إلام إلام ظلماً يا حسودُ
القصيدة 80 ص 173 أهم قصائد الديوان وتقع في 67 بيتا يرد فيها على أحد المفترين وقد ثلب ملته وواصل بأذاه الكنيسة الكاثوليكية وفيها قوله:

حللتَ من الكنيسةِ في ذراها         فما لكَ عن محجَّتِها تَحيد

هبوطُ المرء يستثنيه عارٌ         كما استثناه من قبلٍ صعود

قد استسقيتَ منها خيرَ قَطرٍ         وماؤك بعدها ماءٌ صديد

فإني لا أرى فيها يهوداً         وقد تُهجَى فهل فيها يهود

علامَ تهانُ منك وأنت منها         محلُّ ابنٍ له حظٌّ سعيد

أترميها بسهم الذمِّ عمداً         تروحُ وأنت فتّاكٌ عميد

ألا يا سائراً غرباً وشرقاً         شروداً شانَهُ فعلٌ شرود

كأنك في مهبِّ الريح غصنٌ         فغصنُك كيفما هبَّت يميد

تذمُّ الشرقَ في غربٍ وتهجو         حواشي الغرب والمعنى بعيد

تريد ولا تريد وأيَّ خيرٍ         تريدُ وأنت ممن لا يريد

أتيت مُلوَّناً في كل فنٍّ         ولم يُعجَمْ لما تأتيه عود

وتمشي مشية السرطان فينا         بإقبالٍ وإدبارٍ ينود

فطوراً بالمشارق مُستكِنٌّ         وطوراً بالمغارب مستفيد

ثلبتَ من الكنيسة بعضَ قومٍ         همُ فيها طريفٌ أو تليد

هُمُ فيها البنونَ وأنتَ سِقطٌ         وشتان الثعالبُ والأسود

هجوت الروم والإفرنج طرّاً         وتزعمُ أنه فعلٌ حميد

تبرأت العدالة من بنيها         كما يتبرأ العهد الجديد

فهذي ناركم وبها خمودٌ         فكيف إذاً وليس بها خمود

ثلبتَ كنيسةَ اللَه المرَجَّى         بها ملِكٌ سماويٌّ سعيد

بزعمك أنها غَشَّت وغُشَّت         كما قد قال كَلْوينُ العنيد

قال الشرتوني: (كلوين مبتدع ولد سنة 1509 أنكر الرئاسة البطرسية وسر الاعتراف والاستحالة وجميع ما قررته المجامع العامة، وقال: إن ما لا ينص عليه الإنجيل فليس من أصول النصرانية وتوفي يوم 26/5/ 1564 ) قلت: وهو معاصر للوثر (1483 – 1546م)

وفي قصيدة لاحقة يحذر جرمانوس من لوثر وكلوين في بيت واحد وهو قوله:

