بَسـَطَ
الأفـقُ
لِـوا
الليـلِ
البهيمْ
|
فــوقَ
قصــر
مـن
بقايـا
الأعصـُرِ
|
ثـم
لاح
البـدرُ
مـا
بيـن
الغيومْ
|
ســابحاً
بيــن
النجــوم
الزُّهَّـرِ
|
بــرزتْ
فـي
روضـةِ
القصـرِ
فتـاةْ
|
تتمشـــَّى
وحـــدَها
وســطَ
الظلامْ
|
وعليهــا
مــن
غَضـَارات
الحيـاةْ
|
كـلُّ
مـا
يطبَـع
في
القلب
الغرام
|
نظــر
البــدر
لتلــك
الوجنـاتْ
|
فتـــوارى
خجلاً
خلـــفَ
الغَمــام
|
وهـــي
بيـــن
ذَهـــابٍ
وقــدومْ
|
تجتنـي
فـي
الـروض
بعـض
الزهَـرِ
|
كلّمــا
مــرّت
وقـد
مـرّ
النسـيمْ
|
ســـجدتْ
عفــواً
غصــونُ
الشــجَرِ
|
رأتِ
البـدرً
تَـوارَى
فـي
السـماءْ
|
عـــن
مُحَيَّاهـــا
بظــلّ
الســحُبِ
|
فتــــوارتْ
لا
حيــــاءً
إِنَّمـــا
|
قَصـــَدَتْ
تمثيــل
بعــضِ
اللَّعــبِ
|
حيــن
تبــدو
يختـبي
أو
حينمـا
|
كــان
يبــدو
هُـوَ
كـانتْ
تختـبي
|
منظــرٌ
ترقُبُــه
زهــرُ
النجــومْ
|
وهــي
ســكرى
شاخصــاتِ
البصــَرِ
|
مجّــدي
يــا
أرضُ
مـولاكِ
الكريـمْ
|
واشــكري
مبــدِعَ
هــذي
الصــُّوَرِ
|
ليلــةً
فيهــا
تــراءى
قمــرانْ
|
قمــرٌ
بــاللُّعْبِ
يلهـو
مَـعْ
قَمَـرْ
|
فاسـتوى
ذاك
علـى
عـرشِ
الزمـانْ
|
وعلـى
عـرش
الهـوى
هـذا
اسـتقرّ
|
وَقَفَــا
حتّــى
تلاقــى
النظــرانْ
|
نظـــرٌ
يَبْهَـــرُ
بالحســن
نَظَــرْ
|
شخَصــاً
هــذا
علــى
ذاك
يُــديم
|
نظـــراتِ
الناقـــد
المفتكِـــرِ
|
رأت
العُجْــبَ
مــع
الحسـنِ
مُقيـم
|
ورأى
اللطـــف
وحســنَ
المنظــرِ
|
أَيْ
أميــر
اللَّيــل
خفّــفْ
عَجَبَـكْ
|
لــكَ
فــي
الأرضِ
شــبيهٌ
ومثيــل
|
وَهَـــب
اللُـــه
لهمـــا
وهَبــكْ
|
فكِلاَ
وجهيكمـــا
بـــاهٍ
جميـــلْ
|
إن
تكـنْ
تعجـب
فـي
سـكنى
الفلكْ
|
وتبــاهِي
مَــنْ
علـى
الأرض
نَزيـلْ
|
فلكــم
جسـمٌ
علـى
المـاء
يعـومْ
|
حيـن
تحـت
المـاء
أبهـى
الـدُّرَرِ
|
مـا
تـرى
الأقـدار
تعلو
باللئيم
|
وتســــوم
الـــذلّ
ربّ
الخطـــرِ
|
يـا
دُجى
الليل
استطِلْ
مهما
تشاءْ
|
واسـتمِعْ
بـالله
نجـوى
القمرَيـنْ
|
قمــر
الأرض
إلــى
بـدر
السـماء
|
يشــتكي
مــرَّ
حيــاة
العاشـقَينْ
|
أَنـت
قـالت
يا
شقيقي
في
البهاءْ
|
لَـمْ
تَـذُق
مثلـي
عـذابَ
الحالتينْ
|
بيــن
قــربٍ
ونــوىً
ليـس
يـدومْ
|
غيـــرُ
وجــدٍ
بالحشــا
مســتترِ
|
نحـن
أهـل
الحـبّ
لا
نَلقَـى
رحـوم
|
فــــالهوا
مجلبــــةٌ
للكـــدَرِ
|
نَصـــَبَ
الحـــبُّ
لقلــبي
شــَرَكا
|
فهـــوى
قلــبي
بهــذا
الشــرَكِ
