تَثاقَلَ لَيلي فَما أَبرَحُ
الأبيات 32
تَثاقَـلَ لَيلـي فَمـا أَبـرَحُ وَنـامَ الصـَباحُ فَمـا أُصبِحُ
وَكُنتُ اِمرَءاً بِالصِبا مولَعاً وَبِـاللَهوِ عِنـدي لَـهُ مَفتَحُ
لَقَـد كُنـتُ أُمسي عَلى طَربَةٍ وَأُصــبِحُ مِــن مَـرَحِ أَمـرَحُ
فَلَمّـا نَهـاني إِمامُ الهُدى وَلاحَ لــي المَطلَـعُ الأَفيَـحُ
وَجارِيَــــةٍ دَلُّهـــا رائِعٌ تَعِــفُّ فَـإِن سـامَحَت تَمـزَحُ
كَــأَنَّ عَلـى نَحرِهـا فَـأرَةً مِـنَ المِسكِ في جَيبِها تُذبَحُ
كَـأَنَّ القُـرونَ عَلـى مَتنِها أَســاوِدُ شــَتَّ بِهـا أَبطَـحُ
لَهــا مَنطِـقٌ فـاخِرٌ فـاتِنٌ كَحَلــي العَـرائِسِ يُسـتَملَحُ
وَعَينانِ يَجري الرَدى فيهِما وَوَجــهٌ يُصــَلّى لَـهُ أَسـجَحُ
وَثَـــديٌ لِرُؤيَتِــهِ ســَجدَةٌ يَـدينُ لَـهُ الناسـِكُ الأَجلَحُ
وَثَغـرٌ إِذا ذُقتَـهُ لَـم تَمُت وَطـابَ لَـكَ العَيشُ وَالمَسرَحُ
وَخَـــدٌّ أَســيلٌ وَكَــفٌّ إِذا أَشـارَت لِقَـومٍ بِهـا سَبَّحوا
وَســاقٌ تُزَيِّــنُ خَلخالَهــا عَلــى أَنَّهـا صـَعبَةٌ تَرمَـحُ
وَتَضــحَكُ عَــن بَـرَدٍ بـارِدٍ تَلالـى كَمـا لَمَـعَ الوَحـوحُ
مُبَتَّلَـــةٌ فَخمَـــةٌ فَعمَــةٌ هَضـيمُ الكَشـحِ بَوصُها أَرجَحُ
إِذا ذُكِــرَت سـَبَقَت عَـبرَتي وَكـادَت لَهـا كَبِـدي تَقـرَحُ
مِـنَ البيضِ تَجمَعُ هَمَّ الفَتى كَمـا يَجمَـعُ اللَبَـنَ الإِنفَحُ
جَلَــت عَــن مَعاصـِمِ جِنِّيَّـةٍ تَغِـشُّ بِهـا الـدينَ لا تَنصَحُ
وَزَجّـاءَ بَرجـاءَ فـي جَـوهَرٍ تَـروقُ بِهـا عَيـنُ مَن يَلمَحُ
خَـروجٌ عَلـى جَمـعِ أَترابِها كَمـا يَخـرُجُ الأَبلَـقُ الأَقرَحُ
نَهـاني الخَليفَةُ عَن ذِكرِها وَكُنــتُ بِمــا سـَرَّهُ أَكـدَحُ
فَأَعرَضـتُ عَـن حاجَتي عِندَها وَلَلمَـوتُ مِـن تَركِهـا أَروَحُ
عَلى أَنَّ في النَفسِ مِن حُبِّها أَحـاديثَ لَيـسَ لَهـا مَطـرَحُ
تَرَكــتُ ســُدَيفاً وَأَصـحابَهُ وَأَحرَمـتُ مـا يَجتَنـي شَرمَحُ
وَقـالَ المُفَـرَّكُ ثابَ الفَتى وَسـالَمَني الكَلـبُ لا يَنبَـحُ
فَهَـذا أَوانَ اِنقَضـَت شـِرَّتي وَشـَرَّعتُ فـي الدينِ لا أَطلُحُ
بَلَـوتُ اِبنَ نِهيا فَما عِندَهُ سـِوى أَن سـَيَأكُلُ أَو يَسـلَحُ
وَذاكَ فَتىً مِن سُراةِ النَبيطِ تَعَــوَّدَ شـَيئاً فَمـا يُفلِـحُ
يُحِـبُّ النِكاحَ وَيَأبى الصَلاحَ كَــذاكَ النَبـاطِيُّ لا يَصـلُحُ
إِذا شــِئتَ لاقَيتَـهُ رابِضـاً عَلــى ظَهــرِهِ رَجُـلٌ يَسـبَحُ
تَــراهُ يُسـَرُّ بِنَيـكِ اِبنِـهِ عَلــى أَنَّــهُ ســُبَّةٌ تَفضـَحُ
وَمـا كـانَ إِلّا كَأُمِّ العَروسِ إِذا نُكِحَــت بِنتُهـا تَفـرَحُ
بَشّارِ بنِ بُرد
643 قصيدة
1 ديوان

بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ.

أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.

نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة

783م-
167هـ-