الديوان الرئيسي

فيما يلي كلام ياقوت الحموي (ر) في ترجمة شميم للمقارنة بينه وبين كلام الإمام الذهبي (ر) ويلاحظ أن التاريخ المذكور سنة (544) خطأ صوابه سنة (594) لأن الدلجي نقل كلام ياقوت نفسه في الفلاكة والمفلوكون إلا أنه لم ينسبه إلى ياقوت قال (ص 90): قال الذهبي قرأت بخط محمد بن عبد الجليل الموماني قال بعض العلماء وردت الى آمد سنة 594فرأيت أهلها مطبقين على وصف هذا الشيخ ...إلخ.

قال ياقوت:

على بن الحسن بن عنتر بن ثابت المعروف بشميمٍ الحلى، أبو الحسن النحوي اللغوي الشاعر، مات في ربيع الأخر سنة إحدى وستمائة. أخبرني به العماد بن الحدوس العدل، وبمنزله مات بالموصل عن سن عالية، وهو من أهل الحلة المزيدية. قدم بغداد وبها تأدب، ثم توجه تلقاء الموصل والشام وديار بكر، وأظنه قرأ على أبي نزار ملك النحاة.

قال مؤلف الكتاب: وكنت قد وردت إلى آمد في شهور سنة أربع وأربعين وخمسمائة،  

فرأيت أهلها مطبقين على وصف هذا الشيخ، فقصدت إلى مسجد الخضر ودخلت عليه فوجدته شيخا كبيراً قضيف الجسم في حجرة من المسجد، وبين يديه جامدان مملوء كتباً من تصانيفه فحسب، فسلمت عليه وجلست بين يديه، 

فأقبل عليّ وقال: من أين أنت؟

قلت من بغداد: 

فهش بي وأقبل يسائلني عنها وأخبره، 

ثم قلت له: إنما جئت لأقتبس من علوم المولى شيئاً، 

فقال لي: وأي علم تحب؟ 

قلت له: أحب علوم الأدب. 

فقال إن تصانيفي في الأدب كثيرة وذلك إن الأوائل جمعوا أقوال غيرهم وأشعارهم وبوبوها، وأما أنا فكل ماعندي من نتائج أفكاري، وكنت كلما رأيت الناس مجمعين على استحسان كتاب في نوع من الآداب استعملت فكري وأنشأت من جنسه ما أدحض به المتقدم. فمن ذلك إن أبا تمام جمع أشعار العرب في حماسته، وأما أنا فعملت حماسةً من أشعاري وبنات أفكاري، - ثم شنع أبا تمام وشتمه -، ثم رأيت الناس مجمعين على تفضيل أبي نواس في وصف الخمر، فعملت كتاب الخمريات من شعري، لو عاش أبو نواس لاستحيا إن يذكر شعر نفسه لو سمعها، ورأيت الناس مجمعين على تفضيل خطب ابن نباتة فصنفت كتاب الخطب فليس للناس اليوم اشتغال إلا بخطبي، وجعل يزري على المتقدمين ويصف ويجهل الأوائل ويخاطبهم بالكلب، 

فعجبت منه وقلت له: فأنشدني شيئاً مما قلت، فابتدأ وقرأ على خطبة كتاب الخمريات فعلق بخاطري من الخطبة قوله: ولما رأيت الحكمي قد أبدع ولم يدع لأحد من أتباعه مطمعاً، وسلك في إفشاء سر الخمرة ماسلك، آثرت إن أجعل لها نصيباً من عنايتي مع ما إنني علم الله لم ألمم لها بلثم ثغر إثمٍ مذ رضعت ثدي أمٍ. أو كما قال. 

ثم أنشدني من هذا الكتاب:

امـــــــــــــــزج بمســــــــــــــبوك اللجيــــــــــــــن ذهبـــــــــــاً حكتـــــــــــه دمــــــــــوع عينــــــــــي
لمـــــــــــا نعـــــــــــى نـــــــــــاعى الفــــــــــرا ق بــــــــــبين مــــــــــن أهــــــــــوى وبينــــــــــي
كـــــــــــانت ولـــــــــــم يقـــــــــــدر لشـــــــــــي ء قبلهـــــــــــــــا إيجـــــــــــــــاب كــــــــــــــون
وأحالهـــــــــــــــا التحريــــــــــــــم لــــــــــــــم مـــــــــــا شـــــــــــبهت بـــــــــــدم الحســــــــــين
خفقــــــــــــت لنـــــــــــا شمســـــــــــان مـــــــــــن لآلائهـــــــــــــــا فـــــــــــــــي الخــــــــــــــافقين
وبــــــــــــدت لنـــــــــــا فـــــــــــي كأســـــــــــها مــــــــــــن لونهـــــــــــا فـــــــــــي حلـــــــــــتين
فـــــــــــاعجب هـــــــــــداك اللـــــــــــه مـــــــــــن كـــــــــــــــون اتفـــــــــــــــاق الضـــــــــــــــرتين
فـــــــــــي ليلـــــــــــة بـــــــــــدأ الســـــــــــرو ر بهـــــــــــــــا يطالبنــــــــــــــا بــــــــــــــدين
ومضـــــــــــى طليـــــــــــق الـــــــــــراح مـــــــــــن قـــــــــــد كـــــــــــان مغلــــــــــول اليــــــــــدين
ذي زينــــــــــة الأحيــــــــــاء فــــــــــي الــــــــــد نيــــــــــــا وزينــــــــــــة كـــــــــــل زيـــــــــــن

فاستحسنت ذلك، 

فغضب وقال لي: ويلك ماعندك غير الاستحسان؟ 

قلت له: فما أصنع يا مولانا، 

فقال لي: تصنع هكذا؟ ثم قام يرقص ويصفق إلى إن تعب ثم جلس وهو يقول: ما أصنع وقد ابتليت ببهائم لا يفرقون بين الدر و البعر، والياقوت والحجر، 

فاعتذرت إليه وسألته إن ينشدني شيئاً آخر، 

فقال لي: قد صنفت كتاباً في التجنيس، سميته "أنيس الجليس في التجنيس" في مدح صلاح الدين لما رأيت استحسان الناس لقول البستي فأنا أنشدك منه، ثم أنشدني لنفسه:

ليــــــــــــت مــــــــــــن طـــــــــــول بالشـــــــــــا م نــــــــــــــــواه وثــــــــــــــــوى بــــــــــــــــه
جعـــــــــــل العـــــــــــود إلـــــــــــى الـــــــــــزو راء مــــــــــــــــن بعـــــــــــــــض ثـــــــــــــــوابه
أتـــــــــــــــرى يـــــــــــــــوطئني الـــــــــــــــدهر ثــــــــــــــــرى مســــــــــــــــك ترابــــــــــــــــه
وأرى أي نـــــــــــــــــــــــور عينــــــــــــــــــــــي مــــــــــــوطئا لــــــــــــي وتـــــــــــرى بـــــــــــه

ثم أنشدني لنفسه في وصف ساقٍ:

قـــــــل لـــــــي فـــــــدتك النفـــــــس قــــــل لــــــي مــــــــــــــإذا تريــــــــــــــد إذاً بقتليــــــــــــــ؟
أأدرت خمـــــــــــــــراً فــــــــــــــي كــــــــــــــؤو ســــــــــــك هـــــــــــذه أم ســـــــــــم صـــــــــــل؟

وأنشدني غير ذلك مما ضاع من أصله، ثم سألته عمن تقدم من العلماء، فلم يحسن الثناء على أحد منهم، 

فلما ذكرت له المعرى نهرني وقال لي: ويلك كم تسيء الأدب بين يدي، من ذلك الكلب الأعمى حتى يذكر بين يدي في مجلسي؟ 

فقلت: يا مولانا ما أراك ترضى عن أحد ممن تقدم.

فقال: كيف أرضى عنهم وليس لهم ما يرضيني؟ 

قلت: فما فيهم قط أحد يرضيك؟

فقال: لا أعلمه إلا أن يكون المتنبي في مديحه خاصة، وابن نباتة في خطبه، وابن الحريري في مقاماته فهؤلاء لم يقصروا. 

