أبا المغرب استوفت إليك البشائر
الأبيات 56
أبـا المغرب استوفت إليك البشائر هــل الأكرمــون النــازحون زوائرُ
ســعدتُ بهــا لمــا أتتنـي عشـية تُضــوِّعها تلــك الريـاح العـواطر
تحيــة حــب بـل حيـاة لجسـم مـن برتـه مـن البحـر السيوف البواترُ
ويغنـي القلـى عنـد الوداد ويعرف الصَّفامِ الصدى والدهر بالعلم دائرُ
أرى الخِـلّ مـن لـم يخلُ عنك جميلُه وإن عـثرت فيـك الصـرُّوف العـواثرُ
وللـــه أســرار لطــائفُ تحتــوي فضــائلَ تبــديها نفــوس ذخــائرُ
ومـا غرّنـي ذكـرى حبيبي عن النوى بلـى إِنَّ نقع الغيث في الجدب ظاهرُ
تحكَّــمْ بقلــبي أنــتَ نـاهٍ وآمِـرُ فــإني لمـا قـد شـئته فـيَّ شـاكرُ
عســى بــاعث يحيـي رميـمَ شـتاته بمهجتـــه يومــاً فيســعد صــابرُ
فــإن يَــكُ إِســعاف بــه وبصـدره انْشـراح فلـي من جامع الشمل زائرُ
ويامـا ألـذ الوصـل بعـد انقطاعه فهـل أنـت يـا هجـر الأحبـة دابـرُ
وإِنــي لتغشــاني الهمــوم وإِنّـهُ بتكرارهــا ضــاقت علـيَّ المصـادرُ
ومـا القلـب إلا قـائد الجسم أيمَّا نشـا أو صـحا عنه الهموم الخواطرُ
ثنـا نشـوة مـن نسـمة أسـنَدت لنا صـحيح الهـوى ترتـاح منه البصائرُ
تـــذكرنا عطــف الحــبيب بقــدّه ومـا افتضـحت منه الغصون الموائرُ
وقيـل لهـذا الغصن والظبي والنقا قفــوا إنَّ إِظهــار المذلـة ضـائرُ
ومـن يتصـدى وهـو فـي العجز غاية ولـم يثـن عنهـا ناشـبته القساورُ
ومـن لـم يكن كفئاً يَقِفْ ومن اعترفْ يَعُــدْ ومـن استرضـى فليـس يكـابرُ
ومـن يتقـهْ ينجـح ومـن يخشـَه يفز ومـن لـم يخف يفضح وتكفي النذائرُ
كفـى فاضـحاً حاوي الجمال إذا بدى علـى كـل ذي نـورٍ بـه الحسن دائرُ
وروضــة حســن لا يطيــر حمامهــا كــأن عيـون النـاس فيهـا حَواضـرُ
كــأنَّ فــؤادي إذ أرتــه نـواظري خطيـر الهوى يصلى على النار طائرُ
رسـول الهـوى هـل نُـبي الحب إنني أسـير الجـوى قـد قيـدته النواظرُ
إذا فـترت عينـي الجفـون الفواتر أسـىً غـدرت مـن أرسـلتها النذائرُ
وإن بـثَّ فـي ليـل من الشعرِ تائهاً فهـذا لـه فـي وجهـه الصـبح ساترُ
تبــارك مــن أنشـاه فتنـة نـاظر وأعطـاه كـل الحسـن واللـه قـادرُ
وسـبحان مـن سـوّى علـى الحـق ذلك الإِمـامَ لـه فـي العـالمين مفـاخرُ
هـو العالم التحرير والفطن الغني الـذي نقلـت منـه العلوم البواهرُ
هـو الكامـل المرضي والفاضل الذي تــدين لعليــاه السـُّراة الأكـابرُ
هـو العامـل الصـافي سـلالة يوسـف محمــدٌ الــوافي المُجِـدّ المُسـَامرُ
همـام غـدا بـالمغرب اليـوم آيـةً وبالمشـرق انقـادت إليها الخواطرُ
