أيّ بُشرى تُرى وأية حَالَة
الأبيات 34
أيّ بُشـــرى تُــرى وأيــة حَالَــة لفـــؤادٍ قـــد حَققــوا آمــالَهْ
أيُّ قلـــبٍ ومـــا ترنّــح بِشــراً أَيّ نفــسٍ ومــا انثنــت ميّــالَهْ
مــا لِقــومٍ لقـد أُصـيبوا بجـرحٍ لـم يُرَجّـوا لـولا الرجاءُ اندمالَهْ
فاغتـدوا اليـومَ فـي أَتـمِّ صـفاءٍ بَعــد أَنَّ الخطــبَ المُلـمَّ أزِالـه
شــاركتهم ســحبُ السـما بِهَنـاهُمُ فاغتــدَتْ فــوقَ أرضــِهم هطًّــاله
واكتســى لبنــانُ بــرودَ كمــالٍ مــن ثلــوجٍ غطّــت لَـدينا تِلالـه
فكـــأَنًّ الآشـــجارً تهتِــف فيــه ربًّنـــا زِد إذا تَشـــاءُ كمــالَهْ
وكــأَنَّ الشــمسَ المضــيئةَ ولَّــت مــذ رَأتْ وجــهَ ســيّدي وَجَمــالَه
فتراهــا تحــت الغيــومِ تـوارت إذ رأت بــدرَنا وحَــولَيه هــالَهْ
لــو أراد الإلــهُ عنهــا بـديلاً لـم نَقُـلْ يومـاً ذرّ قـرنُ الغزالَه
فَمُحيًّــا مــولايَ بــالطُّهر يبــدو مُشـرِقاً مثـلَ البدر حاز الكتمالَه
إن فيــه نــورَ الهــدى وعليــه خُـطَّ سـطرٌ معنـاه ينفـي الجهـالَه
يا أبا الطُّهر يا أَبا الفضل مولا ي بولســاً مَـن لا نلتقـي أمثـاله
جئتَ ربعــاً لــولا وقــارك فيــه كــان فـرطُ السـرور حقّـاً أمـاله
ورأينـــاك قـــد حَللــتَ بقطــرٍ فرأينــــا أن الســـلامَ حَلالَـــهْ
لا جُنــاحٌ عليــه إن مــال تيهـاً فـــإلهي آمـــالَهُ قــد أنــالَهْ
لا تلُــمْ فــالتوفيق مــال إليـه كــلُّ نفــسٍ مــع الهــوى ميّـاله
واعـــذَرَنْهُ إذا تمايـــل أنســاً فمــن البشــر والهنـا لا مُحـالَه
أَســْمَعَتْهُ بــاريس عنــك حــديثاً عَـــمَّ منـــه ســـهولَهُ وجبــالَه
وأرَتْـــهُ مصـــرٌ شـــهادة صــدقٍ عَـزَّزت كـل مـا الـورى عنـك قاله
تلـــك أعمـــاله تـــدلُّ عليــه فــانظروا بعــد بُعــدِهِ أَعمـالَه
وسـلوا أَعـواد المنـابرِ في الشر قِ وبـــاريسَ تفقهـــوا أفضــالَهْ
عَرَفَتْــــه فكـــن إذ يَنْتَويهـــا تتبــــارى كعالمـــاتٍ مقـــالَه
ولـــدى بًعـــدٍِه تئنُّ اشـــتياقاً كيـــتيمٍ يبكـــي وبنــدبُ آلَــه
يــا إمامــاً عرفتــه مـن بعيـدٍ قبــل مَــرْآه إذ عرفــتُ خِصــالَه
كـان مـن قبـلُ يحسـدُ المسعُ طرفي وأرى الآن نُـــوَّلا نفـــسَ حـــاله
عشـــقتْهُ أذنــي وعينــي ولكــن تلـــك أوصــافه وهــذي جَمَــالَهْ
حامـــلٌ صـــدرُهُ صــليباً ولكــنْ حامـــلٌ طَـــيَّ قلبِـــهِ أثقــالَهْ
لا بــسٌ خاتَمــاَ لقــد خَــطَّ فيـه إن ربّـــي حَســـْبي أجِــلُّ جلالَــه
ايهـذا الحَبْـرُ الـذي قـد أرانـي بـــولسٌ فيــه راســماً تمثــالَه
جئتُ أُثنــي عليــك لكــنَّ مثلــي ذُو قُصــورٍ فيــه راسـماً تمثـالَه
لا سـَنَتني البُشـرى وقـد كنـتُ عِيّاً فتصـــيّرتُها فصـــيحَ المقـــاله
فتقلّــدْ مـولاي ذا المنصـبَ السـا مــي وكـن رَِاعيـاً بعينيـك حـالَه
وعلــى الـربّ فـالْقِ كـلَّ اكتمـالٍ لـم يَخِـب مَـنْ ألقـى عليه اتّكالَه
أمين تقي الدين
92 قصيدة
1 ديوان

أمين تقي الدين.

محامي، من الشعراء الأدباء.

من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.

وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.

وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.

وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.

1937م-
1356هـ-