ستون، ما أنت ياستون ؟إنذار

في الستين:

عدن، يناير 1972

الأبيات 32
ســتون، مـا أنـت ياسـتون ؟إنـذار أن الــردى مقبــل والعيـش إدبـار
وأن تشــرين عــن كــانون حــدثنا مـن بعـد مـا غـاب فـي نيسان أيار
قــرأت عنــك ولا أدري مــتى قـرأت عينــاي عنــك فـإن الـذكر أطـوار
قـد أعـذر اللـه مـن مد السنين له ســتين والمــد فيمــا زاد إيثـار
ولــو تجلـى لـي المحجـوب مـافرحت نفسـي إذا مـد لـي في العمر مقدار
أنـى يكـون الـذي يـأتي الزمان به خيـرا مـن الـذاهب الماضـي فأختار
لـولا الأحبـة فـي الـدنيا لما بقيت لـي ليلـة مـن نميـر الحـب تمتـار
ليــل المشــيب بلا كــأس ولا وتــر والليـل عنـد الصـبا كـأس وأوتـار
قـالت هلـم إلـى الصـهباء قلت لها هيهــات إن شــراب الشــيخ أكـدار
لـم يبـق فـي ليلنـا كـأس ترف بها خمــر الــدنان ولا نــور ولا نــار
ولا النســائم يجلــو سـحرها سـحرا بــالعطر زهــر وبالألحــان أطيـار
لـم تبـق إلا البـواطي وهـي خاويـة إلا مـن الـذكر قـد غـامت به الدار
لــم تبــق إلا ســويعات نعـد لهـا عــد البخيـل إذا مـا ضـاع دينـار
إذا صـحونا، إذا نمنا، إذا ارتفعت أصــواتنا أو ســرى بـالهمس تيـار
مـا أقصـر العمـر مهما مد فيه لنا كأنمــا الميـل بعـد المـد أشـبار
تمضـي الثـواني ولـو قلنا سنحبسها لطـار بالقيـد بـل بالسـجن إعصـار
أنــى لهـا وقفـة والسـير ديـدنها فــي رحلــة كلهــا شــد وتســيار
تمضـي سـراعا فلا تـدري السنون لها إلا وقـــد غالهـــا طــي وإضــمار
فهـل درى المحتسـى والكـأس مترعـة أن الفــراغ بقــاع الكــأس مـوّار
وأن فــي قطــرة صــغرى تجيـش بـه دهــرا يحــدث عمــا فيــه أدهـار
مـن غيهـب القـبر مالسر المحيط به إن كـان للقـبر بعـد المـوت أسرار
مــاذا تريــدين ياســتون؟ عاصـفة مــن السـرور لهـا طبـل ومزمـار؟
والليـل قـد نـاح بـالأوزار فادحـة حـتى كـأن المنـى فـي الليل أوزار
لــن تســمعي غيــر آهــات مروعـة يشدو بها الركب إن حلّوا وإن ساروا
إنــا نســينا مـع الأيـام فرحتنـا لمــا نــأت بحـديث القلـب أوطـار
أيـام كنـا إذا طـاف الغـرام بنـا طـافت بـه مـن نـدي اللحـن أبكـار
أيـام كنـا إذا ضـاق الفضـاء بنـا لـم يبـق مـن فعلنـا بالليل أقطار
أيـام كـان الصـبا الريـان في شغل عنـا بليلـى ومـن بالدير قد داروا
لا يبــق مــن كـل مـا كنـا نـؤمله فـي الـدير بعـد الصبا والحب ديار
لــم يبــق مـن كـل ماكنـا نـؤمله إلا رســــــوم وأطلال وأطمــــــار
كنـا نغـالب فـي الخمسـين حيرتنـا واليـوم لـم يبـق في الستين محتار
فإنمــا هــي أوهــام نهيـم بهــا وإنمـــا هـــي أشــجان وأشــعار
محمد عبده غانم
15 قصيدة
1 ديوان
محمد عبده غانم الهاشمي الحسني:  الشاعر المشهور صاحب ديوان "على الشاطئ المسحور"  الذي أصدره عام  1946 ثم توالت دواوينه الشعرية السبعة وآخرها " الانامل الجافة"، وقد بعث إلينا نجله الأستاذ الشاعر شهاب غانم بسيرة له مختصرة وفيها:

محمد عبده غانم الهاشمي الحسني في 15 يناير 1912 في عدن وتوفي في 9 أغسطس 1994 في صنعاء ودفن فيها في مقبرة خزيمة.

كان أول خريج من جامعة حديثة في الجزيرة العربية فقد حصل على شهادة بكالوريوس آداب بدرجة ممتاز من الجامعة الامريكية ببيروت عام 1936 وكان الأول على كلية الآداب. كما نال دبلوم ما بعد التخرج في التربية من جامعة لندن عام و1949 وشهادة بكالوريوس آداب بدرجة الشرف الأولى في اللغة العربية من جامعة لندن ثم شهادة الدكتوراه في الفلسفة في آداب اللغة العربية من جامعة لندن عام 1969

كان أول عربي يعمل مديرا للمعارف بعدن وأول عربي يعمل رئيسا لمجلس إدارة ميناء عدن الشهير وكان أول من يصبح بروفسورا من أبناء اليمن. 

عمل أستاذاً بدرجة بروفسور ورئيس قسم اللغة العربية في جامعة الخرطوم 1974-1977 

ثم أستاذ الادب العربي وعميد كلية التربية بجامعة صنعاء 1977-1980

ثم المستشار الثقافي بسفارة اليمن في دولة الامارات العربية المتحدة 1980-1984

ثم استاذ الادب العربي ومستشار مدير الجامعة وأول عميد لكلية الدراسات العليا بجامعة صنعاء حتى وفاته.

