سَرَى طَيفُ مَن أَهوى فَيا طيبَ مَسرَاهُ
الأبيات 26
سـَرَى طَيـفُ مَـن أَهـوى فَيـا طيبَ مَسرَاهُ وَزَجَّ عَلـــى بُعــدِ المَــزارِ مَطَايَــاهُ
فَــأكرِم بِــهِ مِــن زائِرٍ زارَ مَوهِنــاً فَحَيَّـــا فُــؤَادَ المُســتَهامِ وَأَحيــاهُ
فَيــا لَـكَ مـن طَيـفٍ سـَرَى بَعـدَ هَجعَـةٍ يُـــذَكِّرُنِي عَصــرَ الصــَفَا لا عَــدِمناهُ
بِرُوحِـــيَ مَــن أَهــدى إِلَــيَّ خَيــالَهُ مَنامــاً وَحَســبي حيــنَ ضــَنَّ بِلُقيـاهُ
فَبِتنَـــا كأنـــا رَأيُ عَيــنٍ بِغِبطَــةٍ كَيَعقُـــوبَ لَمّـــا أَنَّ يُوســُفَ وافــاهُ
فَطَــوراً أُحَلِّــي مَســمَعِي مــن حَـدِيثهِ وَأَملأُ طَرفِـــي مـــن ســـِهامِ مُحَيَّــاهُ
فَقَضــَّيتُ لَيلــي فــي ســُرُورٍ وَنَفحَــةٍ وَأَصـــبَحتُ جَــذلاناً أُبــاهِي بِرُؤيَــاهُ
فَيـا طَيفَـهُ قُـل لِـي أَهَـل هـو لم يَزَل عَلَـى العَهـدِ بـاقٍ بعـدَنَا أَم تَنَاسـَاهُ
وَهَــل ودّنــا مـا غَيَّرَتـهُ يَـدُ النَـوَى وَظَنِّـي بـه مـا حـالَ عَـن مـا عَهِـدنَاهُ
وَهَــل هــو يَرعَــى سـِرَّنا فـي مَغِيبِـهِ كَمــا أننــا فـي بُعـدِهِ قـد رَعَينَـاهُ
وَهَــل لِزَمــانِ الوَصــلِ سـَقياً لِعَهـدِهِ رُجُــوعٌ فَمَــا أَمــرَاهُ وَصــلاً وَأَهنَـاهُ
وَهــل باجتِمـاعِ الشـَملِ مَـع مَـن أَوَدُّهُ لنــا عَــودَةٌ يومــاً فَمـا كـانَ أَحلاهُ
فَيــا راكِبــاً إِن جُـزتَ رَبعـاً بِنَبعَـةٍ ســـَقَى رَبعَــهُ غَيــثُ الســُرُورِ وَرَوَّاهُ
فـــأَبلِغ ســـَلامِي ســاكِنيهِ جَمِيعَهُــم ســَلامَ مُحِــبٍّ مُولَــعِ القلــبِ مُضــنَاهُ
وَحَـــيِّ رُبُوعـــاً أَوطَنُـــوا عَرَصــَاتِهِ تَحيـــةَ مَتبُـــولِ الفُـــؤادِ مُعَنَّــاهُ
وَفَالِـــحَ باشـــا لا عَـــدِمتُكَ خُصـــَّهُ بــأَزكى ســلامٍ يَفضــَحُ المِســكَ رَيَّـاهُ
فَــذاكَ فَتَــى العَليَـا وَحامِـلُ بَنـدِها وَمُجــري يَنــابِيعِ الســَماحِ بِيُمنــاهُ
هـو السـَيدُ المِقـدامُ وَالباسـِلُ الـذي تَــذِلُّ لَــهُ أُسـدُ الشـَرى حيـنَ تَلقَـاهُ
وَعُــج ثانيـاً نحـوَ المُصـَلَّى تجـد بـهِ فَتَـى الفَضـلِ مَـن بِالفَضلِ قِدماً عَرَفناهُ
فَبَيـــنَ يَـــديهِ قِـــف ذَلِيلاً وَأَقــرِهِ بِحَقِّـــكَ أَفـــرادَ الســـلامِ وَمَثنــاهُ
سَمِيَّ العُلا عبدَ العَزيزِ الذي ارتَقى إلى مُرتَقــىً فــي العِلـمِ قَـد عَـزَّ مَرقـاهُ
فَــــتىً لَــــوذَعِيٌّ مَاجِـــدٌ مُتَفَضـــِّلٌ أَدِيــبٌ بَنَــى لِلمَجــدِ بَيتــاً فَـأَعلاهُ
إمَـــــامٌ هُمَـــــامٌ أَروَعٌ مُتَــــوَرِّعٌ لَـــبيبٌ مُنِيــبٌ خاشــِعُ القَلــبِ أَوَّاهُ
حَبِيــــبٌ نَجِيــــبٌ زاهِـــدٌ مُتَبَتِّـــلٌ شــَدِيدٌ عَلَــى الأَعــداءِ طَوعـاً لِمَـولاهُ
فَيــا ســَيِّدي عُــذراً وَصــَفحاً لِمُـذنِبٍ جَنَــى مُــوجِبَ العُتبَــى وَجُملُـكَ جَـرَّاهُ
فَأَلبِسـهُ ثَـوبَ العَفـوِ مـن سُندسِ الرِّضا لِيُطفِــي أَســىً بيـنَ الجَوانِـحِ أَضـنَاهُ

عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك، من بني تميم.

ولد في مدينة الأحساء، ونشأ بين أسرته، فحفظ القرآن الكريم، وتلقى العلوم الأولية من قراءة وكتابة في المدارس الأهلية، ثم قرأ الفقه والتفسير والحديث على والده.

رحل إلى أبوظبي مدرساً ومرشداً بطلب من أهلها، فكانت حلقته تضم كثيراً من طلاب العلم والراغبين فيه.

له شعر جيد.

1923م-
1342هـ-

قصائد أخرى لعبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك