الأبيات 40
فـــــــي ســــــاحة مقفــــــرة خاليــــــة إلا مــــــن الديـــــدان بيـــــن الـــــثرى
ومـــــــن عظـــــــام هشــــــة باليــــــة لـــــم يــــترك الــــدود بهــــا منخــــرا
قـــــد جلـــــس الشــــاعر فــــي ناحيــــة معـــــــــتزلا مستســــــــلما للكــــــــرى
قــــــد آثــــــر الراحـــــة والعافيـــــة ففـــــر مـــــن ضـــــجة هـــــذا الــــورى
إلـــــــى ربــــــى مقــــــبرة خــــــاليه يجهـــــل فيهـــــا المـــــرء مهمـــــا درى
واســــــتيقظ الشــــــاعر مـــــن نـــــومه علـــــى صـــــياح شــــق جــــوف الســــكون
حـــــتى هنـــــا يزعـــــج مـــــن حلمــــه حـــــتى هنــــا يحــــرم غمــــض الجفــــون
مـــــن ذا الــــذي يســــعى إلــــى غمــــه وهــــو الــــذي طلــــق دنيــــا الشــــجون
أميــــــت قـــــد هـــــب مـــــن رغمـــــه أم هـــــاتف ليســـــت تـــــراه العيـــــون
أم خـــــاطر قـــــد جــــال فــــي وهمــــه وهــــو كــــثير الــــوهم جــــم الظنــــون
هـــــــذا الــــــذي تبصــــــره عينــــــه جمجمـــــــــة أم أنهــــــــا حــــــــالمه
وذا الـــــــــذي تســــــــمعه أذنــــــــه حــــــــديثها أم أنهــــــــا واهمــــــــه
كلا! فمـــــــا جـــــــال بــــــه ظنــــــه أو حــــــومت فــــــي رأســــــه حـــــائمه
جمجمـــــــة هـــــــاج لهــــــا حزنــــــه لمـــــــا بــــــدت هائجــــــة نــــــاقمه
جمجمـــــــة ضـــــــج لهـــــــا فنـــــــه صــــــاحت بــــــأخرى عنـــــدها قائمـــــة
قـــــالت لحــــاك اللــــه مــــن ســــاخرة لا تعـــــــــرف الحــــــــق ولا تفهــــــــم
ألـــــم تكـــــوني قبــــل يــــا خاســــره لخـــــــادم فــــــي بيتنــــــا يخــــــدم
وكنــــــت فيــــــه الربــــــة الآمــــــرة يصـــــدع مـــــن شـــــئت بمـــــا أحكــــم
وقــــــد بنــــــوا قـــــبري كالبـــــاخرة وقـــــــــبرك الخامــــــــل لا يعلــــــــم
وشــــــــيعتني الزمــــــــر الزاخـــــــرة ولـــــــــم يشـــــــــيعك ولا مســـــــــلم
قــــالت بلى! قــــالت فمــــا جــــاء بـــكْ إلــــــى مقــــــر الآنــــــف الشــــــامخه
لقــــــد تعــــــاليت علــــــى منصــــــبك يـــــا هفـــــوة قــــد جئتهــــا صــــارخه
عــــــودي ألا عــــــودي إلـــــى متربـــــك ولا تكـــــــــوني وقحــــــــة بــــــــائخه
لا تجعلـــــي العليـــــاء مـــــن مطلبـــــك والـــــــذروة الشـــــــارفة البـــــــاذخه
قـــــد ميزتنـــــا عنــــك فــــي مــــذهبك أقــــــدام جــــــد فـــــي العلا راســـــخه
قــــالت كفــــى يــــا قــــدوة الأكمليــــن بأنفــــــــك المعــــــــوج لا تفخــــــــري
قـــــد زال ذاك الأنــــف فــــي الزائليــــن وضــــــاع مجــــــد المـــــال والعنصـــــر
نحـــــن هنــــا عظمــــان لــــو تعقليــــن لا فضـــــــل للعظــــــم علــــــى آخــــــر
بـــــل ربمـــــا كنــــت بمــــا تعمليــــن أحقـــــر فــــي الخــــبر مــــن المنظــــر
لا تجهلـــــــي فالويـــــــل للجـــــــاهلين إذ يلبســــــــون الحـــــــق بـــــــالمنكر
لقـــــد بنـــــوا قـــــبرك مــــن جلمــــد وقــــد حثــــوا فــــوقي بعــــض الــــتراب
فجاء سيل في ضحى أربد فزلزل الوادي ورج الشعاب
خرجــــــت مــــــن منزلــــــك الموصــــــد ومــــــزق الطوفـــــان عنـــــك الحجـــــاب
وجـــــــاء بــــــي أعجــــــب للمشــــــهد وأنظــــــر المجـــــد مضـــــاع الجنـــــاب
إن تســــــتريحي هـــــا هنـــــا تحمـــــدي أولا فقــــــد حــــــق عليـــــك العـــــذاب
فهمـــــــــت الجمجمــــــــة الســــــــيده أن تصـــــــفع الجمجمـــــــة الخادمـــــــة
فهـــــــب ريـــــــح هبـــــــة واحــــــده دحرجهــــــــا كــــــــالكرة العائمـــــــة
حــــــتى هــــــوت تصــــــرخ مســــــتنجده فـــــــي حفـــــــرة ضــــــيقة قــــــاتمه
وقهقهــــــت مــــــن خلفهــــــا مرعـــــده جمجمــــــة فــــــوق الــــــثرى جاثمـــــة
والشـــــاعر الصـــــاحي جفـــــا مرقـــــده فـــــي عجـــــب مـــــن هــــذه الخــــاتمه
محمد عبده غانم
15 قصيدة
1 ديوان
محمد عبده غانم الهاشمي الحسني:  الشاعر المشهور صاحب ديوان "على الشاطئ المسحور"  الذي أصدره عام  1946 ثم توالت دواوينه الشعرية السبعة وآخرها " الانامل الجافة"، وقد بعث إلينا نجله الأستاذ الشاعر شهاب غانم بسيرة له مختصرة وفيها:

محمد عبده غانم الهاشمي الحسني في 15 يناير 1912 في عدن وتوفي في 9 أغسطس 1994 في صنعاء ودفن فيها في مقبرة خزيمة.

كان أول خريج من جامعة حديثة في الجزيرة العربية فقد حصل على شهادة بكالوريوس آداب بدرجة ممتاز من الجامعة الامريكية ببيروت عام 1936 وكان الأول على كلية الآداب. كما نال دبلوم ما بعد التخرج في التربية من جامعة لندن عام و1949 وشهادة بكالوريوس آداب بدرجة الشرف الأولى في اللغة العربية من جامعة لندن ثم شهادة الدكتوراه في الفلسفة في آداب اللغة العربية من جامعة لندن عام 1969

كان أول عربي يعمل مديرا للمعارف بعدن وأول عربي يعمل رئيسا لمجلس إدارة ميناء عدن الشهير وكان أول من يصبح بروفسورا من أبناء اليمن. 

عمل أستاذاً بدرجة بروفسور ورئيس قسم اللغة العربية في جامعة الخرطوم 1974-1977 

ثم أستاذ الادب العربي وعميد كلية التربية بجامعة صنعاء 1977-1980

ثم المستشار الثقافي بسفارة اليمن في دولة الامارات العربية المتحدة 1980-1984

ثم استاذ الادب العربي ومستشار مدير الجامعة وأول عميد لكلية الدراسات العليا بجامعة صنعاء حتى وفاته.

معلومات أخرى

 _ كان أهم مؤسسي ندوة الموسيقى العدنية عام 1949 ومعه الفنان خليل محمد خليل وكتب كلمات أول أربع أغنيات عدنية ثم كان من مؤسسي الرابطة الموسيقية العدنية عام 1951 وغنى له عدد كبير من الفنانين اليمنيين أكثر من 50 اغنية منهم خليل محمد خليل، وأحمد سالم بامدهف، ومحمد سعد عبدالله، وأحمد بن أحمد قاسم، وفرسان خليفة، 

_ حصل على العديد من الجوائز ومنها الجائزة الاولى للشعر من جمعية العروة الوثقى ببيروت عام 1936 وخمس جوائز عالمية ومحلية للشعر من هيئة الاذاعة البريطانية خلال سنوات الحرب العالمية الثانية 1940- 1945

_  ومنح وسامين من الملكة اليزابيث الثانية لخدماته في حقل التعليم أحدهما بدرجة قائد عام 1961

- ووسام الآداب والفنون من رئيس جمهورية اليمن الديموقراطي عام 1989 قبيل الوحدة. كما نال تكريمات عدة في حياته وبعد وفاته ومن هذه تكريم من مؤسسة أحمد جابر عفيف