لُوتاريوس ذاك الغبي       كَلْوين ذاكَ الأُفعُوان

الأبيات 67
إلام إلام ظلمــاً يــا حسـودُ وعنـدكمُ الأمـاني البيضُ سودُ
نكثـتَ بذمـة الإيمـان غـدراً حنانَيـكَ الحسـودُ فمـا يَسودُ
حللـتَ من الكنيسةِ في ذراها فمـا لـكَ عـن محجَّتِهـا تَحيد
أمـا واعـدتَها بثبـات عهـدٍ فـأين العهـدُ منكم والوعود
أمـا أوصدتَ بابَ الغدر جُهداً فـأين الجُهـدُ منكم والوصيد
هبـوطُ المـرء يسـتثنيه عارٌ كمـا اسـتثناه من قبلٍ صعود
قـد استسـقيتَ منها خيرَ قَطرٍ ومــاؤك بعـدها مـاءٌ صـديد
فــإني لا أرى فيهـا يهـوداً وقـد تُهجَـى فهـل فيها يهود
علامَ تهـانُ منـك وأنـت منها محــلُّ ابــنٍ لـه حـظٌّ سـعيد
أترميهـا بسـهم الـذمِّ عمداً تــروحُ وأنــت فتّـاكٌ عميـد
فــإن البغـيَ مصـرعُه قريـبٌ لـه فـي الثـأر جبـارٌ عنيد
أهنـت الجـزءَ منهـا فهو كلٌّ وذم الكــلِّ فـي جـزءٍ مزيـد
ألا يـا سـائراً غربـاً وشرقاً شــروداً شــانَهُ فعـلٌ شـرود
كأنـك فـي مهـبِّ الريـح غصنٌ فغصــنُك كيفمـا هبَّـت يميـد
تـذمُّ الشـرقَ فـي غربٍ وتهجو حواشـي الغرب والمعنى بعيد
تريــد ولا تريــد وأيَّ خيـرٍ تريــدُ وأنـت ممـن لا يريـد
إذا كـان المـرائي مستريباً فلا يبــدو لــه رأيٌ ســديد
ألا يـا اَبا بَراقِشَ قد تناهى بـك المكرُ المزيد المستزيد
أتيــت مُلوَّنـاً فـي كـل فـنٍّ ولـم يُعجَـمْ لمـا تأتيه عود
وتمشـي مشـية السرطان فينا بإقبـــالٍ وإدبــارٍ ينــود
فطــوراً بالمشــارق مُسـتكِنٌّ وطــوراً بالمغـارب مسـتفيد
وتـذهب بالأمانـة بيـن هـذا وذاك وأنــتَ دونَهمـا طريـد
ثلبـتَ مـن الكنيسة بعضَ قومٍ هــمُ فيهـا طريـفٌ أو تليـد
هُـمُ فيهـا البنونَ وأنتَ سِقطٌ وشــتان الثعــالبُ والأسـود
إذا كـان الـدخيلُ بغير أصلٍ يقيـه جـفَّ مـن مجنـاه عـود
إذا النخّــاس أبصـرَه رقيـقٌ ولـو سـَيداً لقـال اَنّي مَسود
رأينـا قبلَكـم قومـاً مثالاً هُـمُ فـي معـرض المعنى شهودُ
هجـوت الـروم والإفرنـج طرّاً وتزعــمُ أنــه فعــلٌ حميـد
قصـارى مُنيَـتي أنـي أراكـم علــى رأيٍ لكـم فيـه وجـود
تـبرأت العدالـة مـن بنيها كمـا يتـبرأ العهـد الجديد
وأضـحى الحـق مُنسدَّ النواحي فـولَّت عـن منـاهجه الوفـود
وردَّ الخُلـفُ وجـهَ الحقِّ ظَهراً ولـم يـكُ قبلكـم عنـه رُدود
وقـد خفقت بنود الجَورِ نصراً وقـدماً أخفقـت منـه البنود
فهــذي نـاركم وبهـا خمـودٌ فكيـف إذاً وليـس بهـا خمود
تركــت حــدودَ آبـاءٍ كـرامٍ لهـم في ذروة الفضلِ الحدود
دواعـي الكبر حين نَمَت ألَمَّت بقلــبٍ قــد تغشــاه كُمـود
فلا تكبُــرْ فــإن أبـاك أرضٌ ولا تفخــر فأصـل القَـزِّ دود
فــأرضٌ لا تُـرِي عُشـباً سـباخٌ وغيـــثٌ لا يروّيهــا هُمــود
وعقــلٌ لا يـرى العقلاءَ جهـلٌ وفكــرٌ غيــر وقّــادٍ بليـدُ
لقـد أرهفـتَ يـا هذا لساناً صـداه الـذمُّ إن صدِئ الحديد
ثلبـتَ كنيسـةَ اللَـه المرَجَّى بهــا ملِــكٌ ســماويٌّ سـعيد
بزعمــك أنهــا غَشـَّت وغُشـَّت كمـا قـد قال كَلْوينُ العنيد
فـواجِئُ لـن يراهـا أهلُ فضلٍ وإيمــانٍ لهــم فيـه جـدود
فأسـتحيي بهـا بين البرايا كــأني بطـرسٌ وهـيَ الجحـود
فهــل خــلٌّ يبلِّغُنــي مسـاءً إلـى مـن كـان لي معه عهود
لأنشـدَهُ مـع السـارين بيتـاً لــه فـي كـل قافيـةٍ قصـيد
لـه فـي كـل نظـمٍ كـلُّ معنىً كــأني حيــن أُنشـدُه لبيـد
أتنكــر حــقَّ قــدّيسٍ طهـورٍ لـه فـي بِيعَـة الأبكـار عيد
لـه فـي مَـدرَجِ الأبـرار سطرٌ لــه أحبارُنـا أبـداً شـهود
لــك البطريـقُ شـيطانٌ مضـلٌّ ولـي القـديسُ يوحنّـا رشـيد
أتتبـع مُبـدِعاً أغـواك مَكراً وتــترك بِيعـةً فيهـا عَمـود
فلا تــرج السـلامَ بـدار شـرٍّ بهــا منهــا ملائكـةٌ قـرود
هـداك اللَـه يا من ضل طوعاً بــرأيٍ مُبــدَعٍ فيــه جمـود
أليـس المبـدعون ذوي عنـادٍ وكــلٌّ منهــمُ بــاغٍ عنيــد
أطـع رأي الخلافـة في بنيها ولا يـذهب بـك الرأي الجديد
إذا قــالت حـذامِ فصـدِّقوها فمـا قالت هو القولُ الوكيد
وكُــلٌّ عزمُــه فيــه قصــورٌ وكــلٌّ نــارُه فيهــا خمـود
وكــلٌّ رأيُــه فيــه فســادٌ وكــلٌّ عقلــه فيــه ســُمود
أيـا مُلقـي الشكوك فلا سلاماً ولا رَعيـاً إذا قـام الرُقـود
بيــومٍ لا تـرى فيـه مجـالاً ووقــتٍ لا يكــون لـه محيـد
فإعــذرني أخــيَّ ولا تلمنـي فجــرحُ الحـقِّ مـألمُه شـديد
فكنـتُ أظـنُّ تـاجي فوق رأسي فهبــهُ كــان لكـن لا يفيـد
وكنـت إخـالُ راعينـا أميناً ولكــنَّ الأميــن لــه عهـود
وكنـت أعـدُّ رأسـي لي ودوداً فلا وأبيـك مـا نفـعَ الودود
إذا كـان الإمـام بغيـر فضلٍ وإيمــانٍ فمحرابـي الصـدود
دعـوني مـن محاكمـة الأعادي لهـــم ربٌّ يَــدينهمُ عتيــد
كفى الإنسان يوم الدين فِعلاً لــه فضــلٌ وإيمــانٌ وطيـد
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها: