أَيُلامُ بِشرٌ بالهوى وهوَ الفتى

القصيدة في الديوان ص7  وقد ختم عروضها بالمقصور وضروبها بالممدود من المقصور ذاته، ألفها سنة 1713م

قال الشارح في شرح البيت 19 (ص9)

إن كان عَقلكَ مُقفِراً كالدَوبَرى       تُضحي ورَأيُكَ دَوبَراءُ الراءِ

 الدوبراء: تغيُّر الرأي

 
الأبيات 32
أَيُلامُ بِشــرٌ بــالهوى وهــوَ الفـتى وقـــد اســـتقام مُــدجَّجاً بفَتــاءِ
كـم مثلـهُ لَمّـا تنـاهى فـي الهـوى جَهلا هـــوى عـــن شــامخاتِ هَــواءِ
مَـن كـان أشـبهَ فـي مسـاعيهِ العفى لــم يــدرِ مـا سـيكون بعـد عَفـاءِ
فـي مَوقِـفٍ فيـه النفـوسُ علـى رَجـا والنــاس فــي بُــؤسٍ وقطــعِ رَجـاءِ
يومــاً يعــود ممزقـاً تحـت الـثرى وثـــراؤه قــد عــادَ شــَرَّ ثَــراءِ
يضــحي رميمــاً سـائلاً تحـت الصـفا يـا ابـن المـودة أيـن صـفوُ صـَفاء
قـد زال عمّـا كـان فيـه مـن السَّنا فغــدا بغيــر ســَنىً وغيــر سـَناء
أنـت البَـرَى ولـذا تصير إلى البَرى لا تطمعـــــنْ بســــلامةٍ وبَــــراء
مـا كـان أحسـن لـو تنـاولتَ الخَلى متنســـــــكاً متوحـــــــداً بخَلاءِ
مـا كـان أحسـن لو أصختَ إلى الوَحى أُذُنـــاً وكنـــت ملبيـــاً بوَحــاءِ
إن الــدُّنا فـي غشـِّها شـبهُ السـَّقى تصــــطادُ عقلاً أهوجــــاً بســـَقاءِ
يتــبرقع الإنســانُ فيهــا بـالعَمى وعمـــى البصــيرة مشــبهٌ لعَمــاءِ
فـانهض وتُـب واسـتجلِ عينَـك بالجلا إن خفــــتَ ديّانــــاً ويـــومَ جلاءِ
وارضَ الـدنِيَّ مـن الـدُّنا قُوتَ الفنا فمصــــيرُ كـــل مســـرَّةٍ لفنـــاءِ
مـن كـان يرضـى بالـدنيِّ مـن الفضا يجــدِ المنــى فــي نيّــرات فضـاء
فافزع إلى المولى العزيز من الذَّكا إن كنـــتَ متصـــفاً بحســن ذكــاء
فالعـالم النحريـرُ ضـاقَ بـه الملا شــوقاً الــى مــن فيــه كــلُّ مَلاءِ
فــارغب الـى مـولاك تظفـر بالجَـدى فــالنفس مــن جــدواهُ ذاتُ جــداءِ
إن كــان عَقلــكَ مُقفِـراً كالـدَوبَرى تُضـــحي ورَأيُــكَ دَوبَــراءُ الــراءِ
كـم جاهـلٍ قـد مـالَ مـع ريحِ الصَبا وأطـــاعَ فيـــه عُنفُـــوانَ صــَباءِ
بــاعَ الــتيقُّظَ والتحــرُّزَ بـالكَرى لــو شــاءَ كــان موازنــاً بكَـراءِ
مُتَملمِلاً كـــالمَعزِ مــن داءِ الأَبــا متهشـــــِّماً متحطِّمــــاً كَأَبــــاء
يـا جـائلاً قـد تـاهَ فـي عُرضِ اللِوى وغِنــاهُ أخفَــقُ مــن خُفــوقِ لِـواءِ
قـد طالمـا ضـلَّ الفـتى بهوى الغِنى مــن مُلهِيَــيْ فَخــرٍ وحُســنِ غِنــاءِ
فــدَعِ الــوَنى متنشــِّطاً إن الإِنــى تَمضــي ســُدىً فَــالعُمرُ رَشـحُ إِنـاءِ
لا تَنظُـرَنَّ مـن الرجـال إلـى اللِّحـى كـــم لِحيـــةٍ مشـــحونةٌ بِلِحـــاءِ
قــد أَحـدَقَت بِفِنـاك أَشـراكُ العِـدى فالســيفُ لــم يســبُقهُ عَـدوُ عِـداءِ
فــاهجُرْ فـديتكمُ المنـازلَ والبِنـى ودَعِ التـــأَنُّقَ مــن بِنــىً وبِنــاءِ
ودَعِ الكِــبى مُتَنَمِّقـاً لِـذَوي الكِـبى ثــم الكِبــاء دُخــان غيــرِ كِبـاءِ
أَوَمـا رَأَيـتَ المـاءَ فـي ظِـلِّ الرِوى يحتـــاجُ فيــهِ إلــى رِشــاءِ رِواءِ
يــا صـادراً رَيّـانَ عَـن مـاءِ الأَضـا ألآنَ مـــاؤُكَ ليـــس مـــاءَ أَضــاءِ
تُـب وابـكِ نُحْ بُحْ تَمحُ من ذاك السَحا ذَنبــاً دَهــاكَ بِمَنظــرِ اِبـنِ سـَحاءِ
جرمانوس فرحات
375 قصيدة
1 ديوان
جبرائيل بن فرحات مطر الماروني. أديب سوري، من الرهبان، أصله من حصرون (بلبنان) ومولده ووفاته بحلب. أتقن اللغات العربية والسريانية واللاتينية والإيطالية، ودرس علوم اللاهوت، وترهب سنة 1693م ودُعي باسم (جرمانوس) وأقام في دير بقرب (إهدن) بلبنان، ورحل إلى أوربة، وانتخب أسقفاً على حلب سنة 1725م. له (ديوان شعر-ط)، وله: (بحث المطالب-ط) في النحو والتصريف، و(الأجوبة الجلية في الأصوال النحوية-ط)، و(إحكام باب الإعراب-ط) في اللغة، سماه (باب الإعراب)، و(المثلثات الدرية-ط) على نمط مثلثات قطرب، و(بلوغ الأرب-خ) أدب. (عن كتاب الأعلام للزركلي) وفي كتاب (أعلام الأدب والفن) للمرحوم أدهم الجندي ترجمة مميزة له جديرة أن تنقل إلى هذه الصفحة قال:

