الأبيات 49
عشت يا قيس وعاشت فيك آمال البلاد | |
فلقد حققت بالسبق أماني الفؤاد | |
أين مثلي اليوم في الآباء مرفوع العماد | |
هكذا فليكن الأبناء في نهج الرشاد | |
أنت من أبناء عدنان وشداد وعاد | |
زاحموا الناس إلى نيل العلا في كل وادي | |
كم حمدت الله يا قيس لتحقيق المراد | |
فهو ذو الإحسان والفضل على كل العباد | |
من يثق فيه ينل خير معاش ومعاد | |
عشت يا قيس وعاشت للعلا الأم الحنون | |
كم قضت من أجلك الليل تناجيها الظنون | |
ولكم سال على الخد لها دمع هتون | |
همها يا قيس أن تحيا عزيزا لا تهون | |
هي تخشى نكبات الدهر والدهر خؤون | |
لكن الله سيرعاكم جميعا ويصون | |
كن لها ياقيس في محنتها نعم المعين | |
كن لها في غيبتي سلوى إذا ازداد الحنين | |
وإذا هاج بها الشوق وأشجتها الشجون | |
فلتكن في الصبر صوانا صليبا لا يلين | |
عشت يا قيس وعاشت لك إخوان صغار | |
مثل ورق الروض قد رف عليها الجلنار | |
بهجة العيش إذا ما أفسد العيش الكبار | |
خافقي من شدة الشوق إليهم مستطار | |
وحياتي ذكرهم دوما وقد شط المزار | |
قل لهم ياقيس إن البعد للعاشق نار | |
وارعهم عند غيابي أين ما حلوا وساروا | |
لا تقل حملني العبء فما في العبء عار | |
أنت من نسل الأولى قد حملوا الهم وطاروا | |
لم يكن من شأنهم في صغر السن الصغار | |
عشت يا قيس وعاشت فيك أسرار الكمال | |
عشت سباقا لأقرانك في كل مجال | |
هذه فاتحة الخير وعنوان المقال | |
أملي يا قيس في سعيك للعلياء عالي | |
لا تقل حملني في صغري هم الرجال | |
أنت ممن حملوا الهم كأمثال الجبال | |
ومشوا في المسلك الوعر إلى زهر المجالي | |
لم يثبط عزمهم خوف ولم يخطر ببال | |
فاصطبر يا قيس ليس المجد بالسهل المنال | |
وعلى الرحمن أن يرعاك لي في كل حال | |
عشت يا قيس لمن يدعو لك الله السلاما | |
لأب قد ذاب في الغربة وجدا وهياما | |
فارق الشرق لكي يدرك في الغرب المراما | |
كم يلاقي في ضفاف "التيمز" فناً ونظاما | |
" لندن " عاصمة الدنيا لمن شاء المقاما | |
لكن القلب على قمة " شمسان " أقاما | |
فإذا ما خيم الليل تلوى وترامى | |
ليس يدري من عذاب كيف يحيا وإلاما | |
كاد لولا أمل في وصلكم يقضي غراما | |
عشت ياقيس له حتى يوافيكم دواما |