أَفقـتُ
وقـد
نـامَ
كـلُّ
البشـرْ
|
وسـادَ
علـى
الكائناتِ
السكونْ
|
وأَقبـل
وسـط
السـماء
القمـرْ
|
يحـفُّ
بـه
النجم
ساجي
العيونْ
|
وليــس
سـوى
لمعـان
النجـومِ
|
علـى
المـاء
يحكي
بريق
الّلآلْ
|
وليــس
سـوى
خطـرات
النسـيم
|
تميـلُ
مـع
الغصن
من
حيث
مال
|
مظــاهرُ
وحــيٍ
لأهـل
النظيـم
|
ومجلـىً
بعيـد
المـدى
للخيال
|
فيـا
ليـلُ
طُـلْ
لا
عراك
القِصَرْ
|
لعلّـكَ
يـا
ليـلُ
تجلو
الشجونْ
|
ويـا
قلـب
طِـرْ
بجنـاح
الفكَرْ
|
لـك
النجـم
فـوق
الأثير
سفينْ
|
وطــار
فـؤاديَ
يبغـي
السـما
|
وعيـــنُ
الكــواكب
لا
ترقــدُ
|
مجــدّاً
يحــثُّ
الســرى
كلمـا
|
عــدا
فرقــداً
راقــهُ
فرقـدُ
|
إلـى
أَن
رأَى
فـي
الفضا
سلَّما
|
عليهــــا
ملائكـــةٌ
تصـــعد
|
فأجنحـــةٌ
رُصـــّعت
بالــدررْ
|
وأجنحــةٌ
مــن
نضــارٍ
ثميـنْ
|
إذا
طـــويتْ
فــدُجىً
منتشــرْ
|
أو
انتشــرت
فصــياحٌ
مــبينْ
|
تبـاركتَ
يـا
ربَّ
هـذي
الـذرى
|
وأنـت
الإلـه
القـويُّ
العظيـمْ
|
قضـى
النـاس
في
جهلهم
أدهرا
|
وأنــت
بحـال
العبـاد
عليـم
|
فلـم
يفقهـوا
كنه
هذا
الورى
|
وحــار
بــه
كـلُّ
عقـلٍ
حكيـم
|
تمـرُّ
الليـالي
وفيهـا
العبرْ
|
وتمضـي
السنون
وتفنى
القرونْ
|
وكـم
فـي
الطبيعـة
سـرٌّ
ظهـرْ
|
وســرُّ
الطبيعــة
ليـس
يـبينْ
|
ألا
أيهـا
الكـون
سـمعاً
لمـا
|
إلُهُـــكَ
يـــوحيه
للشـــاعرِ
|
فمـا
فـي
الوجـود
غمـوضٌ
كما
|
يقــال
فخــذه
علـى
الظـاهر
|
ولكنمــا
الحـي
تحـت
السـما
|
هــو
السـرُّ
للعاقـل
الفـاكرِ
|
نفخـــتُ
بــآدم
روح
الكــبرْ
|
وأودعــت
حـوّاءَ
لطفـاً
وليـنْ
|
فـإن
ضـلً
بعـض
البنيـن
الأثرْ
|
فــدعهمُ
فـي
جهلهـم
يعمهـونْ
|
بــرأْتُ
الطبيعــةَ
فــي
الأوَّلِ
|
لأجمــع
أسـرارها
فـي
البشـرْ
|
فصـــغت
الشـــهامة
للرجــل
|
مـن
الكـون
مجمـوع
كل
الكبرْ
|
وقلـت
بنفـس
الفـتى
فـانزلي
|
فنفـس
الفـتى
لـكِ
خيـر
مقـرْ
|
فمــا
ضـرَّه
قصـرٌ
فـي
النظـرْ
|
فلا
تسـع
الكـون
منـه
العيونْ
|
وطــيّ
الجوانــح
نفــسٌ
تقـر
|
يضـيق
بهـا
الكون
والعالمونْ
|
وكـوّنتُ
حلمـاً
مـن
الراسـياتِ
|
وأنزلتـهُ
فـي
جـوار
الشهامةْ
|
هــي
الأم
وهـو
أب
المكرمـاتِ
|
فمنـه
الوفاءُ
ومنها
الكرامهْ
|
كلا
الصــفتين
أجــلُّ
الصـفاتِ
|
فهـذا
الإِبـاءُ
وتلـك
الفخامهْ
|
فيــا
حبـذا
منـه
خلـقٌ
أغـرّ
|
ويـا
حبّـذا
منـه
طبـعٌ
رزيـنْ
|
خلالٌ
تجــــرُّ
الخلال
الزُهـــرْ
|
وكــل
قريــنِ
خليـل
القريـنْ
|
تمشــّى
المــروءةُ
فـي
صـدرهِ
|
تمشـّي
الـدما
في
عروق
الجسدْ
|
ويــوحي
الإبــاءُ
إلـى
فكـرهِ
|
جفــاءَ
الـذميم
وحـبَّ
الرشـدْ
|
فمـا
يقبـل
الضـيم
مـن
دهرهِ
|
ويـأبى
لـه
العـزُّ
عيش
النكد
|
وتسـمو
عـن
اللؤْم
فيه
الفكرْ
|
وتغشـي
عـن
السـيئات
الجفونْ
|
نزيـه
اللسـان
صـدوق
الخـبرْ
|
عفيــف
الإزار
سـليم
الظنـونْ
|
يــرى
حــبّ
أوطــانه
واجبـا
|
فقَّـدس
فـي
النفـس
حـب
الوطنْ
|
وعــاف
المُخاتــلَ
والكاذبـا
|
فصــادق
فــي
ســرّه
والعلـنْ
|
ومــا
خــان
فـي
ودّه
صـاحبا
|
ولـم
يخـفِ
طـيّ
الضلوع
الضغنْ
|
وجــرّد
مــن
كــل
خبـثٍ
وشـرّ
|
ضـميراً
صـفا
كـالزلال
المعينْ
|
وجـــانب
غطرســةَ
المفتخــرْ
|
ونزَّهــهُ
الفضــلُ
عمـا
يشـينْ
|
ألا
أيهـا
القلـب
قـل
للعبادِ
|
بـأن
الشـهامة
فخـر
الرجـالْ
|
وإنَّ
الكرامــة
بنـت
الرشـادِِ
|
وإن
المـــروءَة
أم
الكمــالْ
|
ومـا
الفضـل
إلا
هـدى
للفؤادِ
|
ومـا
الحلـمُ
إلا
أمير
الخصالْ
|
إذا
أشـبه
العمـرُ
طيفـاً
يمرْ
|
وكـان
الفـتى
هـدفاً
للمنـونْ
|
فــإن
دليــل
الحيـاة
الأثـرْ
|
ومـا
النـاس
إلا
بمـا
يفعلونْ
|
ويـا
أيها
القلب
إن
الطبيعهْ
|
كــذاك
مجمّعــةٌ
فـي
النسـاءْ
|
تأمـلْ
بهذي
المجالي
البديعهْ
|
وهـذي
النجـوم
بهـذا
الفضاءْ
|
فمنها
خلقتُ
الفتاة
والوديعهْ
|
لتظهـر
فـي
الأرض
سـرَّ
السماءْ
|
وصــوَّرتُها
آيــةً
فـي
الصـورْ
|
ضـميراً
عفيفـاً
وقلبـاً
حنـونْ
|
فجـــاءَت
منـــاظرةً
للقمــرْ
|
فمنـه
الكسـونُ
ومنها
الفتونْ
|
بهــاءٌ
مــن
القمـر
الطـالعِ
|
علـى
القلب
يُنزل
وحي
الغرامْ
|
وعيــنٌ
مــن
الكـوكب
اللامـع
|
وشــَعرٌ
كلَيـلٍ
أسـير
الهيـام
|
ومــن
وهــج
الشـفق
السـاطع
|
علـى
وجنتيهـا
أقـام
الضرام
|
وفـي
الثغـر
عقدٌ
نضيد
الدررْ
|
ومـا
القـدُّ
غلا
أميـر
الغصونْ
|
جمـال
الطبيعـة
فيهـا
استقرْ
|
فكـــانت
جلاءً
لســـرّ
مصــونْ
|
تخـذتُ
وداعـة
قلـب
الحمـامهْ
|
وقلـتُ
لهـا
هـي
تـاجُ
جمالـكْ
|
إذا
كان
فخر
الرجال
الشهامه
|
فْـإن
الوداعـة
أبهـى
خصـالكْ
|
فمنهـا
العفـاف
وحـبُّ
السلامهْ
|
وهـذان
فـي
الكـون
سر
كمالكْ
|
ومصــدر
كـل
الصـفات
الغـررْ
|
حنــان
وعــزة
نفــس
وليــنْ
|
يحــدّث
عنهــا
نسـيم
السـحرْ
|
ويسـرق
منها
الشذا
الياسمينْ
|
تملَّكُهــا
رقــةٌ
فـي
الشـعورِ
|
ونعــم
فــؤَادٍ
لـذاك
امتلـكْ
|
دمــائه
خلــق
وصــفو
ضـميرِ
|
يحــدّث
عنــه
صــفاءُ
الفلـكْ
|
فمــا
هـي
إلا
مثـالُ
البـدورِ
|
ومـا
هـي
فـي
النـاس
إلا
ملكْ
|
تحــبُ
السـلام
وتخشـى
الضـررْ
|
وتهـوى
الكريم
وتجفو
الضنينْ
|
ســلافُ
نفــوسٍ
ومجلــى
كــدرْ
|
وتعزيــةٌ
للفــؤاد
الحزيــنْ
|
فيـا
قلبَهـا
مـا
أرقَّـك
قلباً
|
وأشــرفَ
أخلاقَــك
الزاهــراتْ
|
ويــا
حبَهـا
مـا
أبـرَّك
جبـاً
|
وأســمى
عواطفَــك
الطيبــاتْ
|
ويـا
نفسـَها
مـا
ترنحتِ
عجباً
|
ولا
عـاش
فيـك
سـوى
المكرماتْ
|
ومــا
غـض
منهـا
لسـوءٍ
بصـَرْ
|
وسـالت
لغيـر
الحنان
الشؤُّونْ
|
طبــائع
قلــبٍ
شــريفٍ
أبــرّ
|
يريــك
الفضـائل
كيـف
تكـونْ
|
ألـم
تـر
مـا
فعـل
السـيداتُ
|
صــبيحة
عيــدٍ
ســعيد
منيـرْ
|
حلمـنَ
الملابـس
فيهـا
الهباتُ
|
وألبســنها
كــل
طفـل
فقيـرْ
|
تبــاركتِ
أيتهــا
الفاضــلاتُ
|
فـذلك
شـأن
الشـريف
الضـميرْ
|
ويـا
قلـب
فارجع
بهذا
الخبرْ
|
وقــل
مـا
تعلمـت
للعـالمينْ
|
أنـا
هكـذا
قـد
خلقـت
البشرْ
|
ولكنمــا
النــاس
لا
يعقلـونْ
|