المطران جرمانوس فرحات 1670-1732

مولده ونشأته-. هو أحد أعلام العرب الأفذاذ في عصره، ولد في حلب في 20 تشرين الثاني سنة 1670م، وأسرته لبنانية قديمة الأصل كانت نزحت إلى حلب واستوطنتها، درس العلوم العربية على أعلام عصره ونبغ وفاق، وقد زهد في الحياة الدنيا الزائلة، فنزح إلى لبنان سنة 1695م وسيم كاهناً، وفي سنة 1711م قام برحلة إلى روما وأسبانيا وتعمق في دراسة فلسفة اللاهوت، ثم عاد إلى لبنان سنة 1716م وتولى الرياسة العامة على الرهبانية المارونية الحلبية، ثم انتخب رئيساً عاماً لها، فمطراناً على حلب في 19 تموز سنة 1725م ودعي باسم جرمانوس.

آثاره العلمية والأدبية-. يعتبر المترجم من أنبغ رجال عصره في علمه وأدبه، وقد جادت قريحته الجبارة بمصنفات بين مؤلف ومترجم ومعرب، فبلغ عددها (104) أثراً، أهمها 1- كتاب الرياضة 2- مختصر سلم الفضائل 3- المحاورة الرهبانية 4- مجموع قوانين الرهبانية، 5- التحفة السرية لإفادة المعرف والمعترف 6- فصل الخطاب في صناعة الوعظ 7- رسالة الفرائض والوصاية 8- رسوم الكمال 9- المثلثات الدرية 10- بحث المطالب 11- رسالة الفوائد في العروض 12- التذكرة في القوافي 13- الفصل المعقود في عوامل الإعراب 14- بلوغ الإرب في علم الأدب 15- الإعراب عن لغة الإعراب وهو معجم 16- الأجوبة الجليلة في الأصول النحوية 17- الأبدية 18- ميزان الجمع 19- تاريخ الرهبانية المارونية 20- السنكسار في أخبار القديسين 21- سلسلة البابوات عصراً فعصر 22- العهد الجديد. وأكثر هذه الآثار العلمية والأدبية مطبوعة مرات.

أدبه-. 23- له ديوان شعر نفيس يدل على تضلعه في اللغة العربية وأسرارها، وفي عام 1924م أقيم لهذا العلامة النابغة في مدينة حلب تمثال بمناسبة الذكرى المئوية لوفاته تخليداً لآثاره ومآثره العلمية الفذة.

وفاته-. وفي تموز سنة 1732م رحل إلى عالم الخلود بعد جهاد متواصل في خدمة الفضيلة والعلم والأدب.

 
1732م-
1145هـ-

قصائد أخرى لجرمانوس فرحات

جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
القصيدة الأولى في مدح السيد المسيح قالها في حلب سنة 1695م معارضا همزية البوصيري (كيف ترقى رقيك الأنبياء) وفيها يضمن البيت:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات
ص11 في مدح المطران عبد الله الحلبي معرضا بوقعة عرضت له سنة 1719م منها:
جرمانوس فرحات
جرمانوس فرحات

الديوان ص12 قصيدة على لسان السيد المسيح يتهدد فيها الزناة سنة 1713م  والنغول في البيت الأول: المولودون بزواج غير شرعي وفيها قوله: