الأبيات 22
اللَــهُ أكــبرُ مــن وَجــدٍ أُقاسـيهِ ومِــن زَفيــرٍ بِنــارِ الصـَدِّ يُـورِيهِ
ومِـن لَهِيـبٍ يَشـِبُّ اليـومَ فـي كَبـدِي ومِــن غــرامٍ وَشــَوقٍ لســتُ أُحصـِيهِ
ومِــن ســَعيرٍ بَــرى قَلــبي تَوقُّـدُه ومِـــن غليـــلٍ وحــزنٍ زائدٍ فيــهِ
أَشـكُو إِلـى اللَـه ذاكَ الحِبَّ مُبتعداً فَمـا احتِيـالي فقلـبي ليـسَ يُسـليهِ
تَوقَّــدَ الجمــرُ فـي قلـبي لفُرقَتِـهِ فليتَـــهُ بلَذيــذِ الوصــلِ يُطفيــهِ
جَــرت عيـونِيَ دَمعـاً فاسـتَحالَ دمـاً مِـن شـدَّةِ الوَجـدِ عَـلَّ الحـبَّ يشـفيهِ
يـا ذا الغَـزالُ لِمـاذا كُنتَ تَجفُوني بعــدَ الوصـالِ أَذَنبـاً كنـتُ جـانِيهِ
إِن كـانَ حقّـاً فَمِنـكَ العفـوُ عن دَنِفٍ واخــشَ الإِلَــه ولا تُشــمِت أَعَــادِيهِ
وامنُــن عليــهِ بِوصـلٍ مِنـكَ إِنَّ لـهُ قلبــاً سـَقيماً لعـلَّ الوصـلَ يُـبريهِ
لِلَّــهِ ظَــبيٌ رَمــي قلــبي بأسـهُمِهِ ومنــهُ ســَهمٌ لقلــبي كـانَ يكفِيـهِ
ظَــبيٌ غَـدا بِثيـابِ الحُسـنِ مُرتـدياً إذ ليــسَ ظــبيٌ تـرى فيـهِ يُحـاكِيهِ
البـــدرُ يُخجِلُـــهُ مِنـــهُ تَــدلُّلُهُ والغُصـــنُ يفضـــَحُهُ مِنــهُ تَثنِّيــهِ
تَخشـَى علـى خَصـرِهِ إِن مـالَ مِـن طربٍ مِـن ثقـلِ أردافِـهِ أو مـالَ مِـن تِيهِ
آهـاً سـَقاني الهَـوى كأسـاً سكرتُ به فليتَـــهُ لخَليلـــي كــانَ يَســقِيهِ
لعلَّــهُ حيــنَ يـدعُوهُ الهـواءُ إلـى وصــلي يكــونُ لــه مِثلــي يُلَبِّيـهِ
يـا لَهـفِ نَفسي لفخرِ النَهدِ منهُ كذا ورد الخُــدودِ عســانِي مِنـهُ أجنيِـهِ
إِن زادَ في البُعدِ زاد الشَوقُ واتَّقَدَت نـارُ الغَضـا فـي فُـؤادي مِن تَناسِيهِ
قَـد لامَنـي في الهَوى ذاكَ الخَلِيُّ عَسى أنّــي أراهُ يُقاســي مــا أُقاســيهِ
يـا ذا النَسـيمُ عَليـهِ إن مَـرَرت بِهِ اقــرأ ســَلامي وحَــيِّ مَــن يُحَيِّيــهِ
وَقــل لــهُ ذلــك المِسـكينُ مُنشـَغِفٌ وصــِف لــهُ مِــن جَـواهُ مـا أُلاقيـهِ
لا زالَ ربِّـــيَ مــا أضــحَت مُطوَّقَــةٌ تشــدُو بِصــَوتٍ لهـا أو مـا تُثنِّيـهِ
يكلاهُ مِـــن ضــُرِّ شــانِيهِ وحاســدِهِ ومِـــن عَـــدوٍّ ولِلأَشـــرارِ يَكفيــهِ

عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك، من بني تميم.

ولد في مدينة الأحساء، ونشأ بين أسرته، فحفظ القرآن الكريم، وتلقى العلوم الأولية من قراءة وكتابة في المدارس الأهلية، ثم قرأ الفقه والتفسير والحديث على والده.

رحل إلى أبوظبي مدرساً ومرشداً بطلب من أهلها، فكانت حلقته تضم كثيراً من طلاب العلم والراغبين فيه.

له شعر جيد.

1923م-
1342هـ-

قصائد أخرى لعبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك