هوّمت يا جفنى وكنت سهيدا
الأبيات 56
هـوّمت يـا جفنـى وكنـت سـهيدا وطرقـت يـا عصـر الشباب جديدا
وعطفـت يـا دهـري فلنت جوانبا قـد كـان ألينهـا إلـي حديـدا
وصـفوت يـا وردي فطبـت وطالما بالبعـد كنـت الآجـن المـورودا
وغـدوت يـا ليلـى نهاراً بعدما كــانت يويمـاتي ليـالي سـودا
بركــائب خــوص براهـن السـرى وغـدت تقـل مـن الجبال القودا
حـتى إذا كادت تريح على الحمى وســمت بغــرة قـاطنيه سـعودا
عطنـت فمـا خلعـت أزمـة سيرها إلا لبســت مـن السـرور بـرودا
لاثـت علـى كشـحي أرديـة الهنا والبشـر حـتى ثلثـت لي العيدا
يـا سـعد بكـر مثـل طائر روضة لـتزف مـن سـرح الخـرائد خودا
مـن ذلـك الـبيت الذي رفعت له كــف العلــوم دعامـة وعمـودا
رفـت لأكـرم مـن تلفـع بـالعلى وأبـان مـن نهـج العلوم جديدا
لـو قسـت قسـا فيـه كان مفأفأ قــس وقسـت أيـاس كـان بليـدا
لا غــرو أن خفقـت قـوادم عـزّه فشـأت خـوافيه الجبـال القودا
فهـو ابـن مـن علم الأكارم أنه ســاد الكـارم والـداً ووليـدا
الهـادي المهـدي والعلـم الذي ألقــت لـه علماؤهـا الأقليـدا
من في البسيطة غيره أنا لا أرى فــوق البسـيطة غيـره موجـودا
مـولى البريـة والأنـام عبيـده ومـن السـعادة أن تكـون عبيدا
بحــر تلاطـم بـالعلوم فلا تـرى لعبـــابه قعــراً ولا تحديــدا
زانـت يـد الأيـام فيـه فروعها فتخــال فــي أجيـادهن عقـودا
قد قاد صيد بني الملوك جميعها مـاذا تقـول بمـن يقود الصيدا
وجـدت بـأول خطـوة رجعـت بهـا لمقــاله التأييـد والتسـديدا
طـود سـما علما فكان سنامه ال تقــوى وجــانبه تفجــرّ جـودا
جـود لـه رقـل القطـار وأقبلت تخــدو نجـائبه تجـوب البيـدا
حــتى إذا وردت عليـه عفاتهـا صــدرت فطــابت مصـدراً وورودا
قـد كـاد بيت العلم يعفو رسمه لـو لـم يكن بيت الهدى موجودا
قـد أحكـم المهـدي قعـر أساسه وازاد ركــن صــراحه تشــييدا
هـم صـفوة الأيـام والغرر التي سـطعت بناصـية الزمـان سـعودا
نيطـت مسـاعيهم علـى أجيادهـا أرأيـت عقـد الغـادة المضـودا
سـادوا فكـل محـدث عـن غيرهـم بالفضــل كـان حـديثه مـردودا
جــادوا فكــل مؤمــل لسـواهم نيلا تخطـــى حظــه المقصــودا
قــالوا فكـل مخـالف لمقـالهم هجـر الكتـاب وخـالف المعبودا
لـولا تـرى الندب المفدى جعفراً أرأيــت طـوداً شـامخا إملـودا
ورأيـت بحـراً زاخـراً متفاعمـا قــد ســاغ منتهلا وطـاب ورودا
فــتراه والوفـاد فـي أبـوابه زمــراً قيامـا حولهـا وقعـودا
متهللا متملقـــــا لوفــــوده حــتى تظـن الوافـد الموفـودا
يجري فتجري الأكرمون إلى العلى فيقيـس فـي شـبر الكرام بريدا
حـتى حـوى قصب السباق فأبصروا فــرأوا عليـه لـواءه معقـودا
أمكلفــا نفســا بعــد صـفاته كلفتهــا مــا لا تطيـق عديـدا
علمـا تقـى فضـلا فخاراً سؤداداً كفــا كمنهمـر الغمـائم جـودا
وتــرم أن تحصـي مسـاعي صـالح المشــرقات ســوالفا وخــدودا
حسـدوه إذ حكـت منـاكبه السها فضـلا لقـد كان السهى المحسودا
إذ نـال من جسد الهداية منكبا زرت عليـه يـد العلـوم بـرودا
وإذا التــوت للأكرميـن أنامـل فعليـه كـان الخنصـر المعقودا
وأظنهــا مشــبوحة عــن غيـره فلقـد غـدا في المكرمات فريدا
إلا محمــد حيــث كــان شـقيقه علم الهدى بحر الندى المورودا
يجــري علىخطــواته أنـى جـرى حـتى ارتدى التوفيق والتسديدا
مـن معشـر مـا فاخروا في حلبة إلا تقــوم المكرمــات شــهودا
آبــاؤهم خيـر الـورى آبـاؤهم وجــدودهم خيـر الأنـام جـدودا
إنـي وإن طـرق المشـيب عوارضي ولبسـت مـن حلـل الوقار جديدا
وزجـرت عـن مـدح الأنام نشائدي حــتى ظننــت قريحـتي جلمـودا
لكـن هنـاك منـاقب غـدت الورى ضــربين فيهـا حامـداً وحسـودا
فـأردت أوضـح بعضـها فوجـدتها مثـل الـدراري لا تريـد فريـدا
أو ليـس قـد نشـر الإله لواءها فـتراه فـي كبـد السما معقودا
فخـذوا اليكـم رائقـا بمديحكم نظمـا يفـوق اللؤلـؤ المضـودا
مـن مخلـص محـض المودة فاغتدى فيهــا كمجـدكم الأثيـل فريـدا
دمتـم بأرغـد نعمـة مـا هيمـت ورق الســرور وغــردت تغريـدا
حسين الدجيلي
26 قصيدة
1 ديوان

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين.

من مشاهير عصره في العلم والأدب.

ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر.

له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى.

زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.

1887م-
1305هـ-