قالت لي الشقراء:
القصيدة من مجزوء الكامل المرفل
قالت لي الشقراء:
القصيدة من مجزوء الكامل المرفل
قالت لي الشقراء أنتم لا اليهود المعتدونا | |
جئتم من الصحراء تغزون البلاد وتنهبونا | |
كنتم رعاة في البوادي فانقلبتم فاتحينا | |
واليوم عاد الحق في صهيون وضاحا مبينا | |
وغدا اليهود على ديارهم السليبة قادرينا | |
أرض المعاد بها يحدثنا الكتاب ويصطفينا | |
تلك العقيدة في نفوس المؤمنين المتقينا | |
إن اليهود هم الهداة لنا ابينا أم رضينا | |
أسماؤهم أسماؤنا وتراثهم يختال فينا | |
وكتابهم أس الكتاب به يكون الدين دينا | |
حتى "الإله" وأمة منهم فهلا تعقولنا | |
واللاجئون وحقهم؟ دعني وذكر اللاجئنا | |
لو شئتم وسعت دياركم الجميع مرفهينا | |
لكنكم ابقيتموهم في الحدود مشردينا | |
حتى يكونوا لليهود مكيدة عبر السنينا | |
فأجبت يا شقراء ما لك والحديث عن الحدود | |
إن كنت تهوين اليهود فأنت أجدر باليهود | |
في أرضكم ما يشتهون من القديم أو الجديد | |
ومن المزارع والمصانع والمصارف والنقود | |
أما فلسطين الحبيبة فهي داري بل وجودي | |
عنها يحدثني الكتاب بأنها وطن الجدود | |
وبأنهم شقوا المسالك في الوهاد وفي النجود | |
وبأنهم شادوا الممالك بالقصور وبالسدود | |
وبأنهم سادوا الورى بالأمن والعدل العتيد | |
وبأنهم قادوا القرون إلى الروائع والخلود | |
وتمادت الشقراء تهرف وهي تسخر من جوابي | |
مهما تقل فالعرب ليسوا غير أجلاف ذئاب | |
فرشيدهم من "ألف ليلة" ما يزال مع الكعاب | |
بين النمارق والوسائد والموائد والملاب | |
وعميدهم زير النساء لدى المشيب أو الشباب | |
وجليدهم واهي البطون من المطاعم والشراب | |
ونساؤهم مثل الإماء حصرن بل مثل العياب | |
لا شأن في الدنيا لهن سوى المسيرة في الركاب | |
ما أنتم إلى العصور تخلفت خلف الحجاب | |
عار على العصر الحديث بقاؤكم فوق التراب | |
فإذا ابتسمنا تارة لكم ابتسام الاغتصاب | |
فلأن في بترولكم غرضاً لنا غض الإهاب | |
ولأن في أسواقكم ربحا يسيل بلا حساب | |
فأجبت ياشقراء بورك في النساء إذا ثملنا | |
فطرحن أقنعة الرياء وهن أدهى الناس فنّا | |
ياليت قومي هاهنا يتمتعون بما أبحن | |
أسرار أعداء محرمة على الأحرار منّا | |
قد صانها الدولار باللحن الصفيق إذا تغنّى | |
يا ليت أنا نستفيق من الكرى ياليت أنا | |
فلكم خدعنا بالحديث مزوقا لفظا ومعنى | |
ولكم فرحنا بالوعود كأننا طفل يمنّى | |
أين الذين تمسّحوا بالغرب أعتابا وركنا | |
حتى أقول فيسمعوا ماذا يقول الغرب عنّا |