أُفدِّي بِنَفسي شادِناً قَد زارَنِي
الأبيات 32
أُفـدِّي بِنَفسـي شـادِناً قَـد زارَنِي لَيلاً وَقَــد نــامَت عُيُـونُ الحُسـَّدِ
وافَــى فأَلفــانِي أُراقِـبُ وَقتَـهُ أَرعَـى السـَوارِي سـاهِراً لم أَرقُدِ
بَــدرٌ يَغَــارُ النَيِّــران لِحُسـنِهِ كَلا وَحاشــا مِثلُــهُ لَــم يُوجَــدِ
بَـدرٌ يُضـَاهِي الـوَردَ نـاعِمُ خَـدِّهِ لَونــاً وَيُــزرِي حُســنُهُ بِـالخُرَّدِ
بَــدرٌ تَفـرَّدَ بِالمَحاسـِنِ وَارتَـدى ثَــوبَ الملاحَــةِ دَرُّهُ مِــن أَغيَـدِ
بَــرٌّ مَلِيــحُ الـدَلِّ أَحـوَى أَهيَـفٌ فــي حُبِّــهِ عاصـَيتُ أَمـرَ مُفنِّـدِي
يـا حُسـنَهُ مِـن شـادِنٍ لَمّـا بَـدا كالشـَمسِ فـي بُـرجِ الكَمالِ الأسعَدِ
فَأَشـارَ لـي خَـوفَ الوُشـاةِ بِطَرفِهِ أَبشـِر حَبيـبي قَـد وَفَيـتُ بِمَوعِدِي
بِتنـا نُـدِيرُ مِنَ الهَوَى ما بَينَنا كَأسـاً حَكَـى الصَهبَاءَ عَذبَ المَورِدِ
حتَّـى إِذا مـا الليلُ أَزمَعَ لِلسُرى وَالصـبُحُ كـادَ بِنُـورِهِ أَن يَبتَـدِي
وَدَّعتُــهُ والــدَمعُ فِــي وَجَنـاتِهِ كالــدَمعِ مِنّــي ذائِبٌ لَـم يَجمُـدِ
ثــمَّ انثَنَيــتُ بِزَفــرَةٍ مُتَحَسـِّراً ذا لَوعَـةٍ طُـولَ المَـدى لَـم تَنفَدِ
آهـاً عَلَـى ماضـِي الزَمـانِ وَطِيبِهِ آهـاً عَلـى عَيـشٍ مَضـى لـي مُرغِـدِ
آهــاً عَســاهُ أن يَعـودَ وَيَنقَضـي عنّــا زَمــانٌ بِــالتَفَرُّقِ مُعتَــدِ
مـا غَـرَّدَت في الأَيكِ وَرقاءُ الحِمى إِلا وَهـــاجَت لَـــوعَتِي وَتَنَهُّــدِي
أَو مـا ذَكَـرتُ لذيـذَ وَصـلٍ بَينَنا إِلا وَزادَت زَفرَتـــــي بِتَصــــَعُّدِ
يـا لَيتَـهُ يَطـوي الفِراقَ لِتَنطَفي نــارٌ تَشــِبُّ بِمُهجَتِـي لَـم تَـبرُدِ
فَلِبُعــدِهِ أَضــحَيتُ صــَبّاً مُغرَمـاً وعَليـهِ قَـد ذابَـت حَشـايَ وَأَكبُدِي
أَهــوَى هَـواهُ وَأَشـتَكي مـن صـَدِّهِ لِوِصــَالِهِ والوَصـلُ غايـةُ مَقصـِدِي
قـد فـاقَ كـلَّ الغِيدِ حُسناً مِثلَما فـاقَ الكِـرامَ حَليـفُ مَجـدٍ أَتلَـدِ
ذاكَ ابـنُ صالحٍ الهُمامُ مَنِ ارتَدى حُلَـلَ الكمـالِ وَسـادَ أَهلَ السُؤدَدِ
وَغَــذتهُ أَبكـارُ المَعـالي دَرَّهـا فَبَنـى لَهـا بَيتـاً بِهـامِ الفَرقَدِ
عَبـدُ العَزيـز الطَيِّبُ الندبُ الذي مَهمـا اسـتَعَنتَ بِهِ استَعنتَ بِمُنجِدِ
الطـاهرُ الزَاكِي الذَكِيُّ الأَروُعُ ال وَرِعُ النَجِيـبُ الأَمجَـدُ ابـنُ الأَمجَدِ
المَانِـحُ المُعطِي الذي حازَ النَدَى إِذ فَيــضُ يُمنَــاهُ كَبَحــرٍ مُزبِـدِ
الوافِيُ الصَافي الكَريمُ مَنِ انتَمى فَخــراً بِســَامِي فَرعِـهِ وَالمحتـدِ
يــا صــاحِبي إنَّ الزمـانَ مُفَـرِّقٌ بَيــنَ الأَحِبَّـةِ عـاجِلاً أَو فـي غَـدِ
فــامنُن بِوَصـلِكَ واغتَنِـم أَيَّـامَهُ قَبـلَ الفَـوَاتِ وَجُـد بِهِ يا مُسعِدي
لازالَ عَيشــُكَ بالهَنــاءِ مُتَمَّمــاً صــافٍ مِــنَ الأَغيـارِ غيـرُ مُنَكَّـدِ
وَخِتـامُ نَظمِـي بالصـلاةِ عَلى الذي لَـولاهُ مـا كـانَ الوُجُـودُ بِمُوجَـدِ
الهـادِيُ المـاحِي الضَلالَة بالهُدَى الهاشـــِمِيُّ إِمــامُ كــلِّ مُوَحِّــدِ
وكَــذاكَ أَصــحابٌ وأَتبَــاعٌ وَمَـن والاهُـمُ فـي الـدِينِ ليـسَ بِمُلحِـدِ

عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك، من بني تميم.

ولد في مدينة الأحساء، ونشأ بين أسرته، فحفظ القرآن الكريم، وتلقى العلوم الأولية من قراءة وكتابة في المدارس الأهلية، ثم قرأ الفقه والتفسير والحديث على والده.

رحل إلى أبوظبي مدرساً ومرشداً بطلب من أهلها، فكانت حلقته تضم كثيراً من طلاب العلم والراغبين فيه.

له شعر جيد.

1923م-
1342هـ-

قصائد أخرى لعبد اللطيف بن إبراهيم آل مبارك