قلت له: يا مولانا قد عجبت إذ لم تصنف مقامات تدحض بها مقامات الحريري، 

فقال لي: يابني اعلم إن الرجوع إلى الحق خير من التمادي على الباطل. عملت مقاماتٍ مرتين فلم ترضنى فغسلتها، وما أعلم إن الله خلقني إلا لأظهر فضل ابن الحريري، 

ثم شطح في الكلام وقال: ليس في الوجود إلا خالقان: فأحد في السماء وأحد في الأرض، فالذي في السماء هو الله، والذي في الأرض أنا، 

ثم التفت إلي وقال: هذا كلام لا يحتمله العامة لكونهم لا يفهمونه، أنا لا أقدر على خلق شيء إلا خلق الكلام فأنا أخلقه، ثم ذكر اشتقاق هذه اللفظة، 

فقلت له: أيا مولانا؟ أنا رجل محدث وإن لم تكن في المحدث جراءة مات بغصته، وأحب أن أسأل مولانا عن شيءٍ إن أذن، فتبسم وقال: ما أراك تسأل إلا عن معضلة هات ما عندك.

قلت: لم سميت بالشميمم؟ 

فشتمني ثم ضحك وقال: اعلم إنني بقيت مدة من عمري -ذكرها هو ونستيها أنا - لا آكل في تلك المدة إلا الطيب فحسب قصداً لتنشيف الرطوبة وحدة الحفظ، وكنت أبقى أياما لايجيئني الغائط، فإذا جاء كان شبه البندقة من الطين

وكنت آخذه وأقول لمن انبسط إليه شمه فإنه لا رائحة له، فكثر ذلك حتى لقبت به، أرضيت يا بن الفاعلة.

هذا آخر ما جرى بيني وبينه، ثم أنشدت له من حماسته:

لا تســــــــرحن الطـــــــرف فـــــــي بقـــــــر المهـــــــا فمصـــــــــــارع الآجــــــــــال فــــــــــي الآجــــــــــال
كـــــــم نظـــــــرةٍ أردت ومـــــــا أخـــــــذت يــــــد ال مصــــــــــمي لمــــــــــن قتلـــــــــت أداة قتـــــــــال
ســــــــــنحت ومــــــــــا ســـــــــمحت بتســـــــــليم وإق لال التحيـــــــــــــة فعلـــــــــــــة المغتـــــــــــــال
أضــــــــــللت قلــــــــــبي عنـــــــــدهن ورحـــــــــت أُن شــــــــِدُه بــــــــذات الضــــــــال ضــــــــل ضـــــــلالي
ألـــــــوى بألويـــــــة العقيـــــــق علــــــى الطلــــــو ل مســــــــــائلا مــــــــــن لا يجيــــــــــب ســـــــــؤالي
تربـــــــت يــــــدي فــــــي مقصــــــدي مــــــن لايــــــدي قـــــــودي وأولــــــى لــــــي بهــــــا أولــــــى لــــــي
يــــــا قاتــــــل اللــــــه الــــــدمى كـــــم مـــــن دم أجريــــــــــــــن حلا كــــــــــــــان غيـــــــــــــر حلال
أشــــــــــلين ذل اليتـــــــــم فـــــــــي الأشـــــــــبال وفتكــــــــــن بالأجســــــــــاد فـــــــــي الأغيـــــــــال
ونفــــــــرن حيـــــــن نكـــــــرن إقبـــــــالي ولـــــــو إنــــــــي نفــــــــرت لكــــــــان مـــــــن إقبـــــــالي
لكــــــــن أبـــــــي رعىـــــــي ذمـــــــام الحـــــــب إن أولــــــــى الوفـــــــاء قطيعـــــــةً مـــــــن قـــــــالى

وأنشدني تقي الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي محمد المعروف بابن الحجاج، وأبو محمد هو الحجاج من شرقي واسط قال: أنشدني أبو الحسن على بن عنتر ابن ثابت الحلوي المعروف بشميم وقد قلت: لا أراك تذم أحداً من أهل العصر فقال لي: ليس لأحدٍ منهم عندي قيمة، فإنه لا يصلح للذم إلا من يصلح للمدح، أما سمعت قولي في الحماسة:

أصــــــــخ إنمـــــــا مـــــــدح الفـــــــتى وهجـــــــاؤه لـــــــدى الطبـــــــن النقريــــــس ذا تــــــوءم لــــــذا
فحيـــــث أنتـــــوى ملقـــــى المديـــــح عصـــــا الثــــوى تــــــراح بهــــــا مــــــن أينهــــــا قلـــــص الهجـــــا
ومـــــــــن ليـــــــــس أهلاً للمديــــــــح ولا الهجــــــــا فعينــــــاه فـــــي عيـــــن الرضـــــا ظلمـــــة العمـــــى
ويــــــــــزرى بضـــــــــرغام الغريـــــــــف زئيـــــــــره علــــــى ذبــــــخ عنــــــوٍ هــــــر أو أغضــــــفٍ عــــــوى

