الأبيات 29
دعــا عــبرتي للنـوى تسـتهل فمـا قـدر قلـبي ومـا يحتمـل
دعـــاني وشــاني ولا تجمعــا علـى القلب داء النوى والعذل
ســـألتكما أن تكفـــا الملام فقـد نـال منـي الهوى ما سأل
تنكـر لـي وجـه غـادي الصباح واوحشـــني رائحـــات الأصــل
وحــال بعينـي زمـان الفـراق فسـيان عنـدي الضـحى والءفـل
وطــالت علـي ليـالي الهمـوم وان كـان عهـد النـوى لم يطل
فــآه علــى زمــن قــد مضـى وويلاي لللامــــن المقتبــــل
يمينــا بمهبـط وفـد الحجيـج ومطــرح جنــب الطلاح الــبزل
وبيــت أطــاف بـه المحرمـون وطــاف بـه الناسـك المبتهـل
ومســتلم النفــر الطــائفين ومهــوى الشــفاه بـه للقبـل
لئن حـال بعـد المـدى بيننـا وشــطت ديــار وأعيــت حيــل
فلســت بسـال هـوى الظـاعنين ولســت بناسـي الليـالي الأول
وعــن ذكرهــم أبـداً لا أميـل ومــن ذكرهــم أبــداً لا أمـل
فللـــه وقفتنـــا للـــوداع وقــد غرقـت بالـدموع المقـل
أســر بصــدري نفــث الزفيـر ويفضــحني المــدمع المنهمـل
ولِلّــه يــوم حـدوا بالركـاب وركــب الأحبــة عنــي اسـتقل
وسـاروا كمـا شاء حادي النوى وآبـت كمـا شـاء داعـي العلل
وضــاقت علــى لهمـي الرحـاب وســدت علــي لوجــدي السـبل
فكــم تركــوا علــة لا تبـوخ ونـار جـوى فـي الحشـى تشتعل
أأحبابنـا هـل لعهـد الوصـال معــاد وهــل للتــداني أجـل
اعلـــل نفســـي بتســـويفها كمــا علــل الآل هيــم الابـل
وهيهــات يـبرد وجـد المشـوق بوعــد الأمــاني وطـول الأمـل
فيــا موجفــاً ذلــل اليعملات طلاحــاً تلــف الربـى بالسـهل
تــزف زفيـف الظليـم المثـار وتهدي القطا في المتاه المضل
فمـا عرفـت مثـل شـد الرحـال ومـا أنكـرت مثـل شـد العقـل
إذا قطعــت بــك فـج العـراق نــواجي كالبــارق المســتهل
وارعيتهـا مـن ريـاض الشـئام منـــابت حوذانهــا والنفــل
فبلـــغ أحبتنــا النــازلين بهـا جهـد مـا بلغتـه الرسـل
تحيـــة ذي غلــة لــم تبــل بوصــل وذي علــة مــا ابــل
جواد البلاغي
14 قصيدة
1 ديوان

الشيخ جواد بن حسن بن طالب بن عباس بن إبراهيم البلاغي الربعي النجفي.

من أشهر علماء عصره، مؤلف كبير وشاعر مجيد.

ولد في النجف، ونشأ بها وأتم درسه على أعلام زمانه، ثم رحل إلى سامراء ثم الكاظمية، وعاد إلى مسقط رأسه النجف، حيث توفي فيها، وقد كان له مراسلات ومحاورات شعرية.

له: الهدى إلى دين المصطفى، أنوار الهدى، نصائح الهدى.

1933م-
1352هـ-