الديوان الرئيسي

يسر الموسوعة الشعرية أن تعلن لزوارها أنها اعادت في صيف هذا العام 2021م نشر ديوان الأمير شكيب أرسلان باعتماد نشرة مطبعة مجلة المنار بمصر بإشراف السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار رحمه الله، وجاء على صفحة الغلاف ما يلي:

ديوان الأمير شكيب أرسلان 

وهو ما أمكن العثور عليه من شعر أمير البيان في خمسين سنة.

وقف على طبع القسم الأكبر من هذا الديوان وتصحيح ملازم منه

فقيد الشرق والإسلام المرحوم السيد محمد رشيد رضا منشئ المنار 

سنة 1354-1935

(مطبعة المنار بمصر)

تصدير الديوان:

أمير البيان:

لما علم شاعر الأقطار العربية وشيخ الأدباء الأستاذ خليل بك مطران بقرب ظهور ديوان صديقه وعشير صباه 

صاحب العطوفة الأمير شكيب أرسلان أحب أن يضع له كلمة التصدير التي نثبتها في صدر الديوان قال الأستاذ حفظه الله:

هذا ديوان أمير البيان

أفي حاجة إلى تسمية صاحبه بعد هذا النعت الذي نعته به الإجماع في الأمة العربية؟

أُتيح لي أن أصدِّره بهذه الكلمة وفي النفس داعٍ من الود القديم، وباعث من الإعجاب والإكبار

 فانتهزت الفرصة السانحة مغتبطًا بها. 

ولا أبرئ اغتباطي من أثرٍ فيه للأثرة فإن حظِّي من الفخر بهذا التصدير أضعاف حظ الصديق الكريم.

بدأ الأمير شكيب أرسلان حياته الأدبية بنَظم الشعر، فاشتهر به ولمَّا يعْدُ السابعة عشرة من عمره

 وقد طبع في ذلك الوقت ديوانًا جمع به أوائل شعره وسمَّاه (الباكورة)

 فتوسَّم مطالعوه أنَّ ناظمه يرقى حثيثًا إلى مقامٍ لا يُرام بين شعراء العربية. 

ولو ظل الأمير معنيًّا بذاك الفن الرفيع لصدق فيه ما ظنُّوه كل الصدق.

غير أن شأنًا آخر من الشئون الضخام التي هي أشد إغراءً للرجل البعيد المطمح في مطالب العلياء صرفه وشيكًا عن الهيام في مسابح الخيال، والضرب في آفاقه الأنيقة إلى منازلة الحوادث والأيام في معترك الحقيقة.

ففي هذا المفترق الأول من السُّبل التي يواجه بها المرء مستقبله آثر الأمير الترسُّل ومضى فيه متدفقًا تدفق الينبوع الصافي مجلجلًا أحيانًا جلجلة السيل الكثير الشعاب. 

وما زال (حفظه الله) منذ خمس وأربعين سنة يُتحف قراء العربية في مشارق الأرض ومغاربها 

 بكتبٍ قيِّمة يقتبسون من أنوارها هدًى، أو يفيدون من مختلف الآراء المنبثَّة فيها ما يهيئ لهم من أمرهم رشدًا

 إلى رسائل متنوعة يجتلون محاسن أغراسها وأزهارها، ويجتنون ما يغذي العقول ويفكه القلوب من أطايب ثمارها

 إلى فصول ومقالات تنشرها المجلات الدورية والصحف اليومية في كل قطر

 فما ينقضي يوم من أيام تلك البرهة إلا وله في كلٍّ منها قلائد تزهى بها صفحاتها

 أو فرائد تزخر بها أنهارها. 

ولو تفرغت طائفة من حَمَلة الأقلام، جَمٌّ عديدُها فيَّاضة قرائحها، فيما يشاء الله من مسائل السياسة والاجتماع والأدب، ومباحث التاريخ والأخلاق

 لكتابة ما كتب من تلك الفصول والمقالات؛ لتعذَّر عليها أن تأتي مجتمعةً بما أتى به ذلك العلَم الفرد.

على أن الذين تتبَّعوا (كما تتبعتُ) آثار الأمير شكيب قد تبيَّنوا منذ الساعة الأولى سر المزيَّة 

التي امتاز بها شعره ونثره جميعًا، فأحلَّاه الذروة المنيعة الرفيعة التي حلها بين الأفذاذ المبرزين من متقدمين ومتأخرين.

ذلك السر هو أنه ملكَ اللغة من أول أمره. ولا أتغالى إذا قلت:

 إنه جمع معجمها في صدره، بَلْهُ ما استظهره في صدره من أساليب بُلغائها، ورواه من روائع فحول شعرائها.

 وفي أثناء وروده تلك الموارد من فصح العربية كان يرى وجوه الانطباق بين المصطلحات القديمة 

والمصطلحات الحديثة، ويتبين كيف تصرَّف المتقدمون فيما وصل إليهم من الأصول ليفرِّعوا عليها المعاني

 الجديدة التي تعلَّق بها تصرُّفًا لم ينافِ سلامة القول، ولم ينابذ مقتضى البلاغة على تحوُّل الأحوال وتعدُّد العهود.

فلما اتَّسقت له هذه الخصال، وتوافرت لديه تلك الأسباب، وأفاض من واسع علمه بالعربية على ما أكسبته الخبرة

 آنًا بعد آنٍ من مركونات المبتدعات الحديثة، ومقتضيات الأحوال العصرية، ما دقَّ منها وما جلَّ، بين حسي ومعنوي

 عدَل غير مبطئ عن تشبُّثه الأول بالمحض الخالص من الأساليب المأخوذة عن الصميم من القديم

 ولم يُرَ له بعد ذلك مكتوب إلا وهو مطبوع بطابع السلاسة والانسجام والغزارة

 مع الحرص على شرف المفردات ورصانة التراكيب، مجتمعًا كل أولئك في طابع الأمير شكيب.

تلك غايةٌ لم يدركها غير هذا العبقري في الترسُّل. ولو قد رامها في الشعر لأدركها كما قدَّمت

 غير أنه إذا كان قد رضي لنفسه في الشعر أن يكون المقلَّ المُجيد، فلا مشاحَّة في أنه انفرد بين المترسِّلين

 بأنه المكثر المجيد.

وإن مَن ينظر جملةً إلى صنيع الأمير شكيب ليجد بحرًا زاخرًا في الأدب ليست اللؤلؤات المنظومة فيه إلا شقائق للَّآلئ المنثورة منه في كل جانب.

               خليل مطران

          القاهرة ٢٥ مايو1936م

مقدِّمة شكيب أرسلان

بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)

هذا ديوانُ شعري من أيام الصغر إلى أيام الكبر، تتجلى فيه روحي حدثًا وشابًّا، وكهلًا وشيخًا

 ويعرف منه القارئ أنها روحٌ لم تزل يشبه بعضها بعضًا في جميع أدوار الحياة.

 لم يكن غرضي من نشر هذا الديوان إظهار فصاحةٍ أُفاخر بها، ولا إثبات براعةٍ أتعلَّق بأسبابها

 ولا حشد كلماتٍ أتوخَّى إرسالها، ولا تسيير شوارد يقال: 

مَن ذا قالها؟ لا سيما وقد بلغتُ السنَّ التي يضعُف فيها التفكُّر في المفاخرة

 ويقوى التذكُّر للآخرة. ولكني قصدت جمع هذا الديوان لخصالٍ ثلاث:

إحداها:

 أن الشعر لقائله، كالولد لناجله؛ فأخشى من بعدِ انصرافي من هذه الدنيا أن يُنسب إليَّ ما لم أقله،

 ويُلحق الناس بخاطري ما لم يَنْجُله، ويعزَى إليه من قِداح الفكر ما لم يُجِله

 فلقد وقع لي من هذه الأماثيل جمٌّ في أثناء حياتي، فكيف تكون الحال بعد وفاتي؟

 والشاهد حينئذٍ يكون قد صار بعيدًا، والثَّبَت إذ ذاك يصبح مفقودًا. 

وكما أنه يجوز أن يُنسَب إليَّ ما لم أقُلْه يجوز أيضًا أن يُنسَب كلامي إلى سواي

 وأن يختلف الناس في ملكي له بما قد أهملت من دعواي فرأيت الأصلح لأمري

 (والمرء مسئول عن نفسه في الحياة وبعد الرحيل، ومُطالب بأن يُثبت الحقائق عن نفسه

 وأن يحتاط لذلك قبل أن يصير تحت الرمل المهيل)

 أن أجمع ما وُجد في يدي من أشعاري، وأن أجتهد في ألَّا يُنسَب أثري إلى غيري

 ولا يُنسب إليَّ غير آثاري.