وأنشدني أيضا له:

قــــــــالوا نــــــــراك بكــــــــل فــــــــنٍ عالمـــــــاً فعلام حظــــــــــك مــــــــــن دنــــــــــاك خسيســــــــــ؟
فـــــــــــــأجبتهم لاتعجبـــــــــــــوا وتفهمــــــــــــوا كــــــــم ذاد نهــــــــزة ليــــــــث خيـــــــسٍ خيـــــــس

حدثني ابن الحجاج تقي الدين قال:

اجتمع جماعة من التجار الواسطيين بالموصل على زيارة شميم وتوافقوا على ألا يتكلموا بين يديه خوفاً من زلل يكون منهم، فلما حصلوا بين يديه قال أحدهم: أدام الله أيامك 

فالتفت إلي وقال: إيش هؤلاء؟ فإني أرى عمائم كباراً ظننتها على آدميين فسكتوا، 

فلما قاموا قال له آخر منهم: يا سيدي ادع لنا بشمل الجميع،

فغضب وقال: إيش هؤلاء وكيف خلقهم الله؟ ثم حلف بخالقه وقال: لو قدرت على خلقه مثل هؤلاء أنفت من خلق مثلهم. 

قال المؤلف: حدثني محمد بن حامد بن محمد بن جبريل بن محمد بن منعة بن مالك الموصلي الفقيه فخر الدين بمرو في سنة خمس عشرة وستمائة، في ربيع الأول منها قال: لما ورد شميم

الحلي إلى الموصل بلغني فضله فقصدته لأقتبس من علومه، فدخلت عليه فجرى أمري على ماهو معروف به من قلة الاحتفال بكل أحدٍ، وجرت خطوب ومذاكرات إلى إن قال: ومن العجائب استحسان الناس قول عمرو بن كلثوم:

مشعشـــــــــــعة كـــــــــــان الحــــــــــص فيهــــــــــا إذا مـــــــــا المـــــــــاء خالطهـــــــــا خرينـــــــــا

- كذا قال تهكماً - إلا قال كما قلت:

وسالت نطاف الراح في الراح فاغتدى الس=سماح إلى راحاتنا فسخينا

ثم أخرج رقعة من تحت مصلاه وقال لي: ما معنى قولي: قلب شطر أعاديك حظ من كفر أياديك؟ 

فقلت: أكتبها وأفسرها؟ فقال: اكتب، فكتبتها وقلت نعم: شطر أعاديك: ديك وقلبه: كيد، أردت إن الكيد حظ من كفر أياديك، فقال: أحسنت، وكان ذلك سبب إقباله علي بعد ما تقدم من إهماله إياي، 

وأنشدني أبو حامد المذكور قال: أنشدني أبو الحسن على بن الحسن بن عنتر الحلي لنفسه:

أقيلــــــــــي عــــــــــثرة الشــــــــــاكي أقيلـــــــــي فســــــــولى فــــــــي ســــــــماع نثــــــــا رســـــــولى
وإن لــــــــــم تــــــــــأذني بفكـــــــــاك أســـــــــري فـــــــــــدليني علـــــــــــى صــــــــــبر جميــــــــــل

حدثني الأمدي الفقيه قال: بلغني إنه لما قدم الحلي إلى الموصل إنثال إليه الناس يزورونه، وأراد نقيب الموصل - وهو ذو الجلالة المشهورة بحيث لا يخفى أمره على أحد - زيارته فقيل له: إنه لا يعبأ بأحد ولا يقوم من مجلسه لزائر أبداً، فجاءه رجل وعرفه ما يجب من احترام النقيب لحسبه ونسبه وعلو منزلته من الملوك، فلم يرد جواباً، وجاءه النقيب ودخل وجرى على عادته من ترك الاحتفال له ولم يقم عن مجلسه، فجلس النقيب ساعةً ثم انصرف مغضباً، فعاتبه ذلك الرجل الذي كان أشار عليه بإكرامه، فلم يرد عليه جواباً،

فلما كان من الغد جاءه وفي يد الحلي كسرة خبزٍ يابسةٍ وهو يعض من جنبها ويأكل، فلما دخل الرجل عليه قال له: بسم الله، فقال له: وأي شيء هاهنا حتى آكل؟ فقال له: يا رقيع من يقنع من الدنيا بهذه الكسرة اليابسة لأي معنىً يذل للناس مع غناه عنهم واحتياجهم إليه.