_ ترأس نادي صيرة للتنس منذ تأسيسه في الخمسينيات الى ان غادر عدن عام 1972 

_ وأسس وترأس مؤسسة نوادي الاحداث لسنوات طويلة 

_ ترأس نادي الاصلاح بالتواهي عدة سنوات وكان والده السيد عبده غانم عضو المجلس التشريعي والكنترول أول رئيس لذلك النادي

_ شارك في عشرات المؤتمرات التعليمية والادبية في دول عديدة ومنها مهرجان شوقي وحافظ في مصر وندوة الهمداني في صنعاء كما ساهم في عدد من المشاريع الثقافية ومنها معجم قابوس للاسماء العربية  

_ شارك في تأسيس اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين عام 1970

_ نشرت قصائده ومؤلفاته في الصحف والمجلات والدوريات العلمية في مختلف البلدان ومنها فتاة الجزيرة والرسالة والاديب والآداب والعربي والدوحة والشعر

_ الف أكثر من عشرين كتابا وقد نشرت بعض كتبه دور نشر رئيسية مثل دار المعارف بمصر ودار العلم للملايين ببيروت ودار العودة ببيروت وأهم مؤلفاته هي (وبعضها نشر بعد وفاته):

دواوين شعرية

1- على الشاطئ المسحور 1946

2- موج وصخر، تقديم إبراهيم العريض 1962

3- حتى يطلع الفجر 1970

4_ في موكب الحياة 1973

5_ في المركبة 1979

6_ الموجة السادسة 1985

7_ الانامل الجافة، تقديم د. شهاب غانم 1999

8_ الاعمال الشعرية الكاملة (7 دواوين) تقديم د. عبدالعزيز المقالح 2004

11- أغنيات الشاعر اليمني الدكتور محمد عبده غانم، إعداد د. نزار محمد عبده غانم 2010

مسرحيات الشعرية:

1_ سيف بن ذي يزن 1964، 1986

2_ الملكة أروى، تقديم د. خاد المبارك 1976

3_ عامر بن عبد الوهاب 1976

4_ فارس بني زبيد تقديم د. رجاء عيد 1985،1984

5_ الثائر الاحمر 1999

6_ المسرحيات الشعرية الكاملة: جمع وتقديم د. شهاب غانم 2009

كتب النثرية:

1_ قواعد لغة عدن (بالانكليزية) 1943

2_عدني يتحدث عن البلاد العربية والعالم 8 طبعات منذ 1952

3_ لغة عدن للمبتدئين (بالانكليزية) عدة طبعات منذ 1955

4_ شعر الغناء الصنعاني تقديم د. شوقي ضيف ، طبعات عديدة منذ 1973

5_ زمان الصبا (تحقيق) 3 طبعات منذ 1981

6_ صنعا حوت كل فن (تحقيق) 3 طبعات منذ 1983 

7_ مع الشعراء في العصر العباسي 1985

8_ دراسات في الشعر واللغة جمع د. شهاب غانم 1999

ألف عنه بعض الباحثين عددا من الكتب والأطروحات منها: 1-    د. عصام غانم : سيرة الدكتور محمد عبده غانم الشاعر والأستاذ والتربوي (ثمانون عاما من حياة الدكتور محمد غانم) ، دار مرلين للكتب، بريطانيا، 1991.

2-    د. محمد صالح الريمي : محمد عبده غانم ، حياته وشعره (1912-1994) ، رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في اللغة العربية ، إشراف البروفسور عزالدين الأمين ، جامعة الخرطوم ، 1999.

3-    د. أحمد حامد محمد حجازي : محمد عبده غانم شاعرا ، أطروحة مقدمة لنيل درجة الماجستير ، إشراف أ.د. صلاح الدين محمد الهادي ، جامعة القاهرة ، كلية دار العلوم ، قسم الدراسات الأدبية ، 2002.

4-    عبد الباسط عبد الحميد غالب: شعر محمد عبده غانم بين التقليد والتجديد، رسالة جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها، إشراف الأستاذ المساعد د. عبد الرحمن عمر عرفان، جامعة عدن، كلية التربية- قسم اللغة العربية، 2005.

5-    د. شهاب غانم : صورة مدينتين- عدن وصنعاء في شعر د. محمد عبده غانم ، دبي، 2007.

6-    أ. د. أحمد علي الهمداني: محمد عبده غانم شاعرا وكاتبا مسرحيا، البدايات والنهايات، 2012
1994م-
1415هـ-