الأبيات 29
يـا نَـدِيمي قَد سَبَتنِي غَـــادَةٌ شــِبهُ الهِلالِ
تَيَّمَتنِــي حِيـنَ أَضـحَت تَتَثَنَّــــى مِـــن دَلالِ
يــا لَهَـا خَـدٌ أَسـِيلٌ مَــع رُدَيفــاتٍ ثِقـالِ
وَلَهــا خَصــرٌ لَطِيــفٌ مــــائِلٌ للانتِحـــالِ
وَلَهــا كَشــحٌ هَضــِيمٌ وَجَبِيــــنٌ كـــالهِلالِ
يـا لَهـا ظَبيَـةُ إِنـسٍ قَـد حَـوَت تاجَ الجَمالِ
حُسـنُها قَـد فـاقَ طُرّاً حُســنَ رَبَّـاتِ الحِجَـالِ
إِنَّهــا خَــودٌ عَــرُوبٌ مِـن عَـدِيمَاتِ المِثـالِ
لَيتَهـا تَرثِـي لِمَن هُو عَـن هَواهَـا غَيـرُ سالِ
وَعَســى للصــَبِّ يَومـاً تُســـعِفَنهُ بالوِصــالِ
وَتُعـــاطِيهِ كُؤُوســـاً مِــن ثَنايــا كـالَّلآلِ
أَشـتَري مِنهـا رِضـَاها بِحَيَــاتِي ثُــمَّ مَـالِي
لَـم يَلَـذَّ العَيشُ صَفواً مُــذ تَصــَدَّت لِقِتَـالِي
خَلَّفَتنِــي إِلــفَ سـُهدٍ طُــولَ لَيلِـي فِـي مَلالِ
أَوقَدَت في القَلبِ جَمراً مِـن جَوَاهـا بِاشـتِعَالِ
غــادَرَت دَمـعَ جُفُـونِي فـي انسـِجامٍ وانهِمَالِ
وَرَمَــت قَلبِــي بِسـَهمٍ مِــن لِحَـاظٍ كالنِبَـالِ
صـــَيَّرتنِي مُســتَهَاماً فــي سـَقامٍ وانتِحـالِ
لَــم أجِـد خِلاً نَصـِيراً مُسـعِداً لـي لا يُبـالي
غَيرَ ذِي المَفخَرِ مَن هُو صــارَ فَخـراً لِلرِّجَـالِ
صـاحِبِي عَبـدِ العَزيـزِ ماجِـدٍ مَرجُـو النَـوَالِ
مَـن أَشادَ المَجدَ طِفلاً وَبَنــى بَيـتَ الكَمـالِ
ســـَيِّدٌ لا زالَ يَســمُو في ذُرى أَعلى المَعَالِي
يـا خَلِيلـي لَـكَ أَشكُو مِـن جَفـا أُختِ الغَزالِ
فَعَسـى تُسـعِفُ مَـن هُـو فـي هَـوَاهُ فـي نَكـالِ
إِذ تَرانِـي لَـو رَأَتني عُــذَّلِي رَقُّـوا لِحَـالي
وَلَــكَ اللَــهُ مُـدِيماً كافِيـاً صـَرفَ اللَيَالي
وَصــَلاةُ اللَــهِ تَغشـَى أَحمَـداً زاكـي الخِصالِ
وَكَــذا صــَحبٌ كِــرامٌ ثُــــمَّ أَتبـــاعٌ وَآل

عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك، من بني تميم.

ولد في مدينة الأحساء، ونشأ بين أسرته، فحفظ القرآن الكريم، وتلقى العلوم الأولية من قراءة وكتابة في المدارس الأهلية، ثم قرأ الفقه والتفسير والحديث على والده.

رحل إلى أبوظبي مدرساً ومرشداً بطلب من أهلها، فكانت حلقته تضم كثيراً من طلاب العلم والراغبين فيه.

له شعر جيد.

1923م-
1342هـ-