هل ترى لي يا سعد قلبا جديدا
الأبيات 38
هل ترى لي يا سعد قلبا جديدا تصـطفيه أمـا صـفا أو حديـدا
إن قلـبي أذابـه الوجـد حـتى سـال مـن مقلـتي دمـا وصديدا
دهمتنــي مــن الزمـان خطـوب صـبغت لـي أيـامي البيض سودا
صــدعتني وكنـت صـلداً صـليبا رب خطـــب يصــدع الجلمــودا
أزعجتنـي باللوم خلو الحشايا رقــدت ليلهــا وبــت سـهيدا
عللــت نفســها تحـاول صـبراً كـــل صــبر تظنــه محمــودا
بـأبي أنـت إنزعـي مـا بقلبي مــن ســقام وحمّليـه القـودا
وانظـري بعـد ذاك من كان منا أصــبح اليــوم مثقلا مجهـودا
هــذه نكبــة دهـت فاستشـاطت وتهــادت لنـا بنـودا بنـودا
حمـل المسـلمون بنـداً وبنـداَ حملتــه الإســلام والتوحيــدا
نزعـت مـن يميـن هاشـم سـيفاً مشـــرفياً مشـــطباً محــدودا
وقنــاة خطيــة مــا الينــت عنـد غمـز قـد قصـفتها عقودا
يــا فقيــداً نـأى وأي فقيـد أصــبح الـدين بعـده مفقـودا
قـد لـوت صـالحاً فـألوت لواء كـان فـي رمـح عزهـا معقـودا
مـا فقـدناه واحـد العـد لكن قـد فقـدنا مـن الكرام عديدا
عـز عنـه العـزاء لولا التسلي بهمــام زاد المعـالي مشـيدا
بــأبي قاســم وأنعــم بشـهم لمــس الشــمتري ورام مزيـدا
كنجـوم السـما إذا غـاب منها كــوكب كــان مثلــه موجـودا
عالمــاً عــاملا تقيــاً نقيـاً فاضــلا كــاملا حليمـا رشـيدا
فنــوالا سـيباً هتونـاً هطـولا كـالغوادي يسـقي قريباً بعيدا
وعلومــاً جمــاً وذهنـاً ذكيـاً ومقــالا فصــلا ورأيـاً سـديدا
لـو تراعـي يراعـه حيـن يملي لتصـــّفحت لؤلـــؤاً منضــودا
وتـراه قـد قـام فينـا خطيبا مسـتطيلا قـد قـام يوما جديدا
وهـو يجـري كالسـيل أم حضيضا قلـت قسـا بـل كـان قس بليدا
وتــرى حــوله الحسـين أخـاه قلـت بـأبي رتاج قد طبن عودا
قـد اقيمـا بعقـر بيـت علـوم طــال فضــلا شــرافة وعمـودا
أيهـا السـيدان صـبراً فـأنتم قــدوة النـاس سـيداً ومسـودا
وعــــزاء بشـــبله لعمـــري كـاد أن يمسـك الدراري صعودا
هــادي الأكرميـن للجـود طفلا مرتـدي سـملة الفحـار وليـدا
حســن والعــزاء فيــه جميـل كـاد في فضل من مضى أن يزيدا
يـا بنـي الـوحي ليس أول رزء قـد رزيتـم بـه فكـان جديـدا
أنسـيم يـوم الطفـوف ومـا قد جرّعــوه أبــاءكم والجــدودا
قـد أحـاطت بكـم كتـائب كفـر منعـوهم مـن الفـرات الورودا
حـاولوهم يلـوون للضـيم جيداً كيـف تلوي الكرام للضيم جيدا
فــــانوف حميــــة وحجـــور طهــرت مولـداً وطـابت وليـدا
ذاك حـتى قضـوا حقوق المعالي وأقـاموا لهـا العوالي شهودا
نـازلوهم حـتى أبيـدوا فكانت نزلــة المـوت رفعـة وصـعودا
لهـف نفسـي لعصبة المجد صرعى كالأضـاحي مستفرشـين الصـعيدا
حسين الدجيلي
26 قصيدة
1 ديوان

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين.

من مشاهير عصره في العلم والأدب.

ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر.

له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى.

زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.

1887م-
1305هـ-