هذه الشمسُ أين ذاك الملامُ
الأبيات 43
هــذه الشـمسُ أيـن ذاك الملامُ ليــس يبقـى مـع النهـار ظلامُ
أأُرجــي مــن العـواذل نصـحاً مــا قفـا حـارةَ الكلاب عظـامُ
رفلـت فـي بـدائع الحسـنِ حتى خــدمتها الألبــاب والأجســامُ
وغــدونا لمقلتيهــا رمايــا ولنــا منهمـا الِلحـاظ سـهَامُ
غيـر أنَّـا منهـا غدونا نَشاوَى فَلُماهـــا ومقلتاهــا مُــدامُ
لا عجيـب مـن جفنهـا استُلَّ لحظٌ كـل جَفـن يُسـتلُّ منـه الحُسـامُ
لحمَــام الحلــي رِقّــة صــوت أبــدعت مـن سـماعها الأنغـامُ
ذكّرتنـا حـورَ الجِنـان إذا ما حـرَّك الحَلْـيَ مَشـْيُها والقِيـامُ
إنَّ للبِيــــض والرمــــاح لأَص لَيْــنِ لحظُهــا وذاك القَــوامُ
والمحيَّـا والفـرع أصـلٌ ومنـه نشــأ الصــبح مُسـْفِراً والظلامُ
لا خَبَـتْ نـار وجنتيهـا فمنهـا فـي نُهـى العاشـقين شـبّ ضِرامُ
وكـذا لا انجلـى من الفرع ليل فلنــا فيــه حَيــرة وهُيَــام
ورعـى اللـه صـبح وجـه تجلـىّ كــم لنـا فيـه مقعـدٌ ومَقـامُ
يـا رعـى الله عهدنا بالمصلى لا دَهـاه مـن الخطـوب انصـرامُ
كـان لـي فـي حمـاه ملعبُ انسٍ نشــرت فيــه طيبَهــا الأيـام
آه مَــنْ مُســعدِي لاطفـاءِ نـارٍ بـي مجـازاً وتلـك عُرفـاً غرامُ
كلمـا انهـلّ فـوق صـدري سـيلٌ مـن دمـوعي يزيـد فيهـا أُوامُ
هــذه نســمةُ الصـباح دعوهـا تهتــدي فهــي للقلـوب زمـام
أنـا مصـدوعُ مهجـةٍ بالتنـائي ولهـا كـان بالتـداني التئامُ
مــا تشـفّيت بالنسـيم ومـا كُ لُّ دواء تُشــفَى بــه الأســقامُ
غيـر أنـي وجدت منها ارتياحاً كلَّمــا لـجَّ بـالفؤاد الغـرامُ
مثلما ارتاح بالندى والمعالي فيصـلُ الأوحـدُ المليـكُ الهمامُ
أرْيَحـيُّ النَـدى مـن البحر كفّاً لـم يَزُرهـا الارهـاقُ والاعـدامُ
خطبتــه العُلا فلـم تـرضَ كُفْئاً غيـرَه والشـهودُ فيهـا الأنـامُ
وأتــت نحـوَه المقاصـدُ طوعـاً فجــرى الحكــم والزمـانُ غلامُ
وســَعت للعُلا الملــوكُ ولكــن هـو فـي الفضـل للملـوك إمامُ
سـبقوا فـي العُلا سـواهُ ولكـن ســَبقت منــه قبلهــم أقـدامُ
مِــنْ يــديه وسـيفِه للرعايـا والأعــادي الإِنعـامُ والانتقـامُ
كيـف يخفـى سـلطانُ مسقطَ فضلاً نُشـــرت حـــول بــابه الأعلامُ
بحـر فضـل فالبر والبحرُ يجري وَلكــــلٍّ بفضــــله إلمـــامُ
زُرْه تظفَـرْ فحـولَه النـاس جمعٌ فقعــــود وآخـــرون قيـــامُ
جمعتْهــم حاجـاتُهم وهـي شـتّى ورأوه بـــه يُنــال المــرامُ
ســوّدته أفعـالُه الـبيضْ لكـن أيَّـــدتْه الآبـــاءُ والأعمــامُ
فغـدا فـي دَسـْتِ الخلافـة فرداً وعليــــه الاجلال والاعظــــامُ
باحتفـال تنـزاحُ عنـه البلايا ونَــوالٍ تُمتـاح عنـه الغَمـامُ
يا هُمامٌ قد زارك العيد بالسَّعْ د ومنكــم لــزائرِ الاحــترامُ
مـن بعيـد أتـاكمْ يطلب الفَوْزَ بلقيـــاك والخطـــوب نيــامُ
مـا أتـاكم يبغـي قِـراكَ ولكن شــاقه مــن صــفاتك الاســلامُ
آذنتـــه الأيــام أن بقــاكم مـاله فـي طُول الزمان انصرامُ
إنَّــه نعمـة مـن اللـه لا شـكَّ وكفرانُهـــا علينـــا حــرامُ
فلــك البشـر والهَنـا بلقـاهُ ولــه الشــكر منـك والإِكـرامُ
زادك اللــه بهجـةً وانشـراحاً وتـــوالت إليكـــم الانعــامُ
وعلـى الخادم الثنا والتهاني وعلـى فضـلك الوفـا والتمـامُ
ابن شيخان السالمي
295 قصيدة
1 ديوان

محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع بن خلفان بن خميس السالمي، ويكنى بأبي نذير، شيخ البيان.

شاعر عماني ولد بقرية الحوقين من أعمال الرستاق، وبسبب المعارك التي كانت قائمة في ذلك الأوان بين قبيلته وجيرانها رحل به والده إلى العاصمة الرستاقية حيث تلقى بها علمه.

وتتلمذ على يدي الشيخ راشد بن سيف الملكي.

كان ذكياً متوقد الذهن سريع الجواب حاضر الاستشهاد حافظاً لأشعار العرب وله تلاميذ كثر منهم عبد الله بن عامر العذري ومحمد حمد المعولي وتوفي بمدينة الرستاق بعمان.

له (ديوان -ط).

1927م-
1346هـ-