أيها الركب على رمل الحما
الأبيات 55
أيهـا الركـب علـى رمل الحما وقفـة أقضـى بهـا حـق الغرام
ثـم حيـوا مـن مغـانيه الربى فبـــه مـــرت لييلات الصــبا
زمـــن إتخــذ الــراح أبــا ونـديمي فـي الـدجى إن أظلما
قمــر يجلــو حنــاديس الظلام
أغيـد قـد زارنـي بعـد الجفا كمعيـن فـاض مـن قلـب الصـفا
غفــل السـمار والواشـي غفـا فـــأتى يمحـــض وداً بعــدما
كـان قـد شـح علـى رد السـلام
أحــور أحــوى رشــيق أهيــف كــاد مـن مـر الصـبا ينقصـف
إن أربـاب الهـوى لـو أنصفوا يممــوا نجـداً إذا مـا يممـا
وإذا أتهــم فالمســرى تهـام
ثمـــل رنحــه خمــر الــدلال ينثنــي منــه يمينـاً وشـمال
مـا سـلاه القلـب هجـراً ووصال كيـف يسلو القلب معسول اللما
خضـل الأعطـاف ممشـوق القوام
فغـدا يجلو الطلى مثل العروس زفهـا صـرفا بتـبرّيب الكـؤوس
نفسـت حـتى وهينـا ها النفوس تشـمل الشـمل وتـبري السـقما
وحــري مثلهـا يـبري السـقام
هــي تــبر والجمــان الحبـب بـل شـهاب فـي الـدجى ملتهـب
قــد ســقانيها أغــن ربــرب فغـدت تـدبو إلـى العقـل كما
دب لـص الحـي فـي جنـح الظلام
هــي روح الخمـر لا جسـم لهـا فكـــأن الكــأ قــد مثلهــا
سلســـبيل والهنـــا عللهــا تنعــش الحــي وتحـي الرممـا
مقعـد لـو كـان يحسـوها لقام
قـد سـقانيها على تلك البطاح طــرزت فــي جلنــار واقــاح
مثلنـا مـن شـاء أن يشرب راح ينثنـي السـاقي الينـا كلمـا
اصـدروا جامـا لـه أورد جـام
زمــن مــر علـى سـفح الغضـا قــد زعمنــاه تـولى وانقضـى
عـاد لـي غضـا كمـا كـان مضى حيــث زفـت مـن تسـامت كرمـا
مـن بني طه بني المجد الكرام
لخــدين المجــد فــي رتبتـه شـــب إذ شــب وفــي حــوزته
قصــب الســبق وفــي قبضــته ســلم يرقــى بـه أوج السـما
وكـــذا أهلـــوه شــيخ وغلام
بيـث مجـد ظـاهر فيـه الفخار كظهـور الشـمس في قلب النهار
كم أقالوا عن بني العلم عثار وجلـوا عـن مقلة الدين للعما
حكمـــوه مـــن حلال وحـــرام
لهــم فــي كـل عصـر معجـزات بفـــروع نشـــروها غامضــات
شـملوا شمل الهدى بعد الشتات فضــــلاء أتقيــــاء علمـــا
يرتقــى فضــلهم عامـا فعـام
رتبــة شــامخة فــي الرتــب فـي سـماء المجـد مثل الكوكب
لـو يكـن قـام بنا اليوم نبي وثــب القــوم إلـى ذاك فمـا
فيهــم مــن أحــد إلا وقــام
لـو تـرى المهـدي ما كنت ترى غيــر مــن عليــه الخنصــرا
يملأ الســــمع علا والبصـــرا فهـو فـي الجلـى عمـاد وحمـا
وعصــام لبنــي حــام وســام
أبحــراً فـاض لمـن أم النـدى مــا صـدى إلا وكـان المـوردا
طـود علـم طـال أطـواد الهدى فــي ذري شــامخها قـد خيمـا
ولــه فـي ذروة المجـد خيـام
ســير العلــم كتــاب فكتـاب محكمــا أبـوابه بابـا فبـاب
ألمعــي فكــره مثـل الشـهاب ثـاقب مـا طـاش سـهما إن رمي
ولأهـل الفضـل كـم طاشـت سهام
كــم يــد بيضـاء قـد طوفهـا عنقــا ولامــن لــن يطرقهــا
حـاز مـن خيـل النـدى أسبقها يخجـل الغيـث إذا الغيـث هما
فلـه فـي الفضـل يجـثى ويقام
دمتـم عمـر الليـالي والدهور لكـم العيـش المهنـى والسرور
كلمـا غنت على الدوح والطيور نشــرت أيـدي التهـاني علمـا
لكــم بالبشـر فـي كـل مقـام
حسين الدجيلي
26 قصيدة
1 ديوان

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين.

من مشاهير عصره في العلم والأدب.

ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر.

له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى.

زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.

1887م-
1305هـ-