مــالت
الشــمسُ
مسـاءً
للمغيـبْ
|
فبـدتْ
للعيـن
فـي
مـرأىً
عجيـبْ
|
ودعـت
لبنـان
والعيـش
الخصـيبْ
|
وســماءً
عُمرهــا
فيهــا
يطيـبْ
|
فلــذا
اصــفرَّت
دليــلَ
الحَـزَنِ
|
إنمــا
الشــمسُ
وذاك
الإصـفرارْ
|
حينمـا
مـالت
وقـد
مال
النهارْ
|
شــهدتْ
كيــفَ
يحــول
الجلَّنـارْ
|
فـي
محيّـا
الصـبّ
حـالاً
للبهـارْ
|
ســاعة
الـبينِ
إذا
فيهـا
مُنـي
|
مثلهـا
فـي
البحـرِ
كانت
سائرهْ
|
تتهــادى
وهــي
فيــه
مــاخرهْ
|
فلـــك
فيهــا
فتــاة
ناضــرهْ
|
ذاتُ
حســـنٍ
وعيـــونٍ
ســـاحرهْ
|
وأخوهـــا
قرَبهــا
فــي
شــجنِ
|
قعــدَ
الحــظُّ
بـه
حتَّـى
اقتعـدْ
|
غــاربَ
الســير
ومَـنْ
جـدَّ
وجَـدْ
|
والـذي
لاقـاه
مـن
بعـض
الكمـدْ
|
لوعــة
لـو
هـيَ
بـالبحرِ
اتَّقـدْ
|
دون
إفناهـــا
فنــاء
الزمــن
|
ولــدُنْ
أقبــلَ
أهــلُ
المركــبِ
|
نحــوَ
لبنــانَ
وتلــك
الهضــبِ
|
هتفـــتْ
شـــوقاً
فتـــاةُ
الأَدَبِ
|
بـــاركِ
اللهــمَّ
أُمِّــي
وأبــي
|
ليعيشــا
بعـديَ
العيـشَ
الهنـي
|
وانثنت
تبكي
بكا
الطفل
الصغيرْ
|
بيـــن
نَــوحٍ
ووجيــبٍ
وزفيــرْ
|
سـلمت
بنـتُ
أبـي
المجدِ
الخطيرْ
|
هكـذا
يقضـي
علـى
الحرِّ
الضميرْ
|
هكــذا
يــا
قــومُ
حـبُّ
الـوطنِ
|
بلغـا
بعـد
العنـا
مـا
يقصدان
|
بملـــذات
الأمـــاني
يحلمــانْ
|
أَمِنَــا
شــرَّ
مُصــيباتِ
الزمـانْ
|
وبضــيمٍ
لــم
يكونــا
يعبــآنْ
|
ليعــــودا
للذيـــذ
الســـكنِ
|
إنمــا
الأيّــامُ
لا
تَبقــى
علـى
|
حالهـا
للمـرء
مـا
بيـنْ
الملا
|
بينمــا
الإنسـانُ
فـي
عيـشٍ
حلا
|
إذ
تــراهُ
يشــتكي
مــرّ
البلا
|
هكــذا
الــدنيا
وحـالُ
الزمـنِ
|
يــوم
حــرٍ
شمســه
ذات
ضــرامْ
|
أحرقـت
فـي
ذلـك
الجـو
الغَمامْ
|
دخلا
بيتــاً
علــى
بعـض
الأكـامْ
|
ليبيعــا
أهــل
ذيـاك
المقـامْ
|
مـا
اشـَتهوا
مـن
كـل
صـنف
حسنِ
|
كـان
فـي
البيت
فتىً
فذُّ
الخصالْ
|
ربُّ
جــاهٍ
وغنــىً
صـعب
المنـالْ
|
مـذ
رأَى
إِلا
بنة
من
أهل
الجمالْ
|
حـدثته
النفـسُ
فـي
نيلٍ
الوصالْ
|
لا
وربـــي
ليـــس
ذا
بــالهينِ
|
هــشَّ
للنـتِ
وقـد
حيّـا
الشـقيقْ
|
وهـــو
لا
يحســـبُه
إلاّ
رفيـــقْ
|
فأجـــابتْ
بمحياهــا
الطليــقْ
|
مــعْ
أخـي
مـولاي
أشـياءٌ
تليـقْ
|
بمقــام
الســيد
الحُـرّ
الغنـي
|
ســـحرتْ
أفكـــارَهُ
بنُــت
الأدبْ
|
بخطــابٍ
مــن
براعــاتِ
الطَلَـبْ
|
حســبَ
الـدينا
لـديها
والـذهب
|
قيمـــةً
تعــدلُ
مثقــالَ
حطــبْ
|
يــا
لــهُ
غِــراً
سـقيمَ
الفِطَـنِ
|
قـال
أبغـي
المشـترى
منـكِ
فكمْ
|
يـا
تـرى
هـذا
يسـاوي
مـن
قَيمْ
|
ثــم
هــذا
ثــم
هـذا
ثُـمَّ
ثُـمّ
|
فأجــــابته
فنادهـــا
نعـــمْ
|
وهـــو
مشــغولٌ
