دمْعٌ هَمى وفؤادٌ طالما خَفَقا
الأبيات 40
دمْــعٌ هَمــى وفــؤادٌ طالمـا خَفَقـا وزفــرةٌ صــعِدت كــالبرق إذ برقـا
وفكــرةٌ فُكِــرت فيمــا مضـى فَبـدَت تُعلّـم الجفـنَ مِنـي في الدُّجى الأرقا
ومُقْلــةٌ شــُغِفَت مُــذ أبصـرت فَجَنَـت علـى الفـؤادِ الأسى واليأسَ والقَلقا
ومُهجَــةٌ عَشــِقت عيـنَ المهـا فَغَـدَت دَريئةً لســـِهامٍ تخـــرق الـــدَّرَقا
ليــتَ الـذي شـُغِفت فيـه يَـرِقُّ لهـا لُطفــاً ويمنَحُهــا فَضـْلاً زَمـانَ لِقـا
ظــبيٌ لحكـم هـواه قـد خَضـَعتُ قلـم يعـدلْ وجـار علـى قلـبي ومـا رَفَقَا
خـطًّ الجمـالُ لَنَـا فـي لَـوحِ جُبهتـه ســَطراً مُلخَّصــُه يــا ذُلَّ مـن عَشـِقا
والآسُ فــي خــدّه قـد قـام يُنشـِدنا تـأمَّلوا واشكُروا البارِي الذي خَلقا
ملّكتُــه القلــبَ لكــنْ راح يهجُـرُهُ يـا مَـنْ رأى سـَيّداُ مـن عبـده أَبِقا
الشـــمسُ طلعتُــه والليــلُ طُرَّتــه يا مَنْ رأى الشمسَ يوماً تألَفُ الغسقا
والــوردُ وَجْنَتُــه والبــانُ قـامَتُه يا مَن رأى الوردَ غُصنَ البان معتنِقا
أبصــرتُ فــي خـدّه نـاراً وذا عَجَـبٌ ألآس والــوردً فـي نـارٍ ومـا حُرِقـا
والجُلَّنَــارُ زهــا فيـه ففـاخَرَ بـي نبـتُ البهـارِ الـذي في وَجْنَتِي عبقا
وقـال فـي ثغـره الـدرُّ النضير ألاَ يَــرَى لآلــئ دمعـي عقـدُها انتَسـقا
قـالوا لـه قد نَظَمتُ الشعرَ فيه فَلَم يقبَـلْ وأضـحى يزيـد الغيظَ والحنقا
وقــال شــِعرك بــالتلفيق تخلِطُــه والكــذب فيــه كسـَيلِ سـحَّ منـدفقا
أجــلْ تكلَّــمَ حَقّــاً إِنّمــا بِســوى مديـحِ مُوسـى قريضـي قـطُّ مـا صـَدَقا
يـا مـالكي هـلْ لطيبِ الوصلِ في زمنٍ يعـود ينفـي أَسـىً عنّـي وفـرطَ شـَقا
ويــا حَبيبــاً نـأى عنّـي وغـادرني تُهيجنـي الطيـرُ تشـدو في غصون نقا
إنــي لبُعـدِكُم أرعَـى النجـومَ وقـد حَســَدتُ عِقـداً لهـا ألقـاه منتسـِقا
إن كـان سـَرّك ذُلّـي فـي البِعاد فما ذلـي سـوى عِـزّ قلـبٍ فيـكَ قـد علِقا
موسـى رفيقـي صـديقي مُنيـتي أمَلـي أهـوى بك اثنينِ ذاك الخَلقَ والخُلقا
لبّيـكَ إنـي علـى عهـد المـودَّة لـم أَبـرح أمينـاً ففي حِفظي العهودَ ثقا
يـا عـاذلي فيـه صـَهْ لو كنت تعرفه عرفـت فيـه فـتى مِـن خيـر مَن خُلِقا
أنفقــت عمـريَ هـذا مـذ جَنَحـتُ لـه فــإن جَنَحــتَ إليــه فاتخـذ نفقـا
لا يفــرح الحاسـدون المبغضـون لـه بمـا بـه مـن سـقامٍ يـوجب القَلَقـا
لنــا الهنــا بِشـِفاءٍ حـازه ولهـم شـــَقا يــدرُّ عليهــم وابلاً غــدقا
يـا نائيـاً عـن محبّيـك السـلامُ على ذاكَ المُحَيّـا الـذي كالبـدر منبثقا
جُـد بالِلقـا عـن قريـبٍ مالِكي وَلَنا أَهنـى هَنـا مثلـه لـم نلـقَ آن نقا
واسـمح بـردّ جـواب عـن فتـاةِ مَهـا واسـتر مصـائبها واكـرم ببنـتِ نقا
فــأنت أجــوَدُ ممــن جــادَ عارضـُه وأَنــت أكــرَمُ ممــن بــابُه طُرِقـا
وأنـت أنبـغُ مَـن فـي شـِعرهم نبغوا وأنـت أفصـحُ مَـن بالضـادِ قـد نطقا
فليــس يُعجبنــي فيــكَ العلاءُ فـذا أُبــوك قبلــكَ يمشـي هـذه الطرقـا
يــا رّ صــُنهُ وَصــُن أنجـالَه أبـداً واكـرُمْ عليهـم جميعـاً في طويل بقا
واقبَــل ختــامَ كتـابٍ فيـكَ مبـدأُه مِــن الأميــنِ ســَلاماً نشــرُه عَبَقـا
واقبَــل تحيــةَ جـبرانِ وقيصـرَ مَـن قلباهمـا فـي بحـار الشوق قد غرقا
إنّـــا ثلاثـــةُ خـــوانٍ ورابِعُنــا فريـدةُ العِقـد موسى الساكن الحدقا
عليــك موســى ســلامٌ كلمــا طلَعـت شــمسٌ وجــاد سـَحابٌ والريـاضُ سـَقَى
لا تعتجـبْ مـن ميـاهٍ فـوق مـا كَتَبتْ يـدي فمـا ذاك بـالأمر الذي اختُلِقا
أســلتُ دمعــيَ إبّــان الكتابـة إذ خشـيت مـن زفرتـي أن تُحْـرِق الورقا
أمين تقي الدين
92 قصيدة
1 ديوان

أمين تقي الدين.

محامي، من الشعراء الأدباء.

من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.

وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.

وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.

وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.

1937م-
1356هـ-