الخصلة الثانية:

 أن بعض هذه القصائد متعلقٌ بوقائع تاريخية مشهورة وبعضها متضمنٌ لمبادئ سياسية مأثورة

 فنشرُها حصةٌ من التاريخ يتميز فيها مَن اعتدل عمَّن اعتدى، ويُعرف مَن ضلَّ ممَّن اهتدى

 فلم يزل الشعر وهو الخيال المجسَّم أحسن قيدٍ للحقائق

 ولم تزل الوقائع التاريخية تأخذ من الوزن والقافية أثبتَ المواثق.

 وكم من واقعة تاريخية نشدها المؤرخون في أقوال المنشدين! 

وكم من رجلٍ لم تخلِّده التواريخ، وجعله الشعر من الخالدين!

الثالثة:

 أنه كان لي أصدقاء وأتراب وإخوان، ترافقني عليهم الحسرات إلى التراب

 ومن الأعلام مَن لم أعْرفه بوجهه، ولكني عرَفته بآثاره، وقطفت من نُوَّاره

 مثل الشيخ أحمد فارس صاحب الجوائب، وعبد الله باشا فكري الشاعر الكاتب

 فأما الذين رثيتهم من أصحابي فهم:

عبد الله باشا فكري، ومحمود باشا سامي، وأمين باشا فكري، ومحمد بك فريد

 وكامل بك الأسعد، وأحمد باشا تيمور، والشيخ عبد العزيز شاويش، وأحمد بك شوقي

 والشيخ عبد القادر الشيبي، والحاج عبد السلام بنونة، وأخي نسيب

 وغيرهم ممَّن كانوا غرَّة في جبين الدهر، وكان ذكرهم عبيرًا يأخذ منه كلُّ زمن ما يأخذ الروض

 من الزهر، أفرغ الله عليهم سجال عفوه ورضوانه، وحيَّاهم في آخرتهم برَوحه وريحانه

 فقد أحببت أن أبثَّ أرواحهم الزكية الوجدَ الذي أجده من فراقهم، وأن أنشر بعد طيِّ أجسادهم

 ما أعرف من محاسن أخلاقهم، فأكون وفَّيتهم بعض حقوق الوفاء، وأديت إليهم من الأمانة ما فيه للنفس

 شفاء.

هذا وقد كنت في السابعة عشرة من العمر طبعت في بيروت أوائل شعري في ديوان سميته (الباكورة)

 ولم يكن بقي منه إلا نسخٌ نوادر، فراجعته في هذه المدة الأخيرة، فلم أجده دون أن يُنسب إليَّ

 ولا أصغر من أن يُقيَّد عليَّ، بل قد رأيت الشباب أشعر من المشيب، ووجدت أحسن القريض

 ما جاء في العهد الغريض ولذلك ألحقت بديواني هذا أكثرَ ما كنت نشرته في الباكورة

بحيث قد نظم هذا الديوان حاشيتَي العمر، وجمع ما قَدُم وما حدث من نتائج الفكر.

 والله أسأل أن يتداركني بلطفه، ويسددني بفضله، وأصلي وأسلم على محمد خاتم أنبيائه وسيد رسله، الهادي لأقوم سبله، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

                                                        شكيب أرسلان

                                                جنيف ١٢ ربيع الأول سنة1354م

البحور (8)

الطويل
البسيط
الكامل
الخفيف
الوافر
المتقارب
المنسرح
الرمل

القوافي (15)

م
د
ع
ر
ك
س
ء
ح
ن
ف
ب
ل
ت
ق
ه

القصائد (89)

شكيب أرسلان
شكيب أرسلان

ثم كتب محمود سامي باشا إلى الأمير شكيب بهذه القصيدة:

شكيب أرسلان
شكيب أرسلان

وكتب محمود سامي إلى الأمير من جزيرة سيلان:

شكيب أرسلان
شكيب أرسلان

القصيدة في مدح صديقه عبد الله فكري أول من سمي وزيرا للمعارف في مصر، وقد أجابه عليها بقصيدة عصماء وفيها قوله يصف قصيدة شكيب أرسلان:

شكيب أرسلان
شكيب أرسلان

قدم الأمير لقصيدته هذه بقوله ص22:

شكيب أرسلان
شكيب أرسلان

القصيدة يجيب بها الأمير شكيب على قصيد لخليل مردم بك قالها خليل مردم بك يتندر فيها على قصيدة للأمير شكيب أرسلان قالها في التغزل بفتاة مسيحية التقاها في مصنع للقطن في طرسوس البلدة الواقعة على حدود تركيا وقد قدم الأمير لقصيدته الأولى ومطلعها