إن تقصر اللوم في شأني وإن تزد
الأبيات 31
إن تقصر اللوم في شأني وإن تزد فمـا بقـي موضـع للصبر في كبدي
دعنـي أنوح على هذا المصاب أسى فقـد تزعـزع ذاك الطود من جلدي
وخـل عينـي تهمـي ليتهـا عميـت إذا بكـت بعـده يومـا علـى أحد
فـأنت يـا عين هلي ما بقيت دما وأنـت يـا جـذوة الأحـزان فاتقد
فـاليوم أحمـد سـيف للهـدى خذم والسـيف يغمـد لـو يبقى بلا عضد
واليـوم غـارت بحور في مشارعها ري العطـاش ولن يبقى سوى الثمد
وأظلمـت عرصـات العلـم وانطمست تلك الرسوم فلن يبقى سوى الوتد
وأصـبح البيت بيت الدين منهدها والـبيت ينهـار لو يبقى بلا عمد
وشـرعة المصـطفى قامت لتلطم في مصـاب مـن كان فيها أعظم الرصد
فمـا تيسـر لطـم الوجه في يدها لأنهــا أصــبحت جـذا بغيـر يـد
قضـى أبـو صالح المهدي خير فتى أبـوه قـد كان يدعى بيضة البلد
كـأنه والعلـوم الـروح فـي جسد فليـدفن العلم إذ سلت من الجسد
أو أنــه لبــد للنــاس كلهــم فلتبك كل الورى حزنا على اللبد
مصــيبة دهمــت حلمــي مبـاكرة بكـر فـالهيت عن حلمي وعن رشدي
حـتى تعسـر إنشـاء الرثـاء بها لان نظـم التهـاني كـان في خلدي
نعــم بــاولاده للعلــم تسـلية أكـرم بكـل فـتى تلقـاه من ولد
كأنمـا مخـض اللـه السـنين لـه مخـض الحليـب فاضحى زبدة الحقب
فمـا تبـدد فـي المهدي شمل هدى من بعد أن قام منهم جامع البدد
ففـي أبـي حسـن إن قلـت مجتهـد نقـص فمنـه خـذ الفتيـا لمجتهد
تـروي أحـاديث فضـل فيـه مسندة ويـروي فـي غيره الراوي بلا سند
عـن الخناصـر إن تلـوى على عدد عليـه تلـوى ولا تلـوى علـى أحد
فـإن أهـل النهـى شـتى مراتبهم هــذا أخيــر وهـذا أول العـدد
فــإن أردت لـه مثلا فلسـت تـرى وإن طلبـت لـه شـبها فلـم تجـد
إلا محمــد قــد بــارى منـاقبه كــأنه آخــذا منــه يـدا بيـد
حـوى النهى قبل أن تلوى تمائمه وسـلكها فـي يـديه عيـر منعقـد
محســد فـي مزايـا قـد تقمصـها وصـاحب الفضـل لا يخلو من الحسد
مثـل الحسـين متى يسري إلى رشد يسـير مسرى القطا الكدري للرشد
هيهـات أحصـي مزايـاه وأحصـرها جلـت مزايـاه عـن حصـر وعن عدد
أقـول صـبراً وإن كـانت مصيبتكم عظمى تشيب لها الأطفال في المهد
فـإن أحلامكـم فـي الخطب لو زنت بقـود رضـوى فلـم تنقص ولم تزد
سـقت ضريحا على هام الضراح سما سـحائب العفـو تهمـي دائم الأبد
حسين الدجيلي
26 قصيدة
1 ديوان

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين.

من مشاهير عصره في العلم والأدب.

ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر.

له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى.

زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.

1887م-
1305هـ-