حدثني الفقيه قال: بلغني أن الحلي قدم إلى أسعرت فتسامع به أهلها فقصدوه من كل فجٍ، وكان فيهم رجل شاعر فأنشده الرجل شعراً استجاده الحلي فقال لقائله: إني أرفع هذا

الشعر عن طبقتك، فإن كنت في دعواك صادقاً فقل في معناه الآن شيئاً آخر، ففكر ساعة فقال:

وماكل وقت فيه يسمح خاطري= بنظم قريض يقتضي لفظه معنى# (1)

ولم يبح الشرع المبين تيمماً بترب وبحر الأرض في ساحةٍ معنا

فقال له الحلي: ويحك اسجد، ويلك اسجد، فإن هذا موضع من مواضع سجدات الشعر، وأنا أعرف الناس بها. 

ومما سمعته من قلق فيه وهو من إنشاء خطبة له وهي:

الحمد لله فالق قمم حب الحصيد بحسام السحب، صابغ خد الأرض بقاني رشيق يانع العشب، نافخ روح الحياة في صور تصاويرها بسائح القراح العذب، يحي ميت الأرض

بإماتة كالح الجدب، لابتسام ثغر نسيم إنفاح الخصب، محيل جسم طبيعة الماء المبارك في أشكال الحب والعنب والزيتون والقضب، جاعلة للأنام والأنعام، ذات الحمل والحلب، محلى

جيد الآفلاك بقلائد دراري النجوم الشهب، ومجلى جند الأملاك عن مباشرة التصرف والكسب، وللقيام بالواجب وأصل التسبيح والتقديس للرب، قابل التوبة من المذنب المنيب

وغافر الذنب، الواحد المنفرد بوحدانيته عن ملاءمة قسمة أعداد الحساب والضرب، المستغنى بصمديته عن مسيس الحاجى إلى دواعي الأكل والشرب، الشاهد على خلقه بما

يفيضون فيه لألا تصاف بعد ولاقرب، المهيمن على سر اجتراح كل جارحة وخاطر خاطر وتقلب قلبٍ، أحمده على مامنح من موضح بيان بما ألب في سويداء لبٍ، وأشكره على

ماجلا من مظلم ظلم جهل، وكشف من كثيف ركام كرب، وأشهد إن لاإله الأ الله وحده لاشريك له شهادةً سالمةً من شوائب النفاق والخب، مؤمنةً قائلها يوم الفزع الأكبر من إيحاش

الرهب والرعب، وأشهد إن محمدا عبده المحبو بعقد حبا، خاتم الأنبياء من جميع أصحاب الصحف والكتب، وصفية المنتخب لنصر الدين وإقامة دعوى الإسلام بالبيض القضب

والجرد القب والأسد الغلب. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما سنحت الغزالة بأفق شرقٍ وحجبت بغارب غربٍ، صلاة بفتى تكرارعديدها صم الحصا الصلب، ويبيد أربد

الترب. عباد الله: من اختلف عليه الأباد باد، ومن تمكنت يد المنون من عنقه إنقاد، ومن تزود التقوى استفاد خير الزاد، ومن بدأ ببره وعاد للمعاد فاز بالأحماد، (يوم تجد كل نفس

ماعملت من خيرٍ محضراً، وما عملت من سوء تود لو إن بينها وبينه أمداً بعيداً،

ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد). اللهم نول آمالنا مناها، وكفل أعمالنا تقاها، وخول أطماعنا رضاها، ولاتشرب قلوبنا هوى دنياها، فإن المعاطب في حبها، وشين

المعايب مزرٍ بها، فلا تجعل اللهم مهامنا فيها المنى، وآمنا بأمننا من كيد أمنا الدنا، برحمتك يا أرحم الراحمين، استغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين ولوالدي ولمن علمني

أسماء تصانيف الشيخ علي بن الحسن الشميم الحلي

1- كتاب النكت المعجمات في شرح المقامات، (ذكره ابن الشعار في عقود الجمان أيضا وانفرد عن ياقوت بتسمية كتابه: الإغراب في بطلان الإعراب ) وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون قال: (ومن شروحها النكت المقحمات في شرح المقامات لمهذب الدين أبي الحسن علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت الخلوتي (كذا والصواب الحلي) وهو شرح مختصر بقال أقول في مجلد أوله الحمد لله الحليف أن يشكر الخ شرح فيه غريبها )