معلومات أخرى

 _ كان أهم مؤسسي ندوة الموسيقى العدنية عام 1949 ومعه الفنان خليل محمد خليل وكتب كلمات أول أربع أغنيات عدنية ثم كان من مؤسسي الرابطة الموسيقية العدنية عام 1951 وغنى له عدد كبير من الفنانين اليمنيين أكثر من 50 اغنية منهم خليل محمد خليل، وأحمد سالم بامدهف، ومحمد سعد عبدالله، وأحمد بن أحمد قاسم، وفرسان خليفة، 

_ حصل على العديد من الجوائز ومنها الجائزة الاولى للشعر من جمعية العروة الوثقى ببيروت عام 1936 وخمس جوائز عالمية ومحلية للشعر من هيئة الاذاعة البريطانية خلال سنوات الحرب العالمية الثانية 1940- 1945

_  ومنح وسامين من الملكة اليزابيث الثانية لخدماته في حقل التعليم أحدهما بدرجة قائد عام 1961

- ووسام الآداب والفنون من رئيس جمهورية اليمن الديموقراطي عام 1989 قبيل الوحدة. كما نال تكريمات عدة في حياته وبعد وفاته ومن هذه تكريم من مؤسسة أحمد جابر عفيف

_ ترأس نادي صيرة للتنس منذ تأسيسه في الخمسينيات الى ان غادر عدن عام 1972 

_ وأسس وترأس مؤسسة نوادي الاحداث لسنوات طويلة 

_ ترأس نادي الاصلاح بالتواهي عدة سنوات وكان والده السيد عبده غانم عضو المجلس التشريعي والكنترول أول رئيس لذلك النادي

_ شارك في عشرات المؤتمرات التعليمية والادبية في دول عديدة ومنها مهرجان شوقي وحافظ في مصر وندوة الهمداني في صنعاء كما ساهم في عدد من المشاريع الثقافية ومنها معجم قابوس للاسماء العربية  

_ شارك في تأسيس اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين عام 1970

_ نشرت قصائده ومؤلفاته في الصحف والمجلات والدوريات العلمية في مختلف البلدان ومنها فتاة الجزيرة والرسالة والاديب والآداب والعربي والدوحة والشعر

_ الف أكثر من عشرين كتابا وقد نشرت بعض كتبه دور نشر رئيسية مثل دار المعارف بمصر ودار العلم للملايين ببيروت ودار العودة ببيروت وأهم مؤلفاته هي (وبعضها نشر بعد وفاته):

دواوين شعرية

1- على الشاطئ المسحور 1946

2- موج وصخر، تقديم إبراهيم العريض 1962

3- حتى يطلع الفجر 1970

4_ في موكب الحياة 1973

5_ في المركبة 1979

6_ الموجة السادسة 1985

7_ الانامل الجافة، تقديم د. شهاب غانم 1999

8_ الاعمال الشعرية الكاملة (7 دواوين) تقديم د. عبدالعزيز المقالح 2004

11- أغنيات الشاعر اليمني الدكتور محمد عبده غانم، إعداد د. نزار محمد عبده غانم 2010

مسرحيات الشعرية:

1_ سيف بن ذي يزن 1964، 1986

2_ الملكة أروى، تقديم د. خاد المبارك 1976

3_ عامر بن عبد الوهاب 1976

4_ فارس بني زبيد تقديم د. رجاء عيد 1985،1984

5_ الثائر الاحمر 1999

6_ المسرحيات الشعرية الكاملة: جمع وتقديم د. شهاب غانم 2009

كتب النثرية:

1_ قواعد لغة عدن (بالانكليزية) 1943

2_عدني يتحدث عن البلاد العربية والعالم 8 طبعات منذ 1952

3_ لغة عدن للمبتدئين (بالانكليزية) عدة طبعات منذ 1955

4_ شعر الغناء الصنعاني تقديم د. شوقي ضيف ، طبعات عديدة منذ 1973

5_ زمان الصبا (تحقيق) 3 طبعات منذ 1981

6_ صنعا حوت كل فن (تحقيق) 3 طبعات منذ 1983 

7_ مع الشعراء في العصر العباسي 1985

8_ دراسات في الشعر واللغة جمع د. شهاب غانم 1999

ألف عنه بعض الباحثين عددا من الكتب والأطروحات منها: 1-    د. عصام غانم : سيرة الدكتور محمد عبده غانم الشاعر والأستاذ والتربوي (ثمانون عاما من حياة الدكتور محمد غانم) ، دار مرلين للكتب، بريطانيا، 1991.

2-    د. محمد صالح الريمي : محمد عبده غانم ، حياته وشعره (1912-1994) ، رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في اللغة العربية ، إشراف البروفسور عزالدين الأمين ، جامعة الخرطوم ، 1999.

3-    د. أحمد حامد محمد حجازي : محمد عبده غانم شاعرا ، أطروحة مقدمة لنيل درجة الماجستير ، إشراف أ.د. صلاح الدين محمد الهادي ، جامعة القاهرة ، كلية دار العلوم ، قسم الدراسات الأدبية ، 2002.

4-    عبد الباسط عبد الحميد غالب: شعر محمد عبده غانم بين التقليد والتجديد، رسالة جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها، إشراف الأستاذ المساعد د. عبد الرحمن عمر عرفان، جامعة عدن، كلية التربية- قسم اللغة العربية، 2005.

5-    د. شهاب غانم : صورة مدينتين- عدن وصنعاء في شعر د. محمد عبده غانم ، دبي، 2007.

6-    أ. د. أحمد علي الهمداني: محمد عبده غانم شاعرا وكاتبا مسرحيا، البدايات والنهايات، 2012
1994م-
1415هـ-