|
ورمــى
المجــدُ
لنفســي
شــَبَكا
|
فهـــوت
نفســي
بهــذا
الشــبكِ
|
ويـــحَ
قلــبي
أَيَّ
أمــرٍ
ســلكا
|
فكلانـــا
فــي
هوانــا
نشــتكي
|
والــذي
فــي
حبّـهِ
نفسـي
تَهيـم
|
ويحـــه
ليــس
شــريفَ
العنصــُرِ
|
فــأبي
يشــكو
ولــي
أمٌّ
تلــومْ
|
إنّمــا
قلــبي
ينـاديني
اصـبري
|
إن
يكــن
ليـس
بـذي
مجـدٍ
خطيـرْ
|
فهــو
فــي
أخلاقِــهِ
غيــرُ
دَنـي
|
أو
يكـنْ
فـي
هـذه
الـدُّنْيَا
فقيرْ
|
فهــو
فــي
الآداب
والفضـل
غنـى
|
أنـا
لا
يُسـعدني
المـالُ
الكـثير
|
إنَّ
أخلاقَ
الفـــــتى
تُســــعِدني
|
ونصــيبي
مــن
أبـي
قسـم
عظيـم
|
فيـــه
نكفــي
لطويــلِ
العُمُــرِ
|
وإذا
احتجنـا
الغنى
عند
اللزومْ
|
فيـــدي
فـــي
يـــده
للـــوطَرِ
|
يــا
أميــرَ
الليـلِ
أمـي
وأبـي
|
جعلا
موعِــــدَ
إِقنـــاعي
غـــدا
|
وأنـــا
لســـتُ
أرى
مــن
ســببِ
|
مـــوجبٍ
قــرّب
هــذا
الموعــدا
|
فـابن
عمـي
قـد
أتـى
فـي
طلـبي
|
وأنــــا
لا
أرتضــــيه
أبـــدا
|
فـالغنى
والمجـد
والجاه
الفخيم
|
كلُّـــه
ليـــس
بـــآدابي
حَــرِي
|
أنــا
لا
أرضـى
بـذي
خُلـق
ذميـم
|
دأبُــهُ
اللهــوُ
ولُعْــبِ
المَيسـِرِ
|
وأَبــي
قــال
إذا
لــم
يُرضــنِي
|
إبــن
عمــي
فلـديه
ابـنُ
صـديقْ
|
حَســـَنُ
الــبزَّة
والــوجهِ
غنــي
|
طيّـبُ
العنصـرِ
فـي
المجـدِ
عريـقْ
|
جــاء
مــن
يـومَينِ
كـي
يخطُبنـي
|
وهــو
حـتى
الآنَ
مـا
كـاد
يُفيـق
|
همُّــه
مــا
بيــن
كــأسٍ
ونـديمْ
|
وعلَّـمَ
ابـنَ
العـمّ
شـربَ
المُسـكِرِ
|
أوّل
الليــل
إلـى
بنـت
الكـرومْ
|
وإلــى
الــبيتِ
قبيــلَ
الســَحَرِ
|
كيـف
يـا
بـدرُ
يَطيـبُ
العيـش
لي
|
وأنـــا
غايــةُ
ســؤلي
الشــرفُ
|
لســتُ
أُنشـي
مرسـحاً
فـي
منزلـي
|
بــالملاهي
بيــن
قــومي
يُعــرفُ
|
مــا
تُــرى
يكتُـم
لـي
مسـتقبلي
|
إن
يــكُ
الــذُّلُّ
فمــوتي
أَشــرفُ
|
يـا
أميـرَ
الليـل
عَفْـواً
فـأرومْ
|
غَفــوةً
مــن
بعــدِ
هـذا
السـَهَرِ
|
وغــداً
إمــا
نعيــمٌ
أو
جحيــمْ
|
ويـــحَ
قلــبي
فســتدري
خــبري
|
بَرَزت
في
الصبحِ
في
القصر
الفتاةْ
|
وانــبرى
مــن
حولهــا
طُلاَّبُهــا
|
فاســتقرت
فــوق
عـرشِ
المُهَجَـاتْ
|
تاجُهــا
فــي
مجــدِها
آدابُهــا
|
وحــوالي
عرشــِها
غــرُّ
الصـّفات
|
هــي
يــا
أهـلَ
الهـوى
حجَّابهـا
|
ولهــا
طـرف
علـى
القـوم
يحـومْ
|
مســــتعيرٌ
نظـــراتِ
الجـــؤذرِ
|
وهْــيَ
مــا
بيــنَ
همـومٍ
وغمـومْ
|