2- وكتاب أرى المشتار في القريض المختار، (ذكره ابن الشعار)

3- وكتاب الحماسة من نظمه مجلد، (ذكره ابن الشعار)

4- وكتاب مناح المنى في إيضاح الكنى أربع كراريس، (ذكره ابن الشعار)

5- وكتاب درة التأميل في عيون المجالس والفصول مجلدان، 

6- وكتاب نتائج الإخلاص في الخطب مجلد، 

7- وكتاب إنس الجليس في التجليس مجلد، (ذكره ابن الشعار)

8- وكتاب أنواع الرقاع في الأسجاع، 

9- وكتاب التعازي في المزاري مجلد، 

10- وكتاب خطبٍ نسق حروف المعجم كراسان، 

11- وكتاب الأماني في التهاني مجلد، 

12- وكتاب المفاتيح في الوعظ كراسان، 

13- وكتاب معاياة العقل في معاناة النقل مجلد، (ذكره ابن الشعار)

14- وكتاب الإشارات المعرية مجلد، 

15- وكتاب المرتجلات في المسجلات أربع كراريس، 

16- وكتاب المخترع في شرح اللمع مجلد، 

17- وكتاب المحتسب في شرح الخطب مجلد، 

18- وكتاب المهتصر في شرح المختصر مجلد، 

19- وكتاب التحميض في التغميض كراسان، وورد اسمه في عقود الجمان (التغميص في التمحيص ) وفي هدية العارفين (التحميض في التفحيض)

20- وكتاب بداية الفكر في بدائع النظم والنثر مجلدان، (ذكره ابن الشعار)

21- وكتاب خلق الآدمي كراسان، 

22- وكتاب رسائل لزوم مالا يلزم كراسان، 

23- وكتاب اللزوم مجلدان، 

24- وكتاب لهنة الضيف المصحر في الليل المسحر كراسان، 

25- وكتاب متنزه القلوب في التصحيف كراس، وفي هدية العارفين (منتزه القلوب)

26- وكتاب المنائح في المدائح مجلدان، 

27- وكتاب نزهة الراح في صفات الأفراح كراسان، وفي هدية العارفين (في صفات الأرواح)

28- كتاب الخطب المستضيئة، 

29- كتاب حرز النافث من عيث العائث، وفي هدية العارفين (من عبث العابث)

30- كتاب الخطب الناصرية، 

31- كتاب الركوبات مجلدان، 

32- كتاب شعر الصبي مجلد، 

33- كتاب إلقام الألحام في تفسير الأحلام، 

34- كتاب سمط الملك المفضل في مدح المليك الأفضل، 

35- كتاب مناقب الحكم في مثالب الأمم مجلدان، 

36- كتاب اللماسة في شرح الحماسة، 

37- كتاب الفصول الموكبية يشتمل على أربعين فصلاً، 

38- وكتاب مجتنى ريحانة الهم في استئناف المدح والذم، (ذكره ابن الشعار)

39- كتاب المناجاة.

انتهى كلام ياقوت. 

وهذه قائمة مؤلفاته كما رواها ابن النجار قال: قرأت في كتاب ابى على بن الحسن بن على بن عمار الموصلي بخطه قال: 

ثبت مصنفات ابن الحسن بن عنتر بن ثابت الحلى له

 1-" منتزه القلوب في التصحيف "

 2- " النكت المفحمات في شرح المقامات "

 3- " أرى المشتار في القريض المختار "

4- " الحماسة الحلوية "

 5- " برة التأميل في عيون المجالس والفصول "

 6- "مناح المنى في إيضاح الكني "

 7- " نتائج الاخلاص في الخطب "

 8- أنس الجليس في التجنيس "

 9- " أنواع الرقاع في الاسجاع "

 10- " المرازى في التعازي "

 11-" خطب نسق حروف العجم "

 12- " الاماني في التهانى "

 13- " المفاتيح في الوعظ "

 14- " معاياة العقل في معاناة النقل "

 15- " الاشارات المعرية "

 "16- المرتجلات في المسجلات "

 17- " المخترع في شرح اللمع "

 18- " المحتسب في شرح الخطب "

19- " المهتصر في شرح المختصر "

20- " التحميض في التغميض "

21- " بداية الفكر في بدائع النظم والنثر "