بشــيء
أحســنِ
|
هــاجهُ
مــرأى
محُيَّاهـا
البهِـي
|
واجتنـاءُ
الـوردِ
مـن
خـدٍ
شـهِيْ
|
فلـــديها
كـــانَ
كـــالمنتبهِ
|
وهــو
حقــاً
بالأمــاني
ملتــهِ
|
بأمــاني
نَيــلِ
مــا
لـم
يكـنِ
|
بينمــا
النفــسَ
يمنـي
بمنـاهْ
|
طامعــاً
يسـبح
فـي
بحـر
هـواهْ
|
إذ
دعـــاه
قولهــا
للإنتبــاهْ
|
كــلُّ
هـذا
سـيدي
منـي
اشـتراهْ
|
هــل
تــرى
يـأمر
لـي
بـالثمنِ
|
قــال
مــا
تبغيـن
كـي
أدفعَـهُ
|
ولهـــاً
أومــى
بــأن
تتبعَــهُ
|
هبـــت
البنــت
وســارت
مَعَــهُ
|
ليــس
تـدري
مـا
الـذي
أزمعَـهُ
|
مـــن
نوايــا
شــرِّه
والفتــنِ
|
وبهـــا
لَمّــا
خلا
بــاحَ
بمــا
|
يشــتهيه
ولـدى
البنـتِ
ارتمـى
|
زجرتـــهُ
إنمــا
مــا
أحجمــا
|
ودنـــا
مستشــهداً
رب
الســما
|
إنـــه
منــم
غيــه
لا
ينثنــي
|
أجفلـــت
فـــوراً
فتــاةُ
الأدبِ
|
وإليـــه
نظـــرت
فـــي
غضــبِ
|
ثـــم
قلـــت
إن
أمــي
وأبــي
|
غــــذّياني
طفلــــةً
بـــالأدبِ
|
خســئتْ
نفسـُك
يـا
هـذا
الـدني
|
إبتعــد
عنـي
فلـن
تحظـى
بشـيّ
|
طالمـا
بيـن
عروقـي
الـدمُ
حـيّ
|
شـــرفي
لا
إنمــا
أقــضِ
علــيّ
|
ثـم
نـادت
يـا
أخـي
هيّـا
إلـيّ
|
كــاد
هـذا
الوغـدُ
أن
يقتلنـي
|
ســمعَ
الصــوتَ
أخوهــا
فنـبرى
|
داخلاً
فارتـــاع
ممّـــا
نظــرا
|
أبصــر
النــذلَ
يهـزُّ
الخنجـرا
|
ثــم
ألفـى
أختَـه
فـوقَ
الـثرى
|
ودماهـــا
مثـــل
ســيلٍ
هتَــنِ
|
عشـتَ
لا
شـلَّت
لـك
الـدهرَ
يميـنْ
|
هكــذا
فليكــن
الشـهمُ
الأميـنْ
|
جـرَّدَ
السـيفَ
ونـادى
يـا
لعيـن
|
مُــتْ
وأَلْقـاهُ
علـى
الأرضِ
طعيـنْ
|
إنمـا
الموت
جزا
الواغد
الزني
|
ركـض
النـاسُ
علـى
هـذا
الصياحْ
|
وتعـالى
الصـوتُ
في
تلكَ
النَواحْ
|
أَبصـروا
صـاحبَهم
دامـي
الجراحْ
|
يُسـلم
الـروحَ
فـزادوا
بالنواحْ
|
يــذرفون
الــدمع
دمـع
الحَـزَنِ
|
هجمــوا
هجمـة
أنـذالِ
الرجـالْ
|
نحـو
ذاك
البطل
السامي
الخصالْ
|
أوثقـوا
أيـديه
في
ربط
الحبال
|
خســئت
أنفســُكم
ليـس
الكمـالْ
|
أن
تشــدوا
ســاعداً
لـم
يـوهنِ
|
ثــم
قـادوا
ذلـك
الشـهمَ
إلـى
|
أوليـاءِ
الأمـر
كـي
يلقى
البلا
|
عجبــاً
هــل
لــم
يغضـُّوا
خجلاً
|
أيجــــــازون
بمـــــوتٍ
بطلا
|
حـــالهم
تُــدهش
كــل
الفِطَــنِ
|
أيـن
تمشـي
يا
ترى
هذي
الصفوفْ
|
كلهـم
فـي
لفظـة
المـوت
هَتُـوفْ
|
ألِحــربٍ
قصــدَتْ
تلــكَ
الألــوفْ
|
لا
لَعَمْــرِي
إنمـا
ضـربُ
الـدفوفْ
|
بينهــم
ليــس
دليــل
الشــجن
|
مــا
تراهـم
وقفـوا
صـفاً
فصـفّ
|
فلــدي
ســرُّ
ذا
الأمــرِ
انكشـفْ
|
كـلُّ
هـذا
الجمـع
يـا
قـوم
عكفْ
|
ليــروا
بينهــمُ
مــوتَ
الشـرف
|
يـا
فـتى
لبنـان
مـت
لـم
تَهُـنِ
|