زايد الناسِ إن تركتَ عيوناً

زايد الناس

الأبيات 30
زايـد النـاسِ إن تركـتَ عيوناً ليــس تبكــي فللقلـوبِ أنيـنُ
فالرجـالُ الرجـالُ دمـعٌ حـبيسٌ يتـــوارى ومـــدْمعٌ لا يُــبينُ
أنـت مـا مِـتّ إنمـا مات فينا فــرحُ الــروح ذلـكَ المـدفونُ
أيهــا الراحـلُ العظيـمُ سـلامٌ لــك منــا ونحـن دمـعٌ سـخينُ
وحنيــنٌ إليــك فــي كـل روحٍ أنــت فيهــا ســحائبٌ ومـزونُ
زايـدُ النـاسِ مـا ترحلْـتَ عَنَّا أنــت بــاقٍ وبــائنٌ لا يَـبينُ
إنّ منــك الرحيـلَ ليـس رحيلاً بـل خلـودٌ وفـي القلـوبِ يقينُ
مـا ترَحّلْـتَ إنمـا مـات من لا يحفـظ النـاسَ والليـالي تخونُ
مـا ترَحّلْـتَ إنمـا مـات من لا يُكـرِمُ الخلـقَ والزمـانُ ضـنينُ
مـا ترَحَّلْـتَ إنمـا مـات من لا يبســُطُ الكــفّ والأَكُــفُ ظنـونُ
إنمـا الراحلـون غيـرُكَ فينـا قــد طــوتهم مراحــلٌ وسـنونُ
لـم يموتـوا وكلهـم مـات حَيّاً إنمـا المـوتُ بالرجـالِ رهيـنُ
رُبَّ مَيْــتٍ يعيــشُ دهــراً وحَـيٍّ مـات قبـل الممـات فهْـو دفينُ
يـا حـبيبَ القلـوب شعبك يبكي وبكــاءُ المحــبِّ صــمتٌ ثميـنُ
ووجـــومٌ وصـــدمةٌ وحيـــارى والتسـابيحُ فـي الجفـون شؤونُ
كـم عجوزٍ تبيتُ في الليل تدعو تطْلــبُ اللـه والـدُعا محـزونُ
لــك ترجــو منــازلاً ومُقامـاً فــي جِنـانٍ تطـوفُ فيهـنّ عِيـنُ
والبلادُ البلادُ بعـــدك تبكــي شـــجرٌ واقــفٌ وطيــرٌ حزيــنُ
ودروبٌ عرفـــن خطــوَك فيهــا ثــم أَنْكـرنَ أيـن ذاك الأميـنُ
والصـحارى تَئنُّ والريـحُ فيهـا مثـلُ صـوتِ المحـبُّ رِفـقٌ وهـونُ
تسـألُ البيـدُ أيـن غرسَكَ فيها أيهـا الفـارسُ المحـبُّ الحنونُ
زارعَ البيــدَ بــالظلال سـماءً كنــتَ فينـا ونحـن أرضٌ وطيـنُ
ســاقَك اللــهُ للبلاد مُزونــاً وعيونـــاً فــأينعَ النِّســْرِينُ
ثُــمَّ لمــا لَثَمــتَ كُـلَّ جـبينٍ وكتبــتَ القصــيدَ وهْـو رصـينُ
رُحْـتَ تُدني الرحيلَ شيئاً فشيئاً وهـو يُغريكَـ، والرحيـلُ فُتـونُ
كيـف تبغـي الرحيـلَ أنت حضورٌ كيـف تبغـي الغيـاب ذاك جنونُ
أنـت فينـا خـواطر ليـس تفنى وبلادٌ ومنـــــزلٌ لا يهـــــونُ
سـوف تبقـى وإن رحلـت حـديثاً ليــس يُنســى وللحـديثِ شـجونُ
زايـدَ النـاسِ لا رحيـلٌ يـواري جبــلَ العــز كيـف ذاك يكـونُ
أنـت بـاقٍ ومـا بقينـا سيبقى لــك منّــا أنينُنـا والحنيـنُ
سالم الزمر
7 قصيدة
2 ديوان
يعتبر الشاعر والكاتب والإعلامي سالم الزمر واحداً من أبرز الوجوه الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب مساهمات أدبية وثقافية وإبداعية عديدة، استحوذت القضايا الوطنية وقضايا الولاء والانتماء على حيز كبير من كتاباته.

تخرج الزمر في كلية الحقوق من جامعة الإمارات، ويكتب الشعر العربي الفصيح والنبطي وله مجموعة شعرية فصيحة بعنوان «أغلى الرسائل» 1999، ومجموعة نبطية بعنوان على «جمر الغضا» 1992، وأخرى بعنوان (صبح الحياة) صدرت عام 2006.

كما أن له مجموعة «بيروت وقصائد أخرى» عام 2008، وكتاب بعنوان «النبطي والفصيح»، وآخر بعنوان «طائر الشعر»، و«سفر الحب» وهو عبارة عن مختارات من أشعار شعراء الإمارات، وحالياً له تحت الطبع مخطوط بعنوان فن وشعر وشكوى.

تلقى الزمر تكريماً من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في مهرجان الشعر العربي في دورته الثانية عشرة، وتسلم جائزة الشارقة للشعر العربي 2014.

قدم عدة برامج تلفزيونية تعنى بالشعر والثقافة في مختلف تلفزيونات الدولة مثل برنامج «أجمل الشعر» و«شعر وفكر» في تلفزيون الشارقة، وبرنامج «عيون القصيد» و«شعراء الخليج» في تلفزيون دبي.

وظهر حبه للشعر أيضاً من خلال البرامج الإذاعية، كبرنامج «على مشارف السحر» و«رياض الشعر» و«صفحات شعرية» و«قصائد لها ظلال» و«الماجدي بن ظاهر» وعرضت جميعها على إذاعة دبي، أما برنامج «قلائد شعر» فقد قدمه في إذاعة أبوظبي، وقدم برنامج «قناديل شعر» على إذاعة الشارقة.