 22-" خلق الادمي ولواحقه "

 23- " الركوبات " – مجلدان

24- " رسائل لزوم ما لا يلزم في نسق حروف المعجم " كراسان

25- " المنائح في المدائح " مجلد 

26-" نزهة الافراح في صفات الراح "(تعليق على الهامش في هدية العارفين و المعجم :نزهة الراح في صفات الافراح ) أربع كراريس

 27-" الموكبية " كراس(تعليق على الهامش من هدية العارفين و في المعجم الفصول الموكبية وفي الأصول المراكبة)

 28- مجتنى ريحانة الهم في اشتقاق الحمد والذم (تعليق على الهامش في هدية العارفين والمعجم استئناف المدح والذم)

 29- " الخطب المستضيئة "

 30- " حرز النافث من عبث العابث "(تعليق على الهامش في هدية العارفين حرز النافث من عبث العابث)

 31-" الخطب الناصرية "

32- " حدث المشرب المنتاب "

 33- " الباصى حلى الشباب "(تعليق على الهامش كذا وليس في المرجع)

 34-" شعر الصبى " مجلد

 35-" إلقام الالحام في تفسير الاحلام "(في تعليق على الهامش في ج : لم)

 36- " كم صار أرباب الاقاليم والامصار في الطب " (وفي بعض النسخ : لم صار ) ؟؟

 37- " سمط الملك المفضل في مدح المليك الافضل "(تعليق على الهامش التصحيح من هدية العارفين و المعجم وفي الأصول سخط الملوك)

 38- " مناقب الحكم ومثالب الامم " مجلدان

39- " اللماسة في شرح الحماسة ".

وفيما يلي كلام ابن خلكان في ترجمة شُميم قال:

شميم الحلي

أبو الحسن علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت، الملقب مهذب الدين، المعروف بشميم الحلي؛ كان أديباً فاضلاً خبيراً بالنحو واللغة وأشعار العرب حسن الشعر، وكان اشتغاله ببغداد على أبي محمد ابن الخشاب ومن في طبقته من أدباء ذلك الوقت، ثم سافر إلى ديار بكر والشام ومدح الأكابر وأخذ جوائزهم، واستوطن الموصل، وله عدة تصانيف، وجمع من نظمه كتاباً سماه " الحماسة "رتبه على عشرة أبواب، وضاهى به كتاب " الحماسة " لأبي الطيب الطائي، (خطأ مطبعي والصواب لأبي تمام الطائي) وكان جم الفضيلة إلا أنه كان بذيء اللسان كثير الوقوع في الناس مسلطاً على ثلب أعراضهم، لا يثبت لأحد في الفضل شيئاً.

ذكره أبو البركات ابن المستوفي في " تاريخ إربل " وقبح ذكره بأشياء نسبها إليه: من قلة الدين وتركه للصلوات المكتوبة ومعارضته للقرآن الكريم واستهزائه بالناس؛ وذكر مقاطيع من شعره. وفي شعره تعسف؛ وقال:سئل لم سمي شُميماً، فقال أقمت مدة آكل كل يوم شيئاً من الطين فإذا وضعته عند قضاء الحاجة شممته فلا أجد له رائحة، فسميت لذلك شميماً. وتوفي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وستمائة

بالموصل، ودفن بمقبرة المعافى، رحمه الله تعالى.

وشميم: بضم الشين المعجمة وفتح الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها ميم، وهو من الشم

(1) القصة حكاها ابن خلكان في ترجمة عين بصل الحائك الحراني وهو شاعر أمي قصده ابن خلكان واسنتشده شيئاً من شعره فقال: أما القديم فما يليق وأما نظم الوقت

الحاضر فنعم، وأنشده:

ومــــــا كــــــل وقــــــتٍ فيــــــه يســــــمح خــــــاطري بنظـــــــــم قريــــــــض رائق اللفــــــــظ والمعنــــــــى
وهـــــــل يقتضـــــــي الشـــــــرع الشــــــريف تيممــــــاً بــــــتربٍ وهــــــذا البحــــــر يـــــا صـــــاحبي معنـــــا

وعلق الصفدي على القصة بقوله: كذا حدثني غير واحد وهذان البيتان خبرهما يأتي في ترجمة شميم الحلي وهو الحسن بن علي

البحور (11)

الطويل
الكامل
البسيط
الرمل
الوافر
المنسرح
الخفيف
المتقارب
المجتث
السريع
الرجز

القوافي (13)

ل
ن
د
ب
ى
س
م
ه
ر
و
ك
ق
ع

القصائد (30)

شُمَيْم الحلي
شُمَيْم الحلي

القصيدة اورد منها ياقوت الأبيات العشرة الاولى وزاد ابن الشعار في عقود الجمان البيت الأخير، وعلق على القصيدة بقوله (وأستغفر الله العظيم من كتبه) وهي اول ما أورده ابن الشعار من شعر شميم قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن أبي السعادات الموصلي قال أنشدني أبو الحسن شميم لنفسه يصف الخمر وعتقها (وفي الهامش الأبيات من1الى10 في معجم الأدباء4/1690)

شُمَيْم الحلي
شُمَيْم الحلي

قال ياقوت بعدما حكى قصة القصيدة السابقة:

شُمَيْم الحلي
شُمَيْم الحلي

قال ياقوت ثم أنشدني لنفسه في وصف ساقٍ: (1)

شُمَيْم الحلي
شُمَيْم الحلي

قال ياقوت (1) ثم أنشدت له من حماسته: ثم أورد القطعة وهي ثاني ما أورده ابن الشعار من شعر شميم قال: (وأنشدني أبو الفتح مسعود الموصلي قال أنشدني شميم لنفسه من كتاب الحماسة الذي صنعه في باب النسيب) ثم أورد الأبيات العشرة بالترتيب نفسه وفيه في البيت الثاني وإغلال مكان وإقلال.

شُمَيْم الحلي
شُمَيْم الحلي

قال ياقوت (1) وأنشدني تقي الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي محمد المعروف بابن الحجاج، وأبو محمد هو الحجاج من شرقي واسط قال: أنشدني أبو الحسن على بن عنتر ابن ثابت الحلوي المعروف بشميم وقد قلت: لا أراك تذم أحداً من أهل العصر فقال لي: ليس لأحدٍ منهم عندي قيمة، فإنه لا يصلح للذم إلا من يصلح للمدح، أما سمعت قولي في الحماسة: (ثم اورد القطعتين هذه والتي تليها)

شُمَيْم الحلي
شُمَيْم الحلي

قال ياقوت (1) وأنشدني تقي الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي محمد المعروف بابن الحجاج، وأبو محمد هو الحجاج من شرقي واسط قال: أنشدني أبو الحسن على بن عنتر ابن ثابت الحلوي المعروف بشميم وقد قلت: لا أراك تذم أحداً من أهل العصر فقال لي: ليس لأحدٍ منهم عندي قيمة، فإنه لا يصلح للذم إلا من يصلح للمدح، أما سمعت قولي في الحماسة: (ثم أورد القطعتين هذه والتي سبقتها) قال: وأنشدني أيضا له:

شُمَيْم الحلي
شُمَيْم الحلي

قال ياقوت (1): حدثني ابن الحجاج تقي الدين قال:

شُمَيْم الحلي
شُمَيْم الحلي

قال ياقوت: (1) وأنشدني أبو حامد المذكور قال: أنشدني أبو الحسن على بن الحسن بن عنتر الحلي لنفسه:

شُمَيْم الحلي
شُمَيْم الحلي

قال ابن سعيد: وأقرب ما وقفت عليه من شعره، لما يليق بالمنزع المختار لهذا الكتاب، قوله: 

شُمَيْم الحلي
شُمَيْم الحلي

قال ابن سعيد: ومما ذكره المؤرخون من أمره أنه كان من أعلام فقهاء الشيعة بالحلة، وأهل الفُتيا والإقراء عندهم. ثم ترقى إلى الزهد بزعمه وإطراح الدنيا. وصار يكثر الخلوة ويصل الصوم، إلى أن كان يزعم أنه يبلغ شهراً لا يأكل ولا يشرب، في يوم ولانهار منه.

شُمَيْم الحلي
شُمَيْم الحلي

القصيدة ثالث ما أورده ابن الشعار في عقود الجمان من شعر شُميم الحلي

شُمَيْم الحلي
شُمَيْم الحلي

القطعة رابع ما أورده ابن الشعار في عقود الجمان من شعر شميم قال: وأنشدني أبو الربيع سليمان بن المظفر بن موسى المؤدب الإربلي قال أنشدني شميم لنفسه (الخفيف)