فمـا مصـعب فيهـا بـه فهـو ميسـر ويسـجن عنهـا الشـر والخيـر حاضرُ
لقد أشرق الدين الحنيفي في الورى الأباضــي والوهــبي والحـق ظـاهرُ
وبــدّد أهـل الجهـل لمـا تبـدعوا ضــلالاً وســيف اللـه للكفـر بـاترُ
وشـيد ركـن الـدين ثـم استوى على القـرى فبـدت منه البدور السَّوافرُ
وطوقنـا مـن علمـه الكتـب جـوهراً فيـا نعـم طوقـاً لازمتـه البصـَائرُ
وســارت بـأرض اللـه تنفـع إنهـا فــواخر عنــد العــارفين مفـاخرُ
سـما فـي سـماء العلم فانهلَّ مُزنه فعـاد بحـاراُ منـه تجنـى الجواهرُ
لـه هيبـة فـي اللـه تغنـى وخشية تـذيب الحصـى منهـا القلوب فواطرُ
محيّــاً بـدت منـه الشـموس وراحـة لـه انـدفقت فيها البحور الزواخرُ
لســان عليــه القطـب دار وقلبـه بـه البحـر سكناه العلوم الغزائرُ
ونســمة بشـر عطّـر الكـونَ طيبُهـا خصصـنا بهـا واستمسـكتها الأعاصـرُ
وبـدر تجلـى في سما المجد والعلا فأهـدى الهـدى منـه الموفـق ظافرُ
ومُـزْنٌ تخلـى يمطـر العـدل والندى فغـاث الـورى واسـتغنمته الأخـائرُ
وبحـر تعلـى يقـذف العلـم والتقى لأهــل النهـى فأسـتملأته الجـزائرُ
ونـار تلظـى تحرق الكفر في الدُّنى وتمحـق مـا تجنيـه فيهـا الأخاسـرُ
وســيف تنضـَّى صـار صـوناً لعرضـنا وعونـاً إذا دارت علينـا الـدوائرُ
ورضــوى غـدا فينـا ذكـاءً وهيبـة وظهـراً إذا تغنـى الخطوب الدواسرُ
وكهــف لمــن آواه منجــىً وملجـأ وروض لمــن يرعــاه نــاشٍ وناضـرُ
وأرض لحلــم أنبتــت فيـه مركـزاً لعلــم علا يــأتيه نــاش ونــاظرُ
ألا فادعُ لي بالعلم والحفظ والتقى فقلــبي خلـىّ مـن حُلـى ذاك حاسـرُ
ودونكَهـــا زُفَّــت إليــك فريــدة وأنـت لهـا مـن دعـوة الخير ماهرُ
ومــا أنــت إلا رحمـة كتبـت لـذي الإصـابِة والتوفيـقِ والصـُبحُ سـَافرُ
ومنـــي تســـليم وأصــفى مــودةٍ ســـمت وتحيــات إليكــم فــواخرُ
أخصــك والصـحب الكـرام وكـل مـن لـه فـي الطريـق المسـتقيم مـآثرُ
لقـد كملـت فيـك الفضـائل وانتهى بـك المجـد واستوفت إليك البشائرُ
ابن شيخان السالمي
295 قصيدة
1 ديوان

محمد بن شيخان بن خلفان بن مانع بن خلفان بن خميس السالمي، ويكنى بأبي نذير، شيخ البيان.

شاعر عماني ولد بقرية الحوقين من أعمال الرستاق، وبسبب المعارك التي كانت قائمة في ذلك الأوان بين قبيلته وجيرانها رحل به والده إلى العاصمة الرستاقية حيث تلقى بها علمه.

وتتلمذ على يدي الشيخ راشد بن سيف الملكي.

كان ذكياً متوقد الذهن سريع الجواب حاضر الاستشهاد حافظاً لأشعار العرب وله تلاميذ كثر منهم عبد الله بن عامر العذري ومحمد حمد المعولي وتوفي بمدينة الرستاق بعمان.

له (ديوان -ط).

1927م-
1346هـ-