الأبيات 41
مــا آن للعــاذل أن يغلقـا بــاب عتــاب ويــرى مشـفقا
مـا لـي علـى بابـك من طاقة ولا لمــا تمليـه مـن ملتقـى
ضـيعت هـذا النصـح عندي كما ضـيعت قلـبي عنـد غصن النقا
تركتــه رهنــاً لــديه فقـد كـاد وحـق الـبين أن يغلقـا
مـا القلب إلا طائر في الهوى لـذاك قـد صـيد بسـهم المقا
يـا عجبـاً يرقـى عليـى قـده ودمـع عينـي أبـداً مـا رقـى
بــل لا عجيـب فغصـون النقـا صـارت لأطيـار الحمـى مرتَقـى
والقلــب ظــرف مســتقر لـه فلا عجيـــب إن بـــه عُلِّقــا
يـا سـاحر الأجفـان صل ساهراً مـن سـحر عينيـك عديم الرُّقَى
حيــران لا يعــرف ممــا بـه شــاماً ولا غربــاً ولا مشـرقا
سـكران مـن خمر الهوى لا يرى منــذ احتسـى خمرتـه مفرقـا
إلا بـــأن ننظـــر أجفــانه مـن حبـه وجهـاً ولـو مفرقـاً
قــال لـي الناصـح فـي حبـه تـروم يـا مسـكين منه اللقا
هيهــات لا تــدرك مـا رمتـه ححـتى تُـرَى فـي حبـه كاللُّقَا
لا تنفــع الحيلـة فـي بـابه لا القاصـعا فيـه ولا النافقا
لا ينفــع الــدمع ولـو أنـه كـان دمـاً مـن جفنـه مطبقـاً
ولار قـبر النـار نـار الجوى ولـو غـدا منها الفتى محرقاً
مـا غيـر تمزيقـك ثوب النوى وهتــك مــا بينكــم لفقــا
حـــتى يُــرَى ضــيا العلــى والمجــد فيـه حـاملاً صـبخقا
فــتى حــوى كـل كمـال ومَـنْ ينكــر هــذا عــده أحمقــا
وقــل لــه يسـمع نظمـا لـه ينظــر روضـاً مثمـراً مورقـاً
واحضـر إذا مـا شـئت تدريسه تــرى لــه يخضـع مـن حققـا
وليحـترس مـن نـار ذهـن لـه فــإنني أخشــى بـأن يحرقـا
وليغــترف مـن بحـر إحسـانه فالكـل منـه قـد سقى واستقى
وإن تسـل مـن بعـدُ عـن خلقه فنـدي التحقيـق في ذا المقا
لســــــت أرى بأهـــــل لأن يقــال كـالروض ولـن أصـدقا
مـــا هـــو إلا خــل لطفــه مـن كـل لطـف قـد غدا أرشقا
يســترق الألبــاب حـتى لقـد كنــت أرى مثلـي لـن يسـرقا
فاســـترقت أخلاقــه جملــتي وكنـت مـن قبـلُ فـتى مطلقـا
ولــم يـزل يبعـث لـي نظمـه أن غبــت عنــه لأرى موثقــا
وقـد أتـاني منـه نظـم فهـل يحســب مثلـي شـاعراً مُفِلقـا
وقـد كـان لـي بحر نظام وقد غــاض فمنــه الآن لا يســتقى
وقـد ذوى روض المعـالي وهـل للـروض إن لـم تسـقه مرتقـا
وكيـف لا والجهـل أضـحى يُـرَى غيـر لـواه اليـوم لن يخفقا
وكلمــا قلنــا عسـى أقلعـت ســـحابه أرعــد إذ أبرقــا
والعلــم قــد نكــس أعلامـه منكسـراً مـن شـوم ما قد لقا
والجهـل ينمـو كـل حيـن فلا يـــأتي إلا فيلقــاً فيلقــا
وكـم وكـم أسـرد من ذا الذي ليــس لـه مـن سـامع ملتقـا
فاعطف عنان القول من بعد ذا مهنئاً بالعيــد خِـدْنَ التُّقـى
هنيئتـي بالعيـد يـا من أرى تهنئة العيــد بــه أليقــا
فـأنت فـي جيد العلى والدُّنا طــوق بــه هــذا وذا طوقـا
الأمير الصنعاني
434 قصيدة
1 ديوان

محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.

مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.

أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.

من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.

وله (ديوان شعر - ط).

1768م-
1182هـ-