خَلِّ نفسَ اللِّقا تبلُّ صَداها
الأبيات 32
خَــلِّ نفــسَ اللِّقــا تبـلُّ صـَداها كـم لَهَـا بـالنوى تُقاسـي ظَماهـا
خَلِّهــا بالســرور تَنْــزِف دمعــاً إنمـــا هَيَّــجَ الســرورُ بُكاهــا
خَلِّهــا تســكُب الــدموعَ دِقاقــاً مِيسـمُ الشـوقِ باللِّقـا قَـدْ كَواها
خَلِّهــا إِنْ بعينِهــا لــن نُبَقِّــي دمعــةً تســفحُ الــدِّما مُقلتاهـا
ذاك طبـعُ المَشـوقِ إِن هِيـجَ شـوقاً يَمــترِي العيـنَ كـي تَصـبَّ دماهـا
هـــي نفــسٌ وللنفــوسِ اشــتياقٌ وحنيـــنٌ إِلَـــى بُلــوغ مُناهــا
لا يَلُمْنـــي العــذولُ إِنْ بنفســي قَبســـاً بــالفؤاد شــَبَّ لَظاهــا
منــذ بـانوا عـن الـديار فـإني لَـمْ تكـن لـي مَثابـةٌ فِـي حِماهـا
لا تقـــوم النفـــوسُ إِلاَّ بنفـــس يَعْبــقُ الجـودُ مـن شـَميم شـَذاها
ليتنـــي كنـــتُ للأحبــة عبــداً بِظلالِ الحُمـــول أَقْفـــو ثَراهــا
نَكَــص الحــظُّ والحظــوظُ هَــدايا يَـا رعَـى اللـه مـدةً قَـدْ قَضـاها
إِن أمــتْ فيهــم ففيهــم غرامـي فغــرامُ النفــوس أَدْهَــى بَلاهــا
فـــالهَوى هُـــوّةُ وللنفـــسِ داءٌ إن آفــــة النفــــوسِ هَواهـــا
أيُّ شـــيءٍ بِـــهِ أُعلِّـــل نفســي مَــا أُراهــا عـن حبِّهـم تتَنـاهَى
ســَلبوها فلــم تـزل فِـي هَـواهم تقطــع الــوَعْرَ غــدوُةً ومَســاها
لـــو ســَلَوْها بقربهــم لَتَســلَّتْ لــكِ نـارُ الفـراقِ أَصـْلت شـَواها
شــَفع اللــهُ ذا البعــادِ بقـربٍ ودنـــا للنَّــوى بَعيــدُ مَــداها
أَيُّها الركبُ حَثْحِثوا السيرَ واحْدُوا فنَــوادي الســرور يعلـو صـَداها
وســما الملــك للنــواظرِ تزهـو فرحــةُ الوصـلِ مـن مَليـك سـَماها
مـا تـرى الـدهرَ بالتهـاني تَغنَّى وبوصــلِ المليــكِ تيمــورَ بـاهَى
رجــع المجــدُ والممالــك قَــرَّتْ شـــرفاً عينُهـــا وزادَ تهاهـــا
طلعـــةٌ أشــرقَ الوجــودُ بَهــاءً مــن ضــِياها وضـوءِ نـورِ سـَناها
حـــرس اللــهُ ذاتَهــا وشــَفاها مــن ســَقامٍ وَقَــدْ أزال عَناهــا
صـانَها مـن بَـواعثِ السـُّقْمِ دهـراً وحَماهـــا مـــن الأذى ورعاهـــا
هــي ذاتٌ ســرُّ الوجـودِ مـن الـل هِ وشــمسٌ قَــدْ اهْتُــدِي بِضــياها
صـحةُ الكـونِ رحمـةُ اللـه فِي الأر ضِ بَلَــى أنــتَ شمســُها وضــُحاها
جئت للعـــالمين غوثــاً وغيثــاً يَــا مليــك الأنـام أنـتَ هُـداها
فــانعَمِ البــالَ لا تــزال بعــزٍّ قبـــسٌ للعُلـــى ونــورُ ســَناها
وصــل اللــهُ ذي الحيــاةَ بوصـلٍ مــدةَ الــدهر لَـمْ تـزل بحِماهـا
قَــدْ تجلّــى نــور شــعبانَ منـه يــومَ عشــرٍ وتســعةٍ مـن دُجاهـا
قـام فِـي الملـكِ بالسـُّعود فـأرَّخ هِممـــاً تحســد النجــومُ عُلاهــا
إن تيمــورَ عــدلُه اليـومَ أضـحى يَطِـــس الأرضَ وَهْـــدَها ورُباهـــا
أبو الصوفي
163 قصيدة
1 ديوان

سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.

شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.

وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.

له (ديوان -ط).

1953م-
1373هـ-