ســــاوَرتها
عرضــــة
للفِكَـــرِ
|
موقـــفٌ
ليـــس
بســهلٍ
لفتــاتْ
|
لـم
تَجُـزْ
فـي
العمر
عشرينَ
ربيعْ
|
يُقبِــل
النــاسُ
عليهــا
عشـراتْ
|
وهــي
تُضـْطَرُّ
إلـى
رفـضِ
الجميـعْ
|
أَصــبحت
بــالرغم
تَعصـَى
كلمـاتْ
|
والــديها
بعـد
أن
كـانت
تُطيـعْ
|
وأبوهــا
صــابرٌ
صــبرَ
الحكيـمْ
|
لا
يخطّيهــــا
ســـوى
بـــالنظرِ
|
وهنـا
فـازت
علـى
الصبرِ
الهُمومْ
|
فبكـــت
عـــن
خـــاطرٍ
منكســِرِ
|
ورأى
والــــــدُها
مَـــــدْمَعَها
|
فتــوارى
مُخفِيــاً
عنهـا
الكمَـدْ
|
وهــي
قــامَت
تبتغــي
مَخــدَعها
|
ريثَمــا
يرجــعِ
للقلــب
الجَلَـد
|
هبّــــتِ
الأمُّ
وســــارت
مَعَهـــا
|
إنمــــا
الأمُّ
عَـــزاءٌ
للوَلَـــد
|
وانحنــت
فـوق
مُحَيَّاهـا
الوسـيمْ
|
تمـــزُج
الــدرّ
بــه
بــالجوهرِ
|
ورأت
فـي
صـدرها
الجمـرَ
الضريمْ
|
فَغَــــــدَتْ
تُطفِئُه
بــــــالعَبِر
|
بيـــن
ضـــَمّ
مســتمّرٍ
والقُبَــلْ
|
رُســمت
فـي
وجنـةٍ
أو
فـوق
جيـدْ
|
خمَــدت
فـي
صـدرها
نـارُ
الوجـلْ
|
وتلاشـــى
مَـــدْمَعٌ
كــان
يجــودْ
|
فَزَهــــا
روضُ
محيّاهـــا
وحَـــلّ
|
ملَـكُ
الزهـرِ
علـى
عـرش
الخـدودْ
|
وعليهـــا
رَســـَمَ
الحســـنُ
رُومْ
|
تتجلّـــى
فـــي
جـــبين
مســفِرِ
|
مَلَـــك
غــادر
جنــات
النعيــمْ
|
وأتانارحمـــــــةً
للبشــــــرِ
|
ثــم
قلـت
أُمُّهـا
مـن
بعـدِ
حيـنْ
|
يـا
ابنـتي
بـاللهِ
مـاذا
لوّعَـكْ
|
أيَّ
ذَنــبٍ
أنــتِ
عنــي
تكتميــنْ
|
لـــوه
تُجريــن
دومــاً
مــدمعَكْ
|
فاكشـِفِي
مـن
صـدرِكِ
السرَّ
الدفينْ
|
فلَعلّــي
يـا
ابنـتي
أبكـي
مَعَـكْ
|
فـاعترى
البنـتَ
ارتعـاشٌ
وهمـومْ
|
وأســىً
عــن
أمهــا
لــم
يُسـتَرِ
|
وأجـــابت
وَلَهــا
دمــعٌ
ســجيمْ
|
فـــوق
خـــدّ
بِالبَهَــا
مزدَهِــرِ
|
أنــا
يــا
أمّ
فتــاةٌ
ليـس
لـي
|
زَلّــةٌ
يَنْــدَى
لهــا
وجـهُ
فتـاةْ
|
وفــؤادي
إن
يكــن
غيــر
خلــي
|
فضــميري
ليـس
ينسـى
الواجبـاتْ
|
أفــــأجني
ســــبباً
للخجــــلِ
|
وأنـــا
بنــتٌ
لخيــر
الأُمَّهَــاتْ
|
وأبــي
علّمنــي
أســمى
العلـومْ
|
وغَــذاني
بــالتقى
مــن
صــغري
|
طفلـةً
سـرتُ
علـى
النهـج
القويمْ
|
وســـأبقى
هكـــذا
فــي
كِبَــري
|
لَســْتُ
فــي
سـرّي
أَخـاف
العـذَلا
|
فأنــا
أهـوى
فـتى
غُـرَّ
الخصـالْ
|
حســـَنَ
الأخلاق
يســـعى
للعُلـــى
|
شــاعر
يســبَح
فـي
جـو
الخيـالْ
|
يمــــدح
الآداب
والفضــــلَ
ولا
|
