الأبيات 27
دعنــي أقاســي لوعــةً وهمومـاً وأظــل أنــدب أربُعــاً ورسـوما
إنَّ الأُلـى طـال الكرى معهم قضوا فـي البعـد أن أرعى دجىً ونجوما
تركـوا البصائر والمنازل بعدهم صـــنفَيْ بلاً متمزقـــاً وهشــيما
وكـذا الزمـان يُـري بنيـه تارةً فرحــاً وطـوراً إثـر ذاك غمومـا
ولمـن أقـام الفكـر فـي أحداثه يشــهد عجيبــاً بـالخلاف عظيمـا
أفـدي الـذين نأوا وكانت أدمعي وكلامهــم لــي لؤلــؤاً منظومـا
قــد صـرتُ بعـدهم طريـح صـبابة لـو كـان يرحـم ظـاعنون مقيمـا
سـاروا وداروا فـي حدائق وردهم وبقيـتُ أرعـى الشـيحَ والقيصوما
كرعـوا مليّـاً فـي مناهـل وردهم ومضوا ولم يُطفوا القلوبَ الهِيَما
بعثـوا إلينـا مـن سواد شعورهم ليلاً ومــن نـار البعـاد جحيمَـا
وإذا الفتى علقت به أيدي الهوى أبــدى وأخفــى واسـتلام ولِيمـا
بـالله يـا ريـحَ الصَّبا مري بهم ثـم ارجعـي مسـكاً يفـوح شـميما
فعسـى شـذاكِ الرطـب يبرد مهجتي ويُصــِحّ جســماً بـالفراق سـقيما
والقلـب مضـطرم الحشـى لم يُسْلِهِ إلا لِقــا حمــد بــن إبراهيمـا
هـو ذلـك الشيخ الرئيس المرتجى عمــت مكــارمه الـديار عميمـا
ولمــن تخصــص مجــده وتعرفــت عليــاه أوجـب فضـله التعميمـا
مَـنْ شـأنه جمـع العلا وقضـى على أمــواله التفريــق والتقسـيما
بطـل إذا التقـت الكُمـاةُ بجحفل فـإليه حقـاً أوجبـوا التسـليما
حكـم أقـام العـدل فـي أقطـاره ردّ الظلــوم وأنصــف المظلومـا
وســع الأنــام بجــوده وبحلمـه فغـدا كريمـاً فـي الأنـام حليما
خُلُـق لـهُ كـالروض بـاكَرَه الحيا لا لغــو فيــه ولا تـرى تأثيمـا
يهـوى أولـي التقوى ويوسع رفده كرمـاً ويـولي ذا الحجـا تكريما
والمــرء يُعـرض عـن أنـاس عِـزّةً إن لـم يجـد منهـم لـه تكريمـا
شــهم أديـب يجمـع الأدبـاء مـن زلُــه تــراه بالــذكا مرسـوما
متــــوطن للنائبـــات مجـــرّب لَزَباتِهـــا متجشـــّم تجشـــيما
وحــوادث الـدُّنيا تعـرّف أهلهـا وتزيــدهم فــي نكرهـا تعليمـا
إنَّ المجـــرّب لا يهــاب صــروفه إذ ليـس فـي حـال يـراهُ مقيمـا
ابن شيخان السالمي
295 قصيدة
1 ديوان

محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع بن خلفان بن خميس السالمي، ويكنى بأبي نذير، شيخ البيان.

شاعر عماني ولد بقرية الحوقين من أعمال الرستاق، وبسبب المعارك التي كانت قائمة في ذلك الأوان بين قبيلته وجيرانها رحل به والده إلى العاصمة الرستاقية حيث تلقى بها علمه.

وتتلمذ على يدي الشيخ راشد بن سيف الملكي.

كان ذكياً متوقد الذهن سريع الجواب حاضر الاستشهاد حافظاً لأشعار العرب وله تلاميذ كثر منهم عبد الله بن عامر العذري ومحمد حمد المعولي وتوفي بمدينة الرستاق بعمان.

له (ديوان -ط).

1927م-
1346هـ-