَ الْـوَرَى تَغْرِيـدَا
يُعْلِـــي ويُعْلِـــي رايَــةً خَفَّاقَــةً وَيُشــِيدُ نَصــْراً خَالِــداً وَتَلِيــدَا
يَــا أَيُّهـا الْعَلَـمُ الْمُرَفْـرِفُ عِـزَّةً زَنَــتِ الْحَيــاةُ تَأَلُّقــاً وَســُعودَا
نَســَجُوكَ مِـنْ مُهَـجِ الْقُلُـوبِ وَأَنْفُـسٍ قَــدْ فَجَّــرَتْ فَجْـرَ الْكِفـاحِ مَدِيـدَا
وَبِقُــوَّةٍ طِفْــلُ الْحِجــارَةِ نَبْعُهــا رَفَعُـوكَ تَزْهُـو فِـي السـَّماءِ خُلُـودَا
مِــنْ عُمْـقِ عُمْـقِ الْإِنْتِفاضـَةِ أَزْهَـرَتْ حُمْـرُ الـدِّما وَزَهـا الْبَيـاضُ مَجِيدَا
مــن أســود رمــز لليــل بــائد هُـمْ فِيـكَ قَـدْ فَرَشُوا الصَّباحَ وُرودَا
مِـنْ غُصـْنِ زَيْتُـونِ السـَّلامِ وَمِـنْ مُنىً خَضـــْراءَ تُعْلِــي لِلســَّلامِ بُنُــودَا
وَجَعَلْـــتَ عُنْوانـــاً لِأَمْجَــدِ أُمَّــةٍ عَلَمـاً أَفـاضَ عَلـى الْوُجُـودِ وُجُـودَا
وَلِدَوْلَـةِ الْقُـدْسِ الشَّرِيفِ عَلَى الْمَدَى ســَتَظَلُّ تاجــاً فَوْقَهــا مَعْقُــودَا
يــا أَيُّهـا الْعَلَـمُ الْفَتِـيُّ لِدَوْلَـةٍ قــامَتْ لِتَصــْنَعَ صـُبْحَها الْمَنْشـُودَا
أَبْنــاؤُكَ الْبُســُلُ الَّـذِينَ جِهـادُهُمْ أَضــْحَى عَلـى شـَفَةِ الزَّمـانِ نَشـِيدَا
بِجَمـاجِمِ الشـُّهَداءِ قَدْ زَرُعُوا الثَّرى مُتَعــــانِقِينَ أُبُــــوَّةً وَجُـــدُودَا
وَمَلاحِــمُ التَّارِيــخِ مِــنْ آبادِهــا بِهِـــمُ تُفــاخِرُ أَعْصــُراً وَعُهُــودَا
وَبِكُـــلِّ طِفْــلٍ لِلْحِجــارَةِ أَبْصــَرَتْ فِيهِـمْ "صـَلاحاً" فِـي الْفِـداءِ جَديدَا
وَبِنِســـْوَةٍ يَكْتُبْــنَ ســِفْرَ بُطولَــةٍ مِنْهُـــنَّ فَــرَّ الْمُعْتَــدُونَ بَدِيــدَا
حَتَّـى الشـُّيُوخُ غَـدَوْا شـَباباً هادِراً كــرّاً عَلــى جُنْـدِ الْعُـداةِ أُسـُودَا
كُــلٌّ يُــرَدِّدُ: مَــوْطِنِي يـا مَـوْطِنِي أَنــا قَـدْ زَحَفْـتُ صـَواعِقاً وَرُعُـودَا
قَـدَمِي علـى هـامِ الْعُـداةِ وَجَبْهَتِـي فَــوْقَ النُّجُــومِ مَكانَــةً وَصــُعودَا
وَطَنِــي فِلَســْطِينٌ وَأَنْــتَ بِمُهْجَتِــي وَســَناكَ فِــي عَيْنِـي يَفِيـضُ مَدِيـدَا
قَـدْ عُـدْتُ حُـرّاً فَـوْقَ أَرْضـِي حاضـِناً دارِي وَتَـــــوَّجَنِي ســــَناً وَوُرُودَا
وَالْكَــرْمُ كَرْمِــي بِالثِّمـارِ يَمُـدُّنِي وَيَقُــولُ: غَيْـرُكَ مـا جَنَـى عُنْقُـودا
اللــهُ أَكْبَــرُ وَالْمَــواكِبُ نُورُهـا مَلَأَ الْبَرِيَّـــةَ وَالْحَيـــاةَ ســُعودَا
وَبِـــزايِدِ الْخَيْــراتِ تَهْتِـفُ يَعْـرُبٌ وَالْقُـدْسُ قَـدْ صـاغَ الْمَدِيـحَ قَصـِيدَا
وَيَقُـولُ إِنِّـي فِـي انْتِظـارِكَ ها هُنا لِلَّــهِ فِــي شــُكْرٍ تُطِيــلُ ســُجُودَا
أَنْـتَ الَّـذِي كَـانَ الْمِثـالَ لِنُصـْرَتِي بَـلْ كُنْـتَ فِـي دَفْـعِ الْخُطُـوبِ عَمِيدَا
وَتَقُــولُ إِنِّــي أفتــديت بمهجــتي لِتَزِيــدَ يـا قُـدْسَ الْخُلُـودِ خُلُـودَا
مــا عِشــْتُ لا أُحْصـِي عَطـاءً دافِقـاً "مَنْ ذا الَّذِي يُحْصِي النُّجُومَ عَدِيدَا"
يـا مَـنْ جَعَلْـتَ السـِّلْمَ يَسـْطَعُ نُورُهُ فِـي الْجـارَتَيْنِ وَكَـمْ بَـذَلْتَ جُهُـودَا
وَأَعَــدْتَ "مِصــْرَ" فَكُنْـتَ أَوَّلَ سـابِقٍ فِــي الْعُــرْبِ وَحَّـدَ صـَفَّها تَوْحِيـدَا
نـادَيْتَ: يـا لُبْنـانُ جُرْحُـكَ جُرْحُنـا إِنِّـــي أُرِيــدُكَ مُشــْرِقاً وَســَعِيدَا
فَاهْنَـأْ وَدُمْـتَ أَبـا خَلِيفَـةَ لِلْـوَرَى يـا مَـنْ بَنَيْـتَ لَنـا الْفَخارَ تَلِيدَا
حَقّـاً قَـدِ اخْتـارُوكَ يـا نَبْعَ الْهُدَى رَجُــلَ الســَّلامِ وَقــائِداً مَنْشــُودَا
وَرَعــاكَ رَبُّ الْعَــرْشِ ذُخْـراً لِلْـوَرَى وَحَبــاكَ عُمْــراً مِـنْ لَـدُنْهُ مَدِيـدَا