تســــتبيه
كبريـــاءٌ
وجمـــالْ
|
تَخِــذَ
الكــونَ
لـه
بيتـاً
فخيـمْ
|
فيـــه
يحيـــا
بهنــاءٍ
أوفــرِ
|
فــإذا
شـئتُ
فمـن
هـذي
النجـومْ
|
ينظــم
العِقــدَ
لجيــدي
النضـِرِ
|
أنــا
لـم
أعشـَقْ
غِنـاهُ
والحسـبْ
|
وهـو
لـم
يُفتـن
بمـالي
والبهاءْ
|
فكلانـــا
شـــرفَ
النفــس
أَحــبّ
|
وكِلانـا
فـي
الهـوى
العذريْ
سواءْ
|
شــاعر
يَحْيَــا
بقلــبٍ
مـن
ذهـبْ
|
آه
مــا
أصــفى
قلـوبَ
الشـعراء
|
فـارفقي
يـا
أمّ
في
قلبي
الكليمْ
|
وهـــبيني
مــن
حيــاتي
وَطــري
|
أو
دَعينـي
فـي
حمـى
ديـر
أُقيـمْ
|
لإلـــه
الكـــون
أشــكو
ضــَرَرِي
|
ثــم
عــادت
فأفاضــت
دمعتَيــن
|
زادتـــا
شــرح
خفايــا
ســرّها
|
ورأتهــا
أمهــا
تَـذري
اللُّجيـن
|
تُطفــئ
الجمــر
بـه
مـن
صـدرها
|
فغــدت
تلثِمُهــا
فـي
الوجنـتين
|
وغـــدت
تلثِمهــا
فــي
نحرهــا
|
وأقــامت
تمسـَح
الـدمعَ
السـَّجوم
|
وهــي
لا
تبقــي
لــه
مــن
أَثَـرِ
|
فـانظروا
مـا
صـنع
الربُّ
الكليمْ
|
بَشـــَرٌ
يمســـَحُ
وجـــهَ
القمــر
|
ثـم
قـالت
يـا
ابنـتي
لا
تجزَعِـي
|
فالــذي
تبغينــه
ســوف
يصــيرْ
|
أنــا
أدرى
بــالفؤاد
المولَــعِ
|
وبأهــل
الحــبّ
لـي
قلـبٌ
خـبير
|
يـا
ابنـتي
اصغي
لحديثي
واسمعي
|
لـم
يعُـدْ
قلـبي
على
الضيم
صبورْ
|
فــأبوك
الشــيخ
مثلـي
لا
يـرومْ
|
لـــكِ
إلا
صـــفوَ
عيـــشٍ
مزهِــرِ
|
وكلانــا
اليـوم
فـي
حـزن
أليـم
|
قــد
رُمينــا
بــالبلاءِ
الأكبَــرِ
|
مطــر
الــدهرُ
علينــا
النّقَمـا
|
بعــد
أن
كنّــا
بــأنسٍ
وصــفاءْ
|
وكســانا
البــؤسُ
ثوبـاً
مُعلَمـا
|
طرّزتــه
بالشــقا
أيــدي
البلاءْ
|
أمـسِ
فـي
السـوق
خسـِرنا
الأسهُمَا
|
كلَّهــا
واليــومَ
صــِرنا
فقـراء
|
وخسـرنا
يـا
ابنتي
العزَّ
القديمْ
|
فغــــدونا
عرضــــةً
للخطــــرِ
|
وجفانـــا
كـــلُّ
ذي
وُدّ
حميـــم
|
فـــانظري
حالتنـــا
واعتــبري
|
يـا
ابنـتي
أنـتِ
لنـا
خيرُ
نصيرْ
|
قــد
وضـعنا
حِملَنـا
هـذا
عليـهْ
|
فخطَبنـــاك
لــذي
مــالٍ
كــثير
|
لتكــوني
ملجــأ
نــأوي
إليــه
|
أشــرف
الأبنــاء
نفســاً
وضـمير
|
يؤاســي
فــي
الرزايـا
والـديه
|
حــرةٌ
أنـتِ
بـذا
الأمـرِ
العظيـم
|
فــاعملي
مــن
بعـد
أن
تفتكـري
|
واعلمــي
أنّ
الصـراطَ
المسـتقيمْ
|
لا
يُــــرى
إلا
بفكــــرٍ
نيّــــرِ
|
كلمـــاتٌ
لــم
تكــن
إلا
ســِهام
|
خَرَقَــتْ
قلــبَ
الفتــاة
الطـاهرِ
|
فبكَـتْ
والـدمعُ
فـي
العيـنِ
أقامْ
|
مثـــلَ
إكليـــل
لــوردٍ
زاهــرِ
|
مـن
رأى
مـن
قبلهـا
بدرَ
التمام
|
يســـكُب
الـــدُّرَّ
بــوجهٍ
ناضــرِ
|
وغـدَا
اللؤلـؤ
فـي
الخـدّ
نظيـمْ
|
هامِيــاً
مــن
تحــتِ
طـرفٍ
أحمـرِ
|
فأجـــابت
ومُحَيّاهـــا
الوســيم
|
ســــوّدته
حادثــــاتُ
الغِيَـــرِ
|
إيــه
يـا
أمـي
خَسـِرنا
كـلَّ
شـي
|
فــاخبرني
هــل
خسـِرْنَا
الشـرفا
|
لعِــبَ
الــدهرُ
بنـا
نشـراً
وطـي
|
بعــد
أن
كــان
علينــا
عطَفَــا
|
إن
يكـن
قـد
فـرّ
سـَعدي
مـن
يَدَيْ
|
فـــإله
الكــونِ
حَســْبي
وكفــى
|
فاصـرفي
يا
أمّ
ذا
الحزنَ
المقيمْ
|
والبســي
ثــوب
لصــفا
واصـبري
|
أفلــم
يبـق
لنـا
المجـدُ
سـليم
|
فيقينـــاً
صــرفَ
هــذا
القــدر
|
دونـــــك
الآنَ
حُلاي
البــــاهرهْ
|
فهــي
تكفــي
والـدي
شـرَّ
البلاءْ
|
ودعينــي
فــي
حيــتي
الناضـرهْ
|
ليــس
لـي
إلاّ
الأمـاني
والرجـاء
|
لســت
أرضــى
أن
أرانـي
تـاجرَه
|
بيــن
قــومي
بجمـالي
والبهـاءْ
|
أنــا
فــي
عَهْـدي
محـبي
سـأقوم
|
بالوفــا
حــتى
فنــاء
العمــرِ
|
وعظـامي
فـي
الـثرى
وهـي
رميـمْ
|
تنثنــي
شــوقاً
لــه
إنْ
يُــذكَرِ
|
فــي
مصــلّى
قريـةٍ
فـوقَ
الأكـامْ
|
بيـن
زهـر
الحقـلِ
والعشب
الرَّطِبْ
|
كــاهنُ
اللــهِ
بلطــفٍ
واحـترامْ
|
مــدّ
أيــديه
ونــادى
فـي
طـرب
|
يــا
إلــه
الأرضِ
كلّــلْ
بالسـلام
|
شــاعر
الكــونِ
علـى
بنـتِ
الأدبْ
|
ثـم
نادى
يا
ابنة
الفضلِ
العميمْ
|
فضــلُ
هـذا
الوالـد
الآن
اشـكري
|
ربحــت
أســهمُه
القـدْرَ
الجسـيم
|
فــانعمي
فــي
ظــلّ
عيـشٍ
أخضـرِ
|
وانـــبرى
والـــدُها
مبتســـماً
|
راســماً
فـي
خـدّها
بعـض
القُبَـلْ
|
مُظهـــراً
عــودَ
غنــاه
بعــدما
|
أنـزل
الـدهرُ
بـهِ
الخطـب
الجلَلْ
|
ثــم
نــادى
يـا
عروسـيَّ
انعَمـا
|
لكمـــا
الآنَ
حَلا
شـــهرُ
العَســَلْ
|
وأقيمــا
حيثُمــا
الحــبُّ
يُقيـم
|
ناشـــراً
راي
الهنــا
والظَّفَــرِ
|
لَكُمـا
فـي
روضـِهِ
الزاهي
النعيمْ
|
فاجنيــا
منــه
لذيــذَ
الثَمــرِ
|
ثــم
ســاد
البِشـر
والأنـسُ
ملـكْ
|
ببهــاءٍ
فــوق
عــرشِ
المُهَجَــاتْ
|
ورأى
النــاظرُ
فــي
الأفـقِ
مَلَـكْ
|
حــاملاً
إكليــلَ
زهــرٍ
للفتــاةْ
|
وبــدا
يكتُــبُ
فــي
وسـط
الأفُـقْ
|
بحــروفِ
النــور
هـذي
الكلمـاتْ
|
كبريـاءُ
النفـسِ
والخلـق
الذميم
|
لا
يَجنَّــــانِ
بحســـنِ
المنظـــرِ
|
وجمـال
الـوجه
والطبـع
الكريـمْ
|
لفتـــــاةٍ
فتنــــة
للبشــــرِ
|