اليومَ حَقَّ ليَ الهَنا
الأبيات 50
اليـومَ حَـقَّ لـيَ الهَنا بَنـتِ العُلـى لي مَسْكنا
أصــبحتُ بـالخَلَوات أع تنـقُ المكـارمَ دَيْـدَنا
وأَمَـجُّ ثغـرَ الأنـسِ مـن شـخصِ الوِصـال إِذَا دنا
وأُغــازل الآيــاتِ مـر تاضــاً بِهَــا متأبِّنـا
حَسـْبِي بِهَـا شـرفاً وحَسْ بـك أن تقـول أنا أنا
يـا مسـكَنَ العَلياءِ طِبْ تَ وطـاب فيك من اعتنى
إن دمـتَ لـي سَكَناً فما أَحْلـى وأَطْيَب ذا الجَنَى
مـا لـي سوى نفسي فإنْ حصـل المُنَى زال العَنا
مـا العيـشُ إِلاَّ أن ترى طيــفَ الأحبــة مَوْهِنـا
أَوْ أن يــزورَك شخصــُه فـترى الجمـال مُبرْهَنا
فلئِنْ ظفِـــرتَ بــزورةٍ بُشـراك قَـدْ نِلتَ المُنْى
فَــارْبَعْ ليَهْنِـك مَرْبـعٌ رحـبُ الجـوانبِ والفِنا
مـا أَطْيـبَ الساعاتِ إن زار الحــبيبُ وأحسـنا
فالْهَـجْ بـذكرِ الحِبِّ إن تَـكُ بالصـبابة مُعلِنـا
واشربُ أُجاجَ الصبر واكْ حَـل بالسـُّهادِ الأَعْيُنـا
فبِـذاك تَقْتنِـص العُلـى ويطيـب عيشـُك بالهَنـا
وتــــرى الأملاكَ فِـــي مَلَكوتهـــا مُتيمِّنـــا
كقِـران بـدرِ التِّـمِّ تي مـور المَليك إذ ابْتَنى
بُشـْراك يَـا زمن القِرا نِ لقـد علـوتَ الأَزْمُنـا
زمـن تـودُّ بِـهِ النفـو س بـأن يكون هو الدُّنا
فهنـاك يَـا زمـنٌ هنـا ك لقـد شفيت من الضَّنَى
أطربــتَ سـمعي ناطقـاً ســَجْعاً بــديعاً بَيِّنـا
وشــجوتَني طربـاً وَلَـيْ سَ يُمِيلنـي شـَدْوُ الغِنا
لكـن عجبـتُ بـأن شـدو تَ وكنـت أخـرسَ أَلْكَنـا
وغــدوتَ مَيّــاداً كمـا مـاد النسـيمُ الأَغْصـُنا
مـا كنـت أعهد بالجما د يكـون نـاطق أَلْسـُنا
بُهِـت الـورى لمـا رأو ك تهــزُّ عِطْفــاً لينـا
لـم يحسـبوا أن السرو ر يَـروض طَرْفـاً أحزنـا
فـانعمْ بمن شاد العُلى لَـكَ والمكـارم قَدْ بنى
ملــك تُطـأْطِئ فِـي عُلا ه ذو الصـَّوامل والقَنا
مـا مُـدّ طـرفٌ فِـي علا ه شاخِصــاً إِلاَّ انْثَنــى
فَطِـن يرى مَا فِي النفو س مـن الظنـون مُبَرْهَنا
ســـَبّاق غايـــاتٍ إِذَا مَـا قيـل مَكْرُمـةٌ رَنـا
ذو همــةٍ صــعبُ الأمـو رِ يــراه أمـراً هينـا
ذو عَزْمــة لـو قـاطعتْ شــمَّ الجبــالِ لأَوْهَنـا
خَطَـب المَعـالي كي يحْل لَ بِهَـا فصـارت موطنـا
عَجَبــاً لَـهُ طفـلٌ بـدَسْ ت المُلـك أضـحى مُحْصِنا
رسـختْ بوَطْـأَته الممـا لــك واسـتقرتْ مَعْـدِنا
مــا حـلَّ سـاحتَه فـتى ذو حاجــة إِلاَّ اغتنــى
أخَـذ المكـارم عن أبي ه فجَــرَّ عنـه مُعَنْعَنـا
كـم من يدٍ فِي العالمي ن لَـهُ حَبَتْهـم بـالغنى
فتَطَـــوَّقت أعنـــاقُهم مــن فضـله حَتَّـى أنـا
فيهـم سـموْتُ وبهم علو تُ وبــه رَسـَخْتَ تَمكُّنـا
وبهــم قــررتُ بمَسـْقَطٍ وبهـم سـلوت المُنْحَنـى
وبهـم تركـت من الزما ن أحبَّنــي والموْطِنــا
وبهــم حَلا مُـرُّ الزمـا ن وزال مَـا قَـدْ أَحزنا
حَتَّــى غــدوتُ بفضـلهم عَلمــاً كأسـْمَى أَمْكُنـا
فهـمُ شـموسُ الـدهرِ إِنْ بالعُســرِ جَـنَّ وأَدْجَنـا
قطعـوا بسيف الجود من شــُحّ الزمـان الأَلسـنا
وتَوَطَّنـوا بـدلَ القِبـا ب مـن المعـالي مَسْكنا
أبو الصوفي
163 قصيدة
1 ديوان

سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي.

شاعر عُماني من شعراء أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان والده وأعمامه في خدمة حكام مسقط والشام بدأً حياته كاتباً صغيراً ثم أخذ يترقى إلى أن صار كاتب السلطان فيصل بن تركي وسميره ومحل ثقته.

وكان أبو الصوفي شاعر للسلطان فيصل بن تركي وابنه تيمور.

له (ديوان -ط).

1953م-
1373هـ-