أَيا صاحِبي بَدَّلتَ وَصلَكَ بِالهَجرِ
الأبيات 13
أَيــا صـاحِبي بَـدَّلتَ وَصـلَكَ بِـالهَجرِ وَأَسـبَلتَ دَمعـاً مِـن جُفُوني عَلى نَحري
وَأَودَعــتَ قَلبِــي مِـن هَـواكَ حَـرارَةً لَهـا بَيـنَ أَضـلاعِي لَهِيـبٌ مِـنَ الجَمرِ
وَصــَيَّرتَنِي بَعــدَ البعــادِ مُســَهَّداً مُعَنّـى بِتَـردادِ الحَنيـنِ مَـدَى عُمـري
فَيـا صـاحِبي أَشـكُوكَ مِن غُربَةِ النَوى فَقَـد أَمحلَـت جِسـمِي وَحَلَّـت عُرى صَبرِي
فَعَبــدَ العَزيــزِ جُــد عَلَـيَّ تَكَرُّمـاً بوَصـلٍ فأحمَـالُ الجَـوى أَثقَلَـت ظَهري
فَـأنتَ لِقَلـبي يا أَخا المَجدِ وَالوَفا شـِفاءٌ مِـنَ الأَسـقامِ وَالهَـمِّ وَالفِكـرِ
وَإِنّـي لـذِكرَاكُم مُنـى القَلبِ لم أَزَل أُكـرِّرُهُ مـا عِشـتُ فـي السـِّرِّ وَالجَهرِ
وَقَـد حُـزتَ يا ذا الجُودِ فَخراً وَرِفعَةً وَسـُدتَ ذَوِي الأَفهامِ في النَظمِ وَالنَثرِ
وَفـاقَت سـَجَايَاكَ الحِسَانُ أُولي النُهى وَسَارَت بِها الرُكبانُ في البَرِّ وَالبَحرِ
فَهَـــاكَ نِظَــامٌ مِــن مُحِــبٍّ مُــوَلَّهٍ يَرَاكم لَهُ في اليُسرِ قَصداً وَفي العُسرِ
فَخُـــذهُ وَإيَّــاك العِتَــابَ لِعَيبِــهِ وَأَســبِل عَلَيـهِ ذَيـلَ فَضـلِكَ بِالسـَترِ
فَلا زالَ رَبِّـــي دائِمـــاً مُتَفَضـــِّلاً يَحُفُّــكَ بالأَلطــافِ مِنــهُ وَبِالبِشــرِ
وَصـــَلِّ إِلهــي كــلَّ حِيــنٍ وَســَاعَةٍ عَلَـى سَيِّدِ الكَونَينِ في الحَشرِ وَالنَشرِ

عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك، من بني تميم.

ولد في مدينة الأحساء، ونشأ بين أسرته، فحفظ القرآن الكريم، وتلقى العلوم الأولية من قراءة وكتابة في المدارس الأهلية، ثم قرأ الفقه والتفسير والحديث على والده.

رحل إلى أبوظبي مدرساً ومرشداً بطلب من أهلها، فكانت حلقته تضم كثيراً من طلاب العلم والراغبين فيه.

له شعر جيد.

1923م-
1342هـ-

قصائد أخرى لعبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك