الأبيات 32
حــي الحمـى ومنـازل الحـب وأسـأل بـه الأحباب عن قلبي
وانـزل إزال فـإنهم نزلـوا منهـا بسـفح الجانب الغربي
نزلـوا بها غرفاً قد اعترفت بســـموهن منــازل الشــهب
فسـقى منـازلهم دمـوع فـتى أغنــت مـدامعه عـن السـحب
صـــب إذا هبــت بنشــرهمو ريـح الصـبا فلقلبـه تصـبي
والــبرق أدرك مـن إشـارته معنـى أفـوز بـه علـى صحبي
وأراه مبتســـماً فأحســـبه ســراً يُسـِرُّ إلـيَّ عـن سـربي
وأخـال أن الْـوُرْقَ إذ هتفـت فـي الروض عن وجدي به تنبي
يــا صــاحبي أعنـدكم مقـل تهـب الـدموع لمقلـة الصـب
قـد كـان يبـذل دمـعَ مقلته هبــةً ويســعد كــل ذي حـب
أيـام مـا ملـك الغرام بها عقلـي ولا أخـذ الهـوى لُبِّـي
فـدعا بـه داعي الغرام ومن شـأن الغـرام إذا دعـا لُبّي
والآن أوجـب لـي الغرامُ أسى إن طـال أفضـى بي إلى سلبي
قـد رق لـي كـل سـوى زمنـي فـأراه يسـعد في الجفا حبي
لا تسـمع الشـكوى لـديه ولا يرثـي ولا يصـغي إلـى عتـبي
إن كــان ذنـبي فـرط حبهـمُ فأنـا المصـر إذاً على ذنبي
حـبي لهم فرض كمدحي للمولى الإمـــام الفاضــل النــدب
بحـر الندى والعلم أفضل من أقـرى فَـرِدْ مـن بحره العذب
عَلَـمُ الـذكا والحفـظ فطنته أنسـت بسـعد الدين والشعبي
كـالقطب فـي علـم وفـي عمل لا بـل سـما قدراً على القطب
وتـراه عيناً في العلوم فما يـأتي له الكعبي إلى الكعب
علامــة الــدنيا وزاهــدها فليـه تـبر المـال كـالتُّرب
وخلائق مــا الـروض يشـبهها فبلطفهـا لـذوي النُّهَى تسبي
ووفــاؤه طبــع وكــل فـتى فوفــاؤه إن كــان بالكسـب
أشـكو إليـك نَـوىً تطاول بي وأطـال فـي همـي وفـي كَرْبي
تَرِبـت يـدا دهـري يعـاملني بالبعـد عـن وطني وعن تِرْبي
فكــأنني كــرة تقـاذف بـي كفــاه فـي شـرق وفـي غـرب
قسـراً بهـذا البين قد رضيت نفسـي لخـوف الذل في القرب
ولهـا إذا اشـتد الأسـى ثقة بـاللّه فهـو على الأسى حسبي
منـه أُرجِّـي الوصـل عـن كَثبٍ بالــدار والأحبـاب والصـحب
وبــدعوة منكــم تحـل بنـا مـا حـل مـن عقـد ومـن خطب
لا زلـتَ يـا رب العلـوم على رغم العدا في الفضل من ربي
الأمير الصنعاني
434 قصيدة
1 ديوان

محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.

مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.

أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.

من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.

وله (ديوان شعر - ط).

1768م-
1182هـ-