وقفة بين المصلى والغميم
الأبيات 52
وقفـة بيـن المصـلى والغميـم بالمطايـا يشتفي منها الفؤاد
مـا عليكـم أن تميلـوا سـاعة فتلمّــوا لــي بهــا إلمامـة
وقفـــة بــالله أو إشــرافة بيـن هاتيـك الروابي يا هذيم
فلكــم نــادمت فيهــن سـعاد
بعــد مـا قـد مطلتنـي برهـة ورأت وصـــلي عليهـــا ســبّة
منحتنـــي بعـــد بعــدٍ زورة فـأتت ترفـل في الليل البهيم
تمحـض الـوّد علـى غيـر وعـاد
صـلته الخـدين ينجـاب الـدجى فــي ســناهن إذ الليـل سـجى
قـــد تبــدّت تتثنــى غنجــا قـدها كالغصـن ثنـاه النسـيم
والهـوى مـاد بقلـبي حيث ماد
يجتنـي مـن وجنتيهـا الجلنار وبلحظيهــا يــزان الإحــورار
نبهــت طرفــا وجيـداً وفنـار والتفاتـاً مـن ظبيـات الصريم
وحشـى قـاس مـن الصـم الصـلاد
فجلســنا بيـن هاتيـك الربـى ضــرب الطـل لنـا فيهـا خبـا
كلمـا تجـري بهـا ريـح الصبا أنشـقتنا مـن شذا المسك شميم
أرجــاً يملأ هاتيــك الوهــاد
نبهــت نشـر الخزامـي أهيفـا كــاد لمــا مـاس أن ينقصـفا
قــام يشــتد فـدار القرقفـا خمـرة تـروي عن العصر القديم
عاصـرت عـاداً وعصـراً قبل عاذ
سـاحر الجفـن من الغيد الملاح خضـــل الأطــراف ميــاد رداح
يمـزج الـراح مـن الثغر براح فيعاطيهـــا نـــديم لنــديم
كلمــا عربــدت القــوم أزاد
مـن كـؤوس قـد تهـاوت أنجمـا تــارة فــذاً وأخــرى توأمـا
يتعاطـــاهن معســول اللمــى منطـق الـدّل علـى كشـح هضـيم
نـاء فـي دال وفـي عيـن وصاد
حيــه عصــراً بسـفح المنحنـى قـد بلغنـا فيـه غايات المنى
فكـأن البـان والبـان إنحنـى مرضـعات تنحنـي فـوق الفطيـم
والريـــاحين مهــاد ووســاد
كزمـان تـم لـي فيـه السـرور بعـدما قـد سدل الليل الستور
حيـث زفـت من حوار الخلد حور مـن نجيبـات إلـى كفـو كريـم
من خبا المجد إلى بيت الرشاد
بنـت مـن رام وأدنـى ما يروم إنــه يلمــس أبـراج النجـوم
بحـر علـم قاض من بحر العلوم مســتمداً منهمــا كــل عليـم
وعلــوم النــاس رشـح وثمـاد
لابـن مـن قـد شاد للعلم مقام مشـمخراً قـد تعـالى أن يـرام
أنجبـت فيـه بهـا ليـل عظـام مـن عظيـم قـد رواه عـن عظيم
القـت الـدنيا لهم فضل القيا
علمــاء الـدهر لمـا أنصـفوا جعلـوه الفصـل فيمـا إختلفوا
وقــف الكــل إذا قـال قفـوا فهــداهم للصــراط المسـتقيم
بعـدما كـانوا علـى يغر سداد
فليـد الطـولى لـه في كل باب قـوله الفصـل بـه فصل الخطاب
أحـرز السـبعة من بطن الكتاب وحــوى العلـم حـديثا وقـديم
هكــذا العلــم وإلا لا يــراد
زيــن العلــم بتقـوى وبجـود مثلمـا زيلـت الغيـد العقـود
فتعّــدى حــده حــد الجــدود فاســتوى فـرداً بحـد مسـتقيم
غيــر معقـول عليـه أن يـزاد
عرفــت إبـاءه الغـر الكـرام فيـه سـادات بنـي حـام وسـام
مـن إمـام أورث المجـد إمـام وكريــم ألــزم الفضـل كريـم
وجــواد نــاول الجـود جـواد
نســب سـامي السـماكين قصـير تضــرب الأمثــال فيـه فتسـير
نحتـوا مـن سـرحة المجد سرير وأنـاطوا فيـه أركـان الحطيم
فسـما السـبع السموات الشداد
حسين الدجيلي
26 قصيدة
1 ديوان

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين.

من مشاهير عصره في العلم والأدب.

ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر.

له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى.

زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.

1887م-
1305هـ-