لِسانُ الدَّهْرِ يَشْدُو فِي اخْتِيالِ

قصيدة : هم اختاروك

الأبيات 33
لِسـانُ الدَّهْرِ يَشْدُو فِي اخْتِيالِ وَيَلْهَــجُ بِالتَّهــانِي فِـي جَلالِ
وَكُـلُّ الْكَـوْنِ فِـي زَهْـوٍ وَفَخْـرٍ يُغَــرِّدُ بِالْمَــآثِرِ وَالْفِعــالِ
يُـرَدِّدُ: زايِـدَ الْأَمْجـادِ يا مَنْ لِكُـلِّ الْكَـوْنِ مَفْخَـرَةُ الرِّجـالِ
هُمُ اخْتارُوكَ ما أَسْمَى اخْتياراً لِعـامٍ أَنْـتَ قـائِدُهُ الْمِثـالِي
وَأَبْـرَزُ قـائِدٍ بَيْـنَ الْبَرايَـا وَمَلْحَمَــةُ الْبُطُولَـةِ وَالنِّضـالِ
وَقِمَّــةُ كُــلِّ أَمْجــادٍ وَشــَمْسٍ ســَناهَا دائِمٌ فِــي كُـلِّ حـالِ
وَلوعــد الرجــال بكـل قطـر فَمـا لَـكَ فِي الْبَرِيَّةِ مِنْ مِثالِ
طَلَعْـتَ عَلى الْحَياةِ فَكُنْتَ صُبْحاً تَفَجَّــرَ بِالضــِّياءِ وَبِـالنَّوالِ
رَأَتْ فِيـكَ الْحَيـاةُ لَهـا حَياةً فَكُــلُّ النَّـاسِ عِنْـدَكَ بَعْـضُ آلِ
أَصــالَةُ يَعْــرُبٍ وَإِبـاءُ طَبْـعٍ وَأَخْلاقٌ تَســامَتْ فِــي الْكَمـالِ
وَنَفْــسٌ مــا دَرَتْ لِلْبَعْـضِ ظِلّاً وَمـا عَرَفَـتْ سِوى سامِي الْخِصامِ
وَقَلْـــبٌ نَبْضـــُهُ شــَلَّالُ حُــبٍّ تَـدَفَّقَ فِـي الْبَرِيَّةِ فِي انْهِمالِ
وَكَـمْ قَلْـبٍ يَعُـمُّ الْكَـوْنَ حُبّـاً وَفِيــهِ البريــة فــي وصـال
وَمَوْهُــوبُ الزَّعامَــةِ عَبْقَــرِيٌّ تَـرَى الـدُّنْيا بِهِ خَيْرَ الْمَنالِ
سـَلاماً زَايِـدَ الْخَيْـراتِ يا مَنْ صـــَنَعْتَ الْخُلْـــدَ أَلَّاقَ الْجَلالِ
بَنَيْــتَ الْإِتِّحـادَ فَكـانَ رَمْـزاً لَـدَينا النَّـاسُ فِي كُلِّ الْمَجالِ
وَرُحْـتَ تُعَمِّـقُ الْبُنْيـانَ تُرْسـِي لَـهُ مَجْـداً تَسامَى فِي الْمَعالِي
وَمَـنْ جَمَـعَ الْقُلُـوبَ عَلَى وِدادٍ رَأَى فِيهــا ثَباتـاً كَالْجِبـالِ
ســَلاماً زايِــدَ الْأَمْجـادِ لَمَّـا دَعَـوْتَ إِلـى الْوِفـاقِ والْاتِّصالِ
بِعَـوْدَةِ مِصـْرَ قَـدْ عادَتْ أماناً وَعَـزْمُ الْعُرْبِ أَصْبَحَ فِي اشْتِعالِ
وَمِصــْرُ الْعُــرْبِ لِلْإِسـْلامِ حِصـْنٌ وَرُوحُ حَضــارَةٍ وَســَنا نِضــالِ
وَلا يَنْســَى الإسـلام لـك جهـدا لِكَـفِّ الْجـارَتَيْنِ عَـنِ الْقِتـالِ
بِحِكْمَــةِ قـائِدٍ أَطْفَـأْتَ حَرْبـاً فَمَــدَّ الســِّلْمُ مَوْفُـورَ الظِّلالِ
نِـداؤُكَ كَـانَ فِـي لُبْنانَ فَجْراً وَنُـوراً شـَعَّ فِـي حَلَكِ اللَّيالِي
فَأَنْقِــذْهُ وَفَجِّــرْ فِيـهِ سـِلْماً وَدَاوِ الْجِســْمَ مِـنْ داءٍ عُضـالِ
وَفِـي دُوَلِ التَّعـاوُنِ كُنْتَ رَكُناً لِـدَعْمِ تَعـاوُنِ الْعَرَبِ الْمِثالِي
عَطــاءٌ أَنْـتَ لِلـدُّنْيا جَمِيعـاً وَخَيْــرٌ دافِــقٌ فِـي كُـلِّ حـالِ
يَمِينُـكَ بِالْعَطـاءِ تَفِيـضُ بَحْراً وَكَـمْ حَسـَدَتْ عَطـاءً فِي الشِّمالِ
فِلَســْطِينٌ تُمَجِّــدُ فِيـكَ شـَهْماً وَمِقْــداماً يَجُـودُ بِكُـلِّ غـالِي
وَأَطْفـالُ الْحِجـارَةِ كَـمْ شَدَدْتُمْ لَهُـمْ أَزْراً وَبَأْسـاً فِي النِّزالِ
وَبَيْتُ الْقُدْسِ ها هُوَ فِي انْتِظارٍ يُعـانِقُ فِيـكَ أَمْجـادَ الرِّجـالِ
وَأَعْلامٌ لِــــدَوْلَتِهِ تَســــامَتْ تُرَفْــرِفُ فَـوْقَ هامِـكَ فِـي جَلالِ
رَعــاكَ اللــهُ لِلْإِسـْلامِ ذُخْـراً وَأَيَّــدَكَ الْمُهَيْمِــنُ ذُو الْجَلالِ