أنين:
القصيدة من مجزوء الرمل
لست تمشين على الأرض ولكن فوق قلبي | |
تلك أنغام خطىً قد مازجت روحي ولبي | |
ثقلِّي الخطو كما شئت ولا ترثي لصب | |
ضاق بالآلام والآمال في بعد وقرب | |
ما بارك الله مثل الناس من لحم وعظم | |
أنت إشعاع من القدس لقلبي المستحم | |
جمّع الله بك الألوان في أبدع نظم | |
وأرانا كيف يجلو آية الحسن بالإثم | |
كم تعرضتُ لعينيك لكي أحظى بنظره | |
وتمنيت بان ارشف من ثغرك قطره | |
وتحايلت لكي ألمس من جَعْدِك شعره | |
وتلويت لكي أقطف من وردك زهرة | |
وتمرّين كأني لست موجوداً بقربك | |
وكأني ما ملأت الكون أشعاراً بحبك | |
لا تغضى الطرف عني وانظري نحوي بربك | |
أنا والله الذي ترضْين لو عشتِ لقلبك | |
أنا لحن في فم البلبل ترويه الرياح | |
ورحيق في كؤوس الحب تحسوه الملاح | |
وشعاع في الثرى النعسان يزجيه الصباح | |
وشذا ما منه للهائم بالروض براح | |
لستُ أدري ما الذي تخشيْن مني لست ادري | |
وأنا الشاعر لا أرضى لمخلوق بضر | |
أنا لولا لوعتي صنتُك في قلبي كسرِّي | |
ومنعتُ القلبَ أن يخفق حتى لا تضري | |
كم يقاسي الشاعر الهائم في دنيا الجمال | |
كم له من أنة حمراء في سود الليالي | |
ودموع دونها لولا الهوى رطب اللآلي | |
قد جرت فوق الروابي وتلاشت في الرمال | |
أنت يا رب الذي أوجدت فينا الشاعرينا | |
وجعلت الحب للشاعر في دنياه دنيا | |
كلما لاح الحب جميل جن بالشوق جنونا | |
ومضى ينفث في آهاته الداء الدفينا | |
لست ادري لِمْ خلقت الحب يا رب غشوما | |
وملأت القلب بالإحساس والوجد جحيما | |
لو محوت الحسنَ ما ذقنا به الذل الأليما | |
أو مسخت القلب صخراً عاش كالصخر كريما | |
أنت قد سلّحت يا رب الحسان الفاتنات | |
بلحاظ فاتكات وقدود طاعنات | |
وحرمت القلب في بلواه من درع الثبات | |
فهو بين الضرب والطعن